أثبتت الدراسات والتجارب المتعددة أن المشاركة المنتظمة في الأنشطة الرياضية والبدنية توفر للأفراد فوائد اجتماعية وصحية ونفسية شتى. فالرياضة لا تؤثر على اللياقة البدنية تأثيراً مباشراً فحسب، بل تغرس أيضاً لدى الأطفال وصغار السن والشباب خيارات أساليب حياة صحية سليمة. كما تساعدهم على أن يبقوا نشطين وفي حالة نفسية جيدة، وأن يكافحوا الإصابة بالأمراض غير السارية والوقاية منها. وفي العصر الحديث، دفع التطور التكنولوجي معظم الأشخاص إلى الاستغناء عن ممارسة الرياضة والتكاسل عنها وبالتالي الابتعاد. لذا، فإن عدم ممارسة الرياضة، تجعل الجسم فى حالة ضعف وارتخاء وقلة النشاط، وتعرضه لأضرار نفسية أخرى. ويرى الباحثون، أن الرياضة تساعد على النمو السليم، وتفيد فى تشكيل القوام الجيد، وتزيد من مرونة الجسم لتسهيل الالتواء والانحناء وجميع الحركات المختلفة. وتعتبر الرياضة هى مفتاح التحكم فى وزن الجسم، لأنها تحرق السعرات الحرارية الزائدة، ومن ثم تبقى الجسم فى وزن وشكل جيدين. وعند الانتظام في ممارسة الرياضة، يبدأ الجسم بإفراز هرمونات تخفف من التوتر ومن القلق والخوف. بالتالي، يكون الشخص الذي يمارس الرياضة أقل عرضة للأمراض النفسية كالقلق والتوتر والاكتئاب الذي يصيب معظم الشباب. ويساعد الانتظام في أداء التمارين الرياضية على عدم الشعور بالفراغ، والذي يمكن أن يؤثر بالسلب على الحالة المزاجية والنفسية. ومن فوائد الرياضة للشباب أيضًا، أنها تعمل على توزيع كميات السعرات الحرارية والدهون بشكل متساوي ومنتظم داخل الجسم. كما أنها تساعد على حرق الدهون الزائدة، وتعمل على تخليص الجسم من السموم والمواد الضارة بسهولة. وتلعب الرياضة دورًا أساسيًا في أي حمية يمكن اتباعها، فهي مفيدة للجسم البشري، وتؤدي إلى تقليل نسب الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والشرايين. وأثبتت دراسة بريطانية، أن الرياضة تساعد على إفراز المخ لمواد كيميائية مثل “الاندرفينس”، والتي بدورها تجعل الإنسان يشير إلى أن حالته النفسية أفضل مما كانت عليه من قبل. وقالت دراسة حديثة، أن الرياضة تجعل الشباب أكثر سعادة، ويطال هذا الأمر الرجال أولا وقبل كل شيء. وبالنسبة لأقرانهم، فإن هذا التأثير لا يعمل إلا في حالة ممارسة التمارين البدنية المكثفة للغاية. وتم تقييم مستوى الرفاهية الذاتية للطلاب، وذلك من خلال إجاباتهم عن سؤال حول مدى رضاهم عن حياتهم. وطرح الباحثون فرضية وجود علاقة إيجابية بين النشاط البدني والسعادة، وإنها تأكدت تمامًا، لكن للرجال فقط. يعني ذلك، أن التمارين الرياضية ترتبط بشكل إيجابي بالرضا عن الحياة، وتقلل من فرص الوقوع في مجموعة من غير الراضين عنها. وتم كذلك إثبات فرضية أخرى حول العلاقة بين شدة الضغوط البدنية والشعور بالراحة، وإنها كانت أيضًا مبررة. أولاً وقبل كل شيء، فهى مبررة بالنسبة إلى الرجال الذين تساهم التمارين المعززة لديهم في زيادة الرضا الذاتي عن الحياة. أما بالنسبة للنساء، فتم تأكيد هذه الفرضية جزئيا، إذ أن شعورهن بالسعادة ينمو فقط مع الأنشطة المكثفة للغاية. ولاحظ الباحثون أنه يمكن إيضاح العلاقة الإيجابية بين مؤشرات النشاط البدني ومستوى الرضا عن الحياة لدى الرجال. واستنتجوا أن الرياضة لا تساعد الشباب من الرجال فقط في الحفاظ على لياقتهم فحسب؛ بل وتزيد من مصداقيتهم بين الأصدقاء، مما يرفع بدوره مستوى تقييم الرضا عن الحياة. أما النساء، فإن مثل هذه الأنشطة البدنية تساعدهن على إنقاص الوزن، ما يؤثر أيضًا على الحالة المزاجية العامة لهن، وخاصة في سن الشباب.
مشاركة :