إن ممارسة الرياضة من أهم العادات الاجتماعية التي تساعد على أسلوب حياة صحي، لما لها من أهمية كبرى على صحة الشخص الجسمانية، وكذلك على صحته وحالته النفسية. فالرياضة تحسّن من تدفق الدورة الدموية وتقوي العضلات، تهدئ الأعصاب وتخفف من الضغط النفسي. ويُجمع الأطباء وأخصائيو التغذية على أهمية ممارسة الأنشطة الجسمانية في جميع الأوقات والحالات المختلفة، وذلك لأجل المحافظة على الوضع الصحي السليم وعلى توازن الوزن في حالة السمنة. وأما بالنسبة لممارسة الرياضة خلال الصوم المتواصل، فقد تكون هناك خطورة معينة، لأنه عند الصوم ينشأ نقص في الطاقة والسوائل في الجسم. ويؤدي ذلك إلى الجفاف، ويدخل الجسم إلى ضغط قد يؤدي إلى انهيار وتلف خلايا الجسم التي يتم بناؤها من خلال الرياضة. وأثناء الصوم لمدة 8 – 10 ساعات، تقل كمية الجلوكوجين في الكبد وتقل كميته في العضل بنحو 50%، دون أية علاقة بالنشاط الجسماني. وهذا الانخفاض في كمية الجلوكوجين يؤدي إلى تحول الحوامض الأمينية إلى سكر.  أما ممارسة الرياضة في رمضان على معدة فارغة وبعد صوم 8 -10 ساعات فهي تزيد من استهلاك الدهن كمصدر للطاقة، لكن هنالك تأثير أيضا على البروتين في الجسم إذ يتم استهلاكه كطاقة. وقد أثبتت كثير من الأبحاث حصول تحسن ملحوظ في نشاط الجسم البدني أثناء الصوم بسبب فعاليته وتحسن أداء أعضاء الجسم.  لذلك، فإن ممارسة الرياضة في رمضان تعتبر آمنة وممكنة، مع الأخذ بعين الاعتبار بعض الأمور والاحتياطات. ممارسة الرياضة في نهار رمضان قبل الإفطار: يفضل أغلب الصائمين ممارسة الرياضة في نهار رمضان قبل الإفطار بسبب وجود وقت فراغ في هذه الفترة. وفي هذا الصدد، حذر الأطباء كبار السن والمصابين بحالات صحية خاصة كمرضى السكري، والضغط، والقلب من ممارسة الرياضة في رمضان قبل الإفطار، حيث يكون الجسم في نهاية اليوم الرمضاني منهكًا وفي قمة جفافه. لا يُوجد مانع من ممارسة الشباب ومن يتمتعون بصحة جيدة للرياضة في أجواء معتدلة بعيدًا عن حرارة الجو الشديدة أو الرطوبة. يُفضل أن تكون ممارسة الرياضة في الأماكن المغلقة جيدة التهوية والتكييف لحماية الصائم من حرارة الجو وضربة الحرارة، فالجو الحار يزيد فقدان الجسم للسوائل وقابلية التعرض للجفاف. تتم ممارسة الرياضة قبل الإفطار بمدة ساعة إلى ساعة ونصف، وأن لا تزيد فترة الممارسة عن ساعة حتى لا يصاب الصائم بالإجهاد الكبير. يجب أن تكون الرياضة خفيفة معتدلة الشدة كالمشي والهرولة وركوب الدراجة، أو التمارين الرياضية السويدية، أو استخدام الأجهزة معتدلة السرعة والشدة. مميزات ممارسة الرياضة في رمضان قبل الإفطار: تعمل ممارسة الرياضة قبل الإفطار على تنشيط الجسم ورفع كفاءته في التخلص من السموم الناتجة عن عمليات التمثيل الغذائي. وتُعد مثالية لمن يرغب في إنقاص وزنه، حيث يكون سكر الدم في أقل مستوياته في نهاية يوم الصيام، فيلجأ الجسم للدهون المخزونة ويستخدمها كمصدر للطاقة. كما تعمل أيضًا على زيادة الشعور بالراحة والاسترخاء للجسم. ممارسة الرياضة في رمضان بعد الإفطار: لا يُنصح بممارسة الرياضة في رمضان بعد الإفطار مباشرة أو بفترة قصيرة، حيث يكون معظم الدم والغذاء والأكسجين متجها إلى المعدة والجهاز الهضمي لإتمام عملية الهضم. وينصح بعدم الاستعجال بممارسة الرياضة والمعدة ممتلئة، بل الانتظار ما بين 3 – 4 ساعات قبل ممارسة الرياضة. شرب ما يكفي من السوائل قبل ممارسة الرياضة ودون مبالغة. ممارسة الرياضة في أماكن جيدة الإضاءة لتفادي حدوث الإصابات. عدم ممارسة الرياضة لمدة تزيد عن ساعة أو بحمل تدريبي عالي الشدة لتجنب الإعياء والإجهاد. مميزات ممارسة الرياضة في رمضان بعد الإفطار: تناسب فترة ما بعد الإفطار في رمضان كبار السن وأصحاب الحالات الصحية الخاصة لممارسة الرياضة. كما أنها تحفز وتسرع عمليات الأيض، وتساعد في حرق السعرات الزائدة المستمدة من الطعام المتناول. فالرياضة بعد إتمام الهضم تمنع تخزين السعرات من وجبة الإفطار؛ لأن الأولوية في الطاقة تكون للجزء القائم بالنشاط الرئيس وهو العضلات. نصائح عامة لممارسة الرياضة أثناء صيام شهر رمضان: الإكثار من شرب الماء أثناء التمرين، وخاصة بسبب ما يفقده الجسم من سوائل في شهر الصيام وأيضا خلال ساعات ما قبل بدء الصوم، منعاً للجفاف. تجنب الإرهاق والابتعاد عن ممارسة التمارين الشاقة. تناول وجبة خفيفة في حالة ممارسة التمارين الشاقة، كالسكريات (مثل: التمر مع العصير) لتزويد الجسم بالطاقة السريعة. ينصح بالتوقف عن الرياضة عند الشعور بآلام في الصدر، تسرّع في ضربات القلب، آلام شديدة في العضلات أو صداع. تجنب تناول المشروبات أو الأطعمة التي تحتوي على الكافيين: مثل القهوة، الشاي والمشروبات الغازية، فهي مدرة للبول مما يفقد الجسم السوائل. تناول وجبات متوازنة، بحيث تحتوي كل وجبة على الكربوهيدرات مثل (الخبز، الأرز، المعكرونة أو البطاطا)، والبروتينات مثل (منتجات الحليب، الألبان، الدجاج أو السمك)، الدهون مثل (زيت الزيتون، الطحينة أو الحمص) والخضروات المختلفة. الرياضة الأنسب أثناء صيام شهر رمضان: يتعلق هذا بنوع الرياضة التي كنت تمارسها قبل بدء صيام شهر رمضان. فإذا كان الشخص معتادا على ممارسة تمارين شاقة، بما فيها رفع الأثقال، فينصح بتقليل الوقت بمعدل 45 دقيقة والتنويع في التمارين. ويُنصح بألا يتم تفعيل الجهد على نفس العضلة يوميا، بل تقسيم التمارين بحيث يتم في كل يوم ممارسة التمارين على عضل مختلف. أما بالنسبة للأشخاص غير الرياضيين فإن الرياضة الهزائية كالمشي او الدراجات ورياضة السباحة هما الأكثر أماناً. كما يفضل أيضًا، ممارسة رياضة الركض أو الرياضة القاسية الشاقة.