اندلعت اشتباكات جديدة الجمعة بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى وسط حديث عن سقوط جرحى، رغم الجولة التي يقوم بها وفد أميركي في المنطقة لتهدئة الأوضاع. وذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن هناك إصابات بين صفوف المصلين في هذه المواجهات. وأضاف في بيان له أن "14 شخصا أصيبوا، منهم إصابتان خطيرتان، خلال مواجهات داخل المسجد الأقصى في القدس المحتلة. تم تقديم الإسعاف الأولي للمصابين ونقلهم إلى المستشفى". وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه حوالي الساعة الرابعة فجرا، ألقى أشخاص في المكان حجارة على حائط المبكى، مكان الصلاة المقدس لدى اليهود، ويقع في سفح باحة الأقصى في البلدة القديمة في القدس الشرقية. وما زال الوضع متوترا في الحرم القدسي في هذه الجمعة الثالثة من شهر رمضان، الذي يتزامن مع انتهاء الاحتفالات بعيد الفصح اليهودي، بعد تبادل رشق الحجارة وإطلاق الرصاص المطاطي. وأعربت الأمم المتحدة الجمعة عن "قلقها العميق" إزاء العنف المستمر منذ شهر في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة. وقالت رافينا شامداساني، الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في مؤتمر دوري للمنظمة في جنيف "نشعر بقلق عميق إزاء تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي إسرائيل خلال الشهر الماضي". وخلال الأسبوع الماضي أصيب أكثر من مئتي شخص، معظمهم من الفلسطينيين، بجروح في صدام في الحرم القدسي ومحيطه، وأدى ذلك أيضا إلى هجمات صاروخية شنتها مجموعات فلسطينية مسلحة من قطاع غزة على الدولة العبرية، وغارات إسرائيلية ردا على ذلك. والخميس، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الرئيس الأميركي جو بايدن بالتدخل العاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية. وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، طالب عباس خلال لقائه بمقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة رام الله بالضفة الغربية مع مبعوثي الإدارة الأميركية يائيل لامبرت مساعدة وزير الخارجية، وهادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية، "بايدن وإدارته بالتدخل الفوري والعاجل لتحمل مسؤولياتهما نظرا لخطورة الأوضاع، جراء الإجراءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية كافة، وخاصة القدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة". ودعا عباس، وفق الوكالة، إلى "الوقف الفوري للاعتداءات الإسرائيلية، والاحترام الكامل للوضع القانوني والتاريخي في القدس"، محملا الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع". و"الوضع التاريخي" للحرم القدسي يُقصد به ما كان عليه الحال خلال حكم الدولة العثمانية، واستمر خلال الانتداب البريطاني على فلسطين (1917 - 1948)، ثم الحكم الأردني (1948 - 1967). وحذّر من "استمرار التصعيد الإسرائيلي على الأرض، وما يتخلله من اقتحامات للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية". وأشار عباس إلى "أهمية خلق الأفق السياسي بما يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية". وطالب عباس الإدارة الأميركية "بسرعة إعادة فتح القنصلية في مدينة القدس حسب التزام إدارة واشنطن". وأغلقت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب القنصلية في 2019، وجعلتها قسما في السفارة الأميركية بعد نقلها من مدينة تل أبيب إلى القدس. وقالت وزارة الخارجية الأميركية، في أكثر من مناسبة في الأشهر الأخيرة، إنها ستمضي قدما في إعادة فتح القنصلية التي من مهامها تنسيق العلاقة مع الفلسطينيين. وكان الوفد الأميركي، قد التقى الخميس وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، ضمن جولة في المنطقة تشمل إسرائيل وفلسطين ومصر والأردن. وقالت إسرائيل الخميس إنها تطبق حظرا مفروضا منذ فترة طويلة على صلاة اليهود في مجمع المسجد الأقصى بالقدس، ورفضت اتهام جامعة الدول العربية لها بأنها تسمح بأداء مثل هذه الصلوات. وقالت جامعة الدول العربية إن إسرائيل انتهكت الوضع القائم وتسمح لليهود بالصلاة في المجمع، ووصفت ذلك بأنه يمثل "استفزازا صارخا لمشاعر المسلمين في كل مكان". لكن إسرائيل قالت إنه لم يحدث أي تغيير في الحظر المفروض منذ فترة طويلة على صلاة اليهود في هذا المكان. وقال ليئور حياة، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، "إسرائيل تحافظ على الوضع القائم الذي يتضمن حرية الصلاة للمسلمين وحرية الزيارة لغير المسلمين. الشرطة تنفذ حظر صلاة اليهود". وأضاف "على مدى السنوات القليلة الماضية لم تسمح إسرائيل لليهود بزيارة جبل المعبد خلال الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، لمنع أي احتكاك". ShareWhatsAppTwitterFacebook
مشاركة :