قالت امرأة خاطبة لرجل: عندي لك امرأة كأنها باقة نرجس. فنالت نفس الرجل إليها، وسألها أن تخطبها له، ففعلت. ولم يكن من شأن الرجال في ذلك العهد أن يروا زوجاتهم قبل يوم الزفاف، وإنما يكتفون بالأوصاف ومشاهدة الوسيطات من النساء، فلما زفت (باقة النرجس) إلى ذلك الرجل، وكشفت عن قناعها، وجدها عجوزًا صفراء الوجه، بيضاء الرأس، دقيقة الرجلين من الهزال، مخضرة الساقين لما عليها من شعر، فلم يقربها، وعاد إلى الخاطبة قائلاً لها: لقد كذبتني، فقالت: ما كذبتك ولكنك رجل أبله، وصفتها لك بأنها باقة نرجس، ألم تري النرجس قط؟ وهل تكون إلّا كما رأيت. هذه امرأة ذكية روجت بضاعتها بحسن تشبيهها وإن كان تشبيهها ضلل الرجل ولكن الرجل يتحمل وقوعه الكبير في الخطأ. صلاح عبدالستار محمد الشهاوي
مشاركة :