ابتهال شعري لـ محمد بن راشد

  • 4/23/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بكلّ رونق الدعاء، وموسيقى الابتهال، نعيش مع هذه المقطوعة الشعريّة العذبة لصاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث نشرها سموه عبر حسابه بـ«انستغرام»، تحت عنوان «ومضات»، لتتصاعد الأنفاس الشاكرة، فيكون الكون كلّه تعظيماً وإجلالاً، وتمتلئ السماء بحمد الله وتمجيد اسمه، كيف لا؟، وقد تسامت الأسماء باسمه تعالى واستمدّت كلّ رونقها وبهائها منه، فهو سبحانه وتعالى العظيم، الحليم، الفرد، الذي لا يُجارى في عطائه وآلائه على عباده ومخلوقاته. المقطوعة الشعريّة، الكبيرة في معناها، والمنسابة في موسيقاها من غير تكلّف، هي جزءٌ من ومضات سموه، وجاءت مناسبةً للأجواء الرمضانيّة والبهاء الذي يشعر به الناس والصائمون، خاصةً في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، وقد امتازت بتكثيفها ومعناها، وانسجام قلب قائلها، في الشعور الذي يصوّر لنا المشهد الجميل في امتداد المسافة بين السماء والأرض، حيث ما من موضعٍ إلا وفيه تسبيحٌ صاعد أو نعمة تتنزّل على عباد الله الشاكرين. جمعت هذه الومضة التي تكوّنت غنائيّاً من ثلاثة أبيات اقتطفت من عدد من الأبيات، من الشعر الجميل في موسيقى بحر الخفيف (فاعلاتن/ مستفعلن/ فاعلاتن)، الشكر والعطاء، كنتيجتين حتميتين، تدلان على حالة اليقين الكامل التي يعيشها المؤمنون ويعملون بها، كما جاء النداء، كأسلوب رائع في التواضع بين يدي الله جلّ وعلا، من خلال الاحتفاء بصفات الله وأسمائه الحسنى، فهو العظيم الذي لا يصل إلى عظمته أحد، وهو الحليم العارف بضعف عباده وحاجتهم إليه، وهو الفرد المقتدر الذي لا ينازعه أحدٌ في هذا الكون، ولذلك كانت النِّعَم والآلاء تدوم بدوام عطائه، فهو شكرٌ يعبّر عن النفس الطيبة لصاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو يربط الأسباب بالمسببات، ويعمّق من إحساس القارئ والمتلقي بهذه الحالة الصوفية التي هي أشدّ ما تكون في الثلث الأخير من رمضان. لقد تعالى الدعاء إلى الخالق في عليائه، في مشهد تستلهمه الومضة الشعريّة من هذه الحركة الدؤوبة التي تشهد عليها ملائكة الله، حين يرتفع الدعاء والابتهال والرجاء والطمع بمغفرة الله وتلبية الأمور، ولهذا فقد عظّمت الأبيات من المنزلة العالية التي لا تدانيها منزلة لخالق الكون ومجيب الدعاء، حيث المُجانسة باللفظ بين الفعل «تعالى» و«علاك»، وكلاهما يدلّ على الشأو والمنزلة التي هي محطّ تذلل الناس وعبادتهم وأدعيتهم، فكان دعاؤهم وسيلتهم لبلوغ الرضا والحفاظ على الخيط متصلاً مع المنعم المتفضّل على عباده المحسنين الشاكرين. أمّا اختيار صاحب السّمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لموسيقى البحر الخفيف، ومناسبة هذا البحر الشعري للغناء الذي يحمل بكلّ شفافيته ورقّته رجاء الشاعر وتبجيله لخالقه، فهو اختيارٌ موفّق ورائع، حملتها إلينا حنجرة فنيّة أدت الابتهال وحملت إلينا صدقه وبهاء كلماته بما فيها من إحساس مؤثّر وجوّ إيماني، كمقطوعة من أبيات أخرى تؤكّد حاجة الإنسان إلى بارئه، والإيمان بلطفه وإحسانه وعفوه وشفاعة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام. سبّحتْ باسمك المجيد السماءُ وتسامتْ باسمك الأسماءُ يا عظيماً، ويا حليماً، وفرداً من عطاياك دامت الآلاءُ سبّحت باسمك الحميد البرايا وتعالى إلى علاك الدعاءُ

مشاركة :