عُرفت لدى من حولها بلقب «أم أصحاب الهمم»، وأكسبتها الحياة خبرة واسعة مكّنتها من مد يد العون لأفراد المجتمع، ولا سيما في مجال دعم ورعاية أصحاب الهمم. الإماراتية زعفرانة بنت أحمد خميس عاشت قصة كفاح وتضحيات دامت 30 عاماً بين دعم ابنتيها من فئة أصحاب الهمم، حمدة الحوسني، وشقيقتها الصغرى مريم، اللتين استطاعتا من خلال الرياضة التغلب على الإعاقة، كون حمدة تعاني إعاقة ذهنية، بينما ولدت مريم بـ (متلازمة داون). جائزة أبوظبي تشعر زعفرانة أحمد بالفخر والاعتزاز بعد حصولها على «جائزة أبوظبي» عام 2021، حيث تمتد جهودها التطوعية لأكثر من 12 عاماً، أشرفت خلالها على أصحاب الهمم وقدمت لهم الرعاية والدعم خلال النشاطات والفعاليات الرياضية المختلفة على مستوى الدولة والعالم، ومن ضمنها الألعاب العالمية للأوليمبياد الخاص في أبوظبي 2019. وتقول: «شعور لا يوصف حين كُرمت في جائزة أبوظبي في نسختها العاشرة لـ«12 شخصية» أسهمت بأعمال جليلة في خدمة المجتمع وترسيخ قيم العطاء والتعاون، وأكدت أنها لن تتوقف عن دعم أصحاب الهمم في النشاطات الرياضية المختلفة على مستوى الدولة، فهي تجد سعادتها حين ترى أصحاب الهمم يتصدرون المراكز الأولى في البطولات الرياضية، مؤكدة أنها مهما قدمت من عطاء فلن توفي الدولة حقها نظير ما قدمته للجميع. تحدٍ زعفرانة أمّ لسبع بنات وأربعة أولاد، استطاعت أن تتعايش مع إعاقة مريم وحمدة، وحوّلتها إلى حافز لتحقيق النجاح في حياتهما. وتقول: «حمدة ومريم وجدتهما تعشقان الرياضة، لذلك فمنذ البداية دعمتهما في مسيرتهما لتحقيق النجاحات في حياتهما، حيث وجدت أن الرياضة كان لها تأثير كبير على نفسيتهما، حيث تغيرت حياتهما للأفضل، فهما تمارسان الجري والبولينغ، ومن منافسة إلى منافسة حصلتا على المراكز الأولى في المحافل الرياضية. وأضافت زعفرانة: «حمدة شخصية مختلفة تعشق سباق الجري، لذلك كانت ساعات التدريب بالنسبة لها تحديًا وإرادة قوية، تدخل التدريب لتخرج بانتصار في المسابقات، ونالت العديد من الجوائز حيث تخصصت في سباقات 100 و200 متر، ونالت 17 ميدالية ذهبية، بجانب ميداليات فضية وبرونزية». وتضيف: أما مريم فكانت رياضة البولينغ تدفعها لإحراز انتصارات، حيث نجحت في الفوز بـ«خمس ذهبيات وثلاث فضيات، وثلاث برونزيات في عدة بطولات داخلية بالدولة. لتكون «حمدة ومريم» ملهمتين لبقية أصحاب الهمم في التحدي والإرادة اللتان لا تعرفان للفشل مكانًا. دعم زعفرانة في حياة ابنتيها لم يتوقف فهي وراء الكثير من الإنجازات في حياتهما وفي عالم الرياضة وفي الألعاب العالمية، التي أقيمت في أبوظبي عام 2019 للأوليمبياد الخاص، حققت حمدة ومريم فوزاً مستحقاً في الجري البولينغ. إنسانية من يقترب من إنسانية زعفرانة سيجدها لها دوراً كبيراً في دعم الكثير من أصحاب الهمم، فهي لقبت بـ «أم أصحاب الهمم» نظراً لدعمها المتواصل دائماً لهم، تمد يد الحنية والحب والحنان لهم في كل البطولات والمشاركات المحلية والدولية، لا تتوقف عن الدعم فكلهم تعتبرهم أبناءها، لذلك وجدت في التطوع في «مؤسسة زايد» باباً آخر لرحلة من العطاء والإنسانية غير المحدودة. ولفتت إلى أن لقب «أم أصحاب الهمم» يعود إلى ارتباطها اليومي بهن، إذ كانت ترافقهن وتوجد معهن باستمرار خلال التدريبات، كما تنقل البنات حتى في حال غياب ابنتيها، بسيارتها الخاصة للتدريب من الأحد إلى الأربعاء كل أسبوع. تجارب رائعة وذكرت الوالدة زعفرانة، أنها واجهت خلال مسيرتها التطوعية، تجارب رائعة، ولاسيما أثناء سفرها مع الأبطال من أصحاب الهمم في مشاركاتهم الرياضية خارج الدولة ضمن الأوليمبياد الخاص. وقالت: بحكم أن حمدة ومريم شاركتا في الكثير من المنافسات الإقليمية منذ عام 2010، كان لابد أن أرافقهما إلى الخارج وأقف عند متطلباتهما قبيل أي مباراة. وفي الوقت نفسه، كنت أشرف على تجهيز باقي المتسابقين ممن يحتاجون إلى رعاية خاصة، وأقدم لهم الدعم لخوض التحديات بمعنويات عالية. ووصفت زعفرانة مشهد الإعلان عن جوائز الأوليمبياد الخاص، بلحظات إنسانية تسعد القلب؟ شهر رمضان تعيش زعفرانة في شهر رمضان مع أبنائها في راحة وطمأنينة، حيث يلتف الجميع على مائدة الفطور، يستذكرون فضائل الشهر الفضيل روحانيات الجميلة من ذكر الله وقراءة القرآن الكريم ومناقشة أمور الحياة في أجواء يسودها المودة والرحمة. تطوع بدأت زعفرانة أحمد رحلة التطوع عام 2007 وتواصل جهودها النبيلة في عالم التطوع والعطاء الإنساني حتى الآن، وتعد محل ثقة لجميع من حولها سواء لفريق العمل أو أولياء الأمور.
مشاركة :