استمرت كثافة القاصدين والزائرين والمعتمرين في المسجد الحرام حتى ساعات متأخرة من ليلة الثالث والعشرون والإقبال الهائل المنقطع النظير للقاصدين والمعتمرين والمصلين الذين توجهوا للحرم المكي لتحري ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر حيث الجموع غفيرة من المصلين والمعتمرين بالمسجد الحرام صلاة التراويح والتهجد في أجواء إيمانية مفعمة بالدعاء والابتهالات والتضرع لله بالعفو والعتق من النار, وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي قدمتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وطاقة استيعابية عالية ملأت أركان المسجد الحرام وساحاته الخارجية. وأمّ المصلين في الثلاث التسليمات الأولى فضيلة الدكتور عبدالله بن عواد الجهني, وفي التسليمتين الأخيرتين مع الوتر فضيلة الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري. فيما قام الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس بأداء صلاة الوتر في التهجد والدعاء للمسلمين بالعفو والعتق من النار وأن يجمع الله كلمة الأمة على الكتاب والسنة وان يسلم المولى المعتمرين والزائرين . توافد المصلين والمعتمرين وتوافدت منذ وقت مبكر أعداد المصلين والمعتمرين لأداء الصلاة في المسجد الحرام حيث شغل صحن المطاف المعتمرين ، وباقي المصلين في التوسعات وأدوارها والساحات الخارجية لها , وذلك لأداء صلاة التراويح والتهجد فيما سخرت الرئاسة كل إمكانياتها في إتمام المناسك بتجهيز المصليات وتخصيص المسارات و طاقاتها البشرية والخدمية والتشغيلية والتقنية لتحقيق الانسيابية الكاملة وتوفير الخدمات الشاملة حيث جندت وكالة شؤون الأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر، بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام و (500) كادر أمن مدني لمتابعة أجهزة وشبكات السلامة وتنظيم الحشود وإدارتها بجميع مواقع المسجد الحرام ومبنى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومرافقها الخارجية، والتأكد من جاهزيتها وسلامتها وإبلاغ الجهات ذات العلاقة. كوادر وطنيّة مؤهلة وأوضح وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ محمد الباتي، أن الوكالة تقوم بالعديد من المهام من خلال كوادر وطنيّة مؤهلة لحماية الأفراد أو المرافق العامة، وذلك بالكشف والتأكد من صلاحيات وعمل طفايات الحريق وأجهزة الإنذار، ومتابعة الصيانة الدورية لصناديق إطفاء الحريق بالمسجد الحرام، والتأكد من سلامة نطاقات العمل عن أماكن المشاة والمصلين، والقيام بالكشف والتأكد من إقفال مناطق العمل عن الزوار، والتأكد من سلامة طرق المشاة وإزالة جميع ما يعيق حركة الزوار من عقبات، والقيام بالكشف على مداخل وممرات المسجد الحرام. وساعدت الوكالة في تنظيم مصلى الجنائز واستقبال الجنائز والمشاركة في ترتيبها وتنظيم دخول ذوي الجنائز في المصلى وتنظيم دخول وخروج زوار مكتبة المسجد الحرام وقيام مراقبي الأمن بتسجيل بيانات الزوار وعدم خروج الكتب أو محتويات المكتبة إلا بتنسيق مع إدارة المكتبة، وكذلك تنظيم الدخول لمواقف السيارات الخاصة بالرئاسة، وتنظيم الدخول والخروج لمن لديه تصريح سارٍ المفعول والمحافظة على الممتلكات في الموقع. ولقد أدى المصلون صلاة التراويح والتهجد في أمن وأمان وسلامة وفي أجواء روحانية ؛ ما بين داعٍ يبكي ومُصل خاشع وعجوز رافع يديه مبتهلاً إلى الله بالعفو والعتق من النار .. وسط هذه المناظر الروحانية المهيبة في أروقة المسجد الحرام وجنباته وفي أسطحه وفي ساحاته الخارجية؛ زائرون قاصدون راكعون ساجدون معتمرين من كل حدب وصوب في جنبات المسجد الحرام . ليس هناك موطئ قدم في إلا وفيه راكع أو متعبد أو طائف في الأيام المعدودات التي تبقت من الشهر الكريم.
مشاركة :