باتريك بويان، المدير العام لشركة توتال الفرنسية النفطية العملاقة، إنه من غير المرجح ان تعود اسعار النفط للارتفاع في العام المقبل. يذكر ان سعر خام برنت انخفض الى اقل من 43 دولار للبرميل، اي اقل بـ 60 بالمئة عما كان عليه في الصيف الماضي، بينما انخفض سعر الخام الامريكي الخفيف الى القل من 40 دولار للبرميل وهو اقل مستوى للخام الامريكي منذ اكثر من عشر سنوات. وقال بويان إنه لا يتوقع ان تماثل سوق النفط في 2016، بل بالعكس فهو يرى أن المعروض سيتجاوز الطلب على النفط في العام المقبل. وليس بويان الخبير النفطي الوحيد الذي يرى فذلك، ففي يوم الجمعة الماضي اصدر بنك غولدمان ساكس بيانا نوه فيه الى ان اسعار النفط قد تنخفض اكثر. وقال البنك الاستثماري في بيانه فيما نتوقع ان تتراوح اسعار النفط في الاشهر المقبلة حول 40 دولارا للبرميل - أي بنفس اسعار اليوم - قد تنخفض بنسبة 50 بالمئة. وكانت المخاوف المتجددة حول انعدام التوازن بين العرض والطلب قد ادت الى انخفاض اسعار النفط بشكل حاد يوم الاثنين، إذ خسر خام برنت 1 دولارا واحدا من سعره بينما انخفض سعر الخام الأمريكي الخفيف بواقع دولار و30 سنتا. بيع الأصول يذكر ان الزيادة في العرض تعتبر السبب الاساس لتدهور اسعار النفط في الأشهر الـ 18 الاخيرة، والسبب الرئيسي لذلك هو اغراق السوق بالنفط الحجري الامريكي. وفي نفس الوقت، انخفض الطلب على الخام نتيجة تباطؤ اقتصادات اوروبا والصين. وليست شركات النفط هي الوحيدة التي تأثرت سلبا بهذا الواقع، بل تأثرت به ايضا الدول المصدرة للنفط. فالعديد من الدول المنتجة للنفط مثل ليبيا والجزائر ونيجيريا وفنزويلا تتطلب ان يكون يتجاوز سعر برميل النفط 100 دولار من أجل ان توازن ميزانياتها. وتضطر هذه الدول الى بيع الاصول من اجل تحقيق ذلك الآن وقد انخفض سعر البرميل الى 40 دولار تقريبا. وبين تقرير اصدرته مؤسسة eVestment الامريكية المعنية بالارقام الاقتصادية ان الصناديق الاستثمارية السيادية في دول الخليج تسحب اموالها من بيوت ادارة الاستثمارات الدولية باسرع وتيرة على الاطلاق. والعديد من هذه الدول الخليجية اعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك، التي تسيطر على 30 بالمئة من امدادات النفط العالمية. وليس من المفاجئ ان يشعر الكثيرون بالغضب لانخفاض اسعار النفط الى هذا المستوى المتدني. النفط الايراني درجت اوبك تاريخيا على خفض انتاجها من أجل رفع الاسعار، ولكنها - تقودها السعودية - رفضت وباصرار عمل ذلك هذه المرة. وما يريده السعوديون بسيط جدا، ويتلخص في اجبار منتجي النفوط الحجرية الامريكيين على الخروج من السوق اعتقادا منهم ان هؤلاء المنتجين لن يستطيعوا تحمل الاسعار المنخفضة مثل دول اوبك. وفي اجتماعها الاخير يوم الجمعة الماضي، قررت اوبك مجددا المحافظة على سقف انتاج يبلغ 31,5 برميل يوميا. وقد يرتفع انتاج اوبك الى مستويات اعلى من ذلك. فعقب الاتفاق النووي الذي توصلت اليه القوى الدولية الست مع ايران في تموز / يوليو الماضي والرفع القريب للعقوبات المفروضة على طهران، ينوي الايرانيون رفع انتاجهم بشكل كبير في السنوات المقبلة من 3 ملايين برميل يوميا الآن الى نحو 5 ملايين بنهاية العقد الحالي. وتعتقد اوبك أن سياستها بدأت تؤتي اكلها، فيما تكافح الشركات الامريكية الصغيرة المنتجة للنفوط الحجرية في سبيل البقاء على قيد الحياة في ظل اسعار الخام المنخفضة. وبالفعل، فإن الوكالة الدولية للطاقة تتوقع ان يبدأ انتاج هذا النوع من الخام في الولايات المتحدة بالانخفاض في العام المقبل.
مشاركة :