تنبئ ملامح العام الميلادي الجديد 2016، بمستقبل محفوف بالمخاطر يحاصر الهوامير الخمسة في الأندية السعودية (الهلال والاتحاد والأهلي والنصر والشباب)، وذلك في ظل النفق المالي المظلم الذي دلفت إليه نتيجة ما يمكن وصفه بالصفقات الباذخة والهدر غير المبرر لتصحيح القرارات العشوائية التي وقعت فيها بعض الإدارات، ما قلص فرص التغيير والاستفادة من ارتفاع بعض العوائد بينها النقل التلفزيوني. إذ يتفق المحللون الماليون على أن عوائد البث التلفزيوني والرعاة الرسميين يمثلان الركيزة الأهم في دعم موارد الأندية في مختلف دول العالم، وهما جناحا الاستثمار الرياضي المتعارف عليه ليس محليا فحسب بل وفي أكبر وأعرق أندية العالم، وهو ما كان يتعين على مسيري أنديتنا التفكير جديا فيه، بالعمل على الحفاظ على ديمومة هذا الدخل وتنميته لأجل الارتقاء بميزانياتها عاما بعد آخر، وضبط المصروفات وفقها وبعيدا عن التجاوزات التي قد تنال من استقرارها وثباتها. وفيما يرصد الواقع المالي للأندية الإنجليزية مثلا، تطورا واضحا وكبيرا في ارتفاع ميزانيتها نتيجة رفع عقود البث الخاصة بمباريات البريمرليغ، فإن بعض أنديتنا المحلية يبدو أنها مقبلة على ورطة مالية رغم ارتفاع هذا الدخل ولا سيما في ظل تضاؤل عوائد دعم الشرفيين وجنوح بعضها لرهنها لصالح قروض بنكية لخمسة أعوام مقبلة، قد تضع مصيرها على كف عفريت ما لم يواكب ذلك عمل جاد وفعال، وإننا إذ نخص عائد البث تحديدا لأنه من المفترض أن يشكل وفقا لموارد أنديتنا العصب الأكبر الذي يعول عليه في الدخل الثابت سيما في ظل تراجع عوائد الرعاة الرئيسيين بشكل واضح. وبالنظر إلى دخل أندية مانشستر سيتي والآرسنال وتشيلسي هذا العام ومقارنتها بالعامين الماضيين، نلحظ ارتفاعا كبيرا في الميزانيات وصلت 462 و453 و 413 مليونا على الترتيب، والستي على وجه التحديد حقق ربحا صافيا قدره 10.7 مليون جنيه أسترليني مقارنة بخسارة 22.9 مليون جنيه أسترليني في 2013-2014، ليحقق بذلك أول سنة ربحية له منذ شرائه عام 2008، مستفيدا من هذا الدخل الأهم والذي لا يزال لدينا دون التطلعات وسيبقى لـ 10 أعوام مقبلة. في المقابل، ظل العجز المالي رديفا لميزانيات الأندية السعودية، وباتت تواجه عبئا ماليا كبيرا سيجعلها مقبلة على أزمة مالية خانقة بشكل أكبر ما لم تفطن إلى تصحيح وضعها وتنويع مواردها قبل فوات الأون. وخلال هذا العام، أعلنت الأندية الكبرى في ميزانياتها عن عجز واضح، إذ أظهر التقرير المالي لعمومية الهلال وجود عجز يقدر بأكثر من 47 مليون ريال، وهو تقريبا نفس العجز المتوقع للسنة الحالية رغم ارتفاع الدخل من البث إلى قرابة الضعف، فيما رجحت مصادر أن يكون العجز المالي بين الإيرادات والمصروفات 40 مليون ريال في النادي الأهلي، فيما أن العجز المتوقع لنادي النصر قد يصل إلى 98 مليون و500 ألف ريال في مقابل أن نادي الاتحاد واجه أزمة ماليا بقرابة 200 مليون ريال وضعته في خندق صعب أجبره على قرض بضمان موارده في 5 أعوام مقبلة، ويواجه عجزا بقيمة بأكثر من 111 مليون ريال تقريبا بحسب ميزانية الموسمين الماضيين، أما الشباب فيواجه عجزا ماليا متوقعا بقيمة 49 مليون ريال بحسب عموميات الأندية. ووفق تلك الأرقام، فإن الرباعي الكبير بات أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى شرفييه في ظل هذا العجز المالي الضخم، فيما أن ناديي النصر والاتحاد قد يلجأن إلى بيع بعض النجوم لسد العجز المالي في حال عدم توفر موارد ضخمة إضافية، خاصة أن الأخير لم يعد بمقدوره الاستفادة من عوائد البث لخمسة أعوام مقبلة، وربما يسير النصر على خطاه ويصبح موقفهما أكثر صعوبة من غيرهما في الأعوام المقبلة، في حال صحت الأنباء ولجأ للقرض المالي بضمان الحقوق المنتظرة، في حين، أن بعض الأندية وخلال الفترة الماضية واكبت هذه الأزمات باستحداث بعض الحلول لتدعيم صفقاتها ومحاولة الثبات على ذات رقم الميزانيات تمثل في بعض الحلول العاجلة التي أبقت مستوى الصرف عند رقم معين للحد من ارتفاع العجز.
مشاركة :