عجزت صناعة السيارات في الهند عن مواكبة الزيادات المتسارعة في أسعار المواد الخام، الأمر الذي دفع عديدا من الشركات إلى اللجوء لرفع الأسعار خيارا أخيرا للاستمرار. وقالت شركة تاتا موتورز الهندية لصناعة السيارات: إنها رفعت أسعار سيارات الركاب، للتعويض جزئيا عن تكاليف المدخلات، بحسب وكالة "بلومبيرج" للأنباء. وأوضحت الشركة، ومقرها مومباي، في بيان أمس، أن متوسط الزيادة المرجحة عبر قطاعات السيارات سيكون 1.1 في المائة، وهذا يتوقف على النوع والموديل. وآخر مرة رفعت فيها الشركة الأسعار كانت في كانون الثاني (يناير) الماضي. ولم يعد بإمكان المصنعين الهنود استيعاب تكاليف المدخلات المرتفعة، وقام عدد متزايد من الشركات بينها ماروتي سوزوكي، أكبر مصنع سيارات في الهند، وجيه إس دبليو ستيل، بزيادة الأسعار ردا على ضغط العرض العالمي. ودفعت الزيادة في تكاليف الطاقة عقب الحرب الروسية - الأوكرانية الشركات إلى تحميل المستهلكين زيادة الأسعار في اقتصاد يعاني، بالفعل، ثالث أسرع تضخم في آسيا. وفاقمت الحرب الدائرة في أوكرانيا اضطرابات سوق السيارات بفعل أزمة أشباه الموصلات والتضخم، إذ أكدت شركتا رينو الفرنسية وصناعة الشاحنات الثقيلة والحافلات السويدية "فولفو"، أنه يصعب التنبؤ بتطورات السوق حاليا مع نقص قدرات الشحن والنقل. وقال تيري بيتون، المدير المالي في "رينو"، في بيان أمس الأول: إن "السوق اضطربت بشدة، جراء الصراع الدائر في أوكرانيا، وأزمة أشباه الموصلات والتضخم". وتشير تقديرات "رينو" إلى أن أزمة نقص الرقائق الإلكترونية ستتسبب في خفض إنتاج الشركة، بواقع 300 ألف سيارة تقريبا خلال العام الجاري، لاسيما خلال النصف الأول. وتدرس "رينو" بيع جزء من حصتها في "نيسان موتور" اليابانية، في خطوة قد تؤدي إلى توفير مليارات اليوروهات من أجل التحول إلى تصنيع السيارات الكهربائية وخفض التوترات مع الشركة اليابانية، حيث يربطهما تحالف وشراكة منذ فترة طويلة. ونقلت وكالة "بلومبيرج" للأنباء عن المصادر، التي رفضت الكشف، عن هويتها قولها: إن "نيسان" ربما تريد شراء بعض من أسهمها المملوكة لشركة رينو التي يبلغ عددها 1.83 مليار سهم.
مشاركة :