واشنطن: تأخير تشكيل الحكومة العراقية يعيق شراكتنا

  • 4/24/2022
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت الولايات المتحدة أنها ستواصل الضغط من أجل تشكيل الحكومة العراقية، حتى ينفذ القادة في بغداد نتائج الانتخابات التي عقدت في أكتوبر الماضي، محذرة من أن التأخير في تشكيلها يعيق التقدم في القضايا الثنائية بين البلدين. وقالت جنيفير جافيتو، نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون العراق، في مؤتمر صحفي عبر الهاتف حضرته «الاتحاد»: «التأخير الحالي في تشكيل الحكومة يعيق تقدمنا في القضايا الثنائية وفي كافة القطاعات، بما في ذلك الأمن والاقتصاد والثقافة والتعليم والبيئة والرعاية الصحية». وأجرى العراق في أكتوبر الماضي انتخابات برلمانية مبكرة، أسفرت حينها عن حصول التيار الصدري على الحصة الأكبر من مقاعد البرلمان، وتراجع قوى ما تعرف بالإطار التنسيقي. وذكرت جافيتو أن «الأهم من ذلك هو أن تأخير الحكومة يمنع القادة العراقيين من معالجة القضايا المهمة وتقديم الخدمات الأساسية للعراقيين العاديين الذين انتخبوا لتحقيق هذه الغاية»، مؤكدة: «سنواصل الضغط من أجل تشكيل الحكومة إلى حين ينفذ قادة العراق نتائج الانتخابات، حتى نتمكن من المضي قدماً في مجالات التعليم وتحديث الطاقة والاستثمار والرعاية الصحية وكافة هذه الأمور المهمة جداً للشعب العراقي، والطبيعية جداً لأي علاقة ثنائية لدينا في العالم». وحثت الأطراف كافة على الإسراع في تشكيل الحكومة، مؤكدة أن غياب حكومة تعمل بكامل طاقتها سيؤدي إلى انعدام الأمن والاستقرار، ويهدد بتقويض ثقة المجتمع الدولي وثقة الشعب العراقي الذي صوت. ولم تفلح نحو 6 أشهر من المشاورات بين القوى السياسية في ردم هوة الخلافات، بين حكومة توافقية كما جرت العادة وحكومة أغلبية كما يريد التيار الصدري. وكان الرئيس العراقي برهم صالح حذر من أن «الانسداد السياسي وغياب التفاهم لتشكيل حكومة بعد مضي أكثر من خمسة أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية باتا أمراً مقلقاً وغير مقبول والدخول في متاهات خطيرة على مسار الدولة وتطلعات الشعب». وقالت جافيتو: «شجعنا كافة الأطراف على وضع اختلافاتها الفردية جانباً، والعمل لصالح الشعب العراقي، والتحرك نحو المستقبل». ويدور الخلاف حول أحقية أي طرف باختيار شخصية رئيس الوزراء، فضلاً عن الخلاف بين الصدر وزعيم ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، الذي ينتمي إلى الإطار التنسيقي. وقالت نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركي: «نتطلع إلى العمل مع شركائنا العراقيين بمجرد تشكيل الحكومة على مواصلة تنفيذ اتفاقية الإطار الاستراتيجي، لتعميق علاقتنا الثنائية وتوسيعها، وكذلك مواصلة دعمنا المستمر لقوات الأمن العراقية لضمان الهزيمة الدائمة لداعش والدفاع عن السيادة العراقية، ودعم مشاريع ربط شبكات الكهرباء لزيادة السعة والموثوقية مع تقليل التكاليف». وشددت جافيتو على التزام واشنطن بالمساعدة في تعزيز الديمقراطية والسيادة العراقية، معتبرة أن الانتخابات المبكرة في العراق شكلت فرصة للناخبين العراقيين لتقرير مستقبلهم من خلال حكومة تعكس إرادة الشعب العراقي وتستطيع معالجة تحديات الحكم والتحديات الاقتصادية في العراق. وتابعت: «تؤكد محادثاتنا مع القادة العراقيين على أنه ثمة فرصة كبيرة لاغتنامها بفعل هذا التفويض لتعزيز الديمقراطية العراقية وحماية السيادة العراقية والازدهار الاقتصادي». وأوضحت أنه مع انتهاء العمليات القتالية في العراق، تغيرت المهمة الأميركية في تلك المرحلة وأصبحت مهمة تقديم المشورة والمساعدة والتمكين، وشكلت لحظة فاصلة للعلاقة الثنائية، إذ أقرت بالخطوات غير العادية التي اتخذتها قوات الأمن العراقية في قدراتها الخاصة للدفاع عن السيادة العراقية ضد التهديدات من الأنواع كافة. ولفتت إلى أنه رغم ذلك، لا تزال مسألة «داعش» تشكل قضية مهمة للمجتمع الدولي، رغم تعرض التنظيم الإرهابي للهزيمة الإقليمية، مضيفة: «نواصل جهودنا مع قوات الأمن العراقية لضمان عدم عودة ظهور التنظيم، وبناء قدرة القوات هناك لمواجهة أي تصعيد مستقبلي». ومنذ عام 2003، تتشكل الحكومات العراقية وفقاً مبدأ «التوافق»، إذ تحصل جميع الكتل البرلمانية على وزراء في الحكومة، فضلاً عن عشرات المناصب الإدارية الوسطى. لكن تحالف «إنقاذ الوطن»، المتشكل من الصدر، والحزب الديمقراطي الكردستاني، وتحالف «السيادة»، يسعى إلى تأليف حكومة أغلبية سياسية، تتحمل المسؤولية، فيما يأخذ الآخرون دور المعارضة.

مشاركة :