أصدر القضاء التركي، اليوم الإثنين، حكمه بحق الناشط البارز عثمان كافالا، بالسجن المؤبد، في قضية أدت إلى توتر علاقات أنقرة المضطربة أصلا مع الغرب. بدورها، قالت منظمة العفو الدولية إن إدانة كافالا ومتهمين آخرين يعد ضربة قاصمة للعدالة لحقوق الإنسان. وذكرت المنظمة في بيان أن نيلز مونيكس، مدير برنامج أوروبا في منظمة العفو الدولية، قال إن حكم المحكمة يجافي المنطق وإن السلطات أخفقت مرارا في تقديم أي دليل يدعم الاتهامات التي لا تقوم على أساس. وخيّمت قضية كافالا المعروف بأعماله الخيرية والمولود في باريس على العلاقة بين تركيا وحلفائها في الغرب منذ توقيفه في أكتوبر 2017، وفق وكالة «فرانس برس». كما عرف الناشط البالغ من العمر 64 عاما كرجل أعمال استخدم جزءا من ثروته لدعم مشاريع ثقافية وغيرها تهدف لمصالحة تركيا مع خصمتها أرمينيا. واتُّهم كافالا بداية بتمويل موجة تظاهرات عام 2013، وبرّأته المحكمة من هذه التهمة وأطلقت سراحه في فبراير 2020، لتوقفه الشرطة مباشرة بعد القرار. واتّهمته محكمة أخرى لاحقاً بالتورط في محاولة انقلاب 2016 الدامية التي أطلقت العنان لحملة أمنية استمرت سنوات وتم خلالها سجن عشرات آلاف الأشخاص أو تسريحهم من وظائفهم الحكومية. ودفعت طريقة معاملته مجلس أوروبا لإطلاق إجراءات تأديبية نادرة من نوعها يمكن في نهاية المطاف أن تؤدي إلى تعليق عضوية تركيا في المجموعة الحقوقية الأكبر في القارة. يذكر أن سجن كافالا وهو من الشخصيات البارزة في المجتمع المدني، أثار أزمة دبلوماسية في الخريف بين أنقرة وعشرات السفراء الغربيين، بينهم سفير الولايات المتحدة، وتم تهديدهم بالطرد لمطالبتهم بالإفراج عنه.
مشاركة :