يضفي الفن ملاذًا يأخذك إلى عالم آخر من الخيال في سماء الإبداع، وهو النتاج الإبداعي الإنساني، ولونٌ من ألوان الثقافة الإنسانية، إذْ يشكِّلُ فيه الفنان المواد لتعبِّرَ عن فكرة أو يترجم أحاسيسه وما يراه من صور وأشكال؛ ليجسدها في أعماله، فالفن موهبة لها طاقة كامنة عند المبدع، فالإبداع رافد التميز، والطموح رافد الإبداع، ولا يستمر مبدع بلا طموح. اسم يلمع: ومن هذا المنطلق، لمع اسم الفنانة التشكيلية عضو جمعية الثقافة والفنون والجمعية السعودية للفنون التشكيلية “جسفت” مها بنت سعود الكافي في عالم الفن التشكيلي طيلة 23 عامًا، إذْ كان منذ نعومة أظفارها يلازمها لتطلقه على أغصان الأشجار والحجر ونوافذ الشبابيك وبين الدمى الصغيرة التي كانت تعملها من الخشب، وتصنع أزياءَها من قصاصات الأقمشة. صولات وجولات للكافي: وللكافي صولاتٌ وجولاتٌ من المشاركات في ورش الأعمال والمعارض داخليًّا وخارجيًّا، وأبرز أعمالها كان في معرض “حديث الرواسي” الذي يحكي أن رواسي الأرض هي الجبال ورواسي الوطن هم حكامنا وصنَّاعُ مجدنا، قدمت فيه عدة لوحات بطول متر و 70سم،وتزن أكثر من طن ونص من جبال طويق وحجر الجرانيت من مناطق متعددة، كالرياض والقصيم وحرّة المدينة والجنوب، للملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – وممن خلفه من أبنائه ملوك المملكة العربية السعودية -رحمهم الله- وصولًا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين – حفظهما الله – كما تضم أعمالها بالمعرض أيضًا أكثر من 91 عملًا متوسط الحجم لأبرز المثقفين والشعراء والعلماء السعوديين، مستلهمة كلمة سمو ولي العهد عندما قال: “نحن نأخذ من طويق القوة والإصرار والعزيمة”. رحلة الفن: وقالت الفنانة مها الكافي في تصريح لوكالة الأنباء السعودية “واس”: بدأت رحلتي بالفن، وكنت أبحث عن تجديد وجديد، وعن فنٍّ يليق بتاريخنا العريق، فوجدت تراثنا وثقافتنا وماضينا ثروةً نستقي منها ترياق الفن، ما دفعني إلى إطلاق مبادرة ” صخور ملونة لبلادي” لرسم الزخارف التراثية على الصخور التي زُيِّنَت بها بعض الشوارع الرئيسية في عدة مدن في المملكة” وكانت انطلاقة الفنانة مها من منطقة القصيم والطائف والدوادمي متجهةً إلى بقية المناطق، حيث أنجزت حتى الآن ما يقارب 67 صخرةً. ولم يقتصر إبداعها على الصخور بل تفنَّنَت أناملها في بدايتها مع الألوان الزيتية راسمةً المدارس الوحشية والتأثيرية والتجريدية والواقعية، ومن خلال 20 عملًا تناولت قضايا اجتماعية وإنسانية؛ كالحرب والطفل وعبّرت عن الحزن والفرح والطموح والألم، مشيرةً إلى أن الواقعية بين فيِّنَةٍ وأخرى تخرج منها لوحة بورترية، تارة واقعية وتارة من مخيلتها. ورش خاصة: وأقامت الفنانة مها ورشًا خاصةً عديدةً كمبادرات لتوظيف الفن في النسيج المجتمعي أبرزها: ورشة “لنسعدهم” لكبار السن في مركز رعاية المسنين بالرياض، وورش وفعاليات في معرض الكتاب والصقور، بالإضافة إلى ورشة “معكم نحن” لأطفال جمعية إنسان، وورش خاصة باليوم الوطني في الدوادمي بمشاركة الأهالي والأطفال منذ عام 1438-1441هـ، إضافة إلى مبادرة “رسم بورتريه” التي تضمَّنت مثقفي وشعراء ورموز الوطن على حجر طويق، إذْ أنجزت فيها قرابة 85 عملًا فنيًّا، معربة عن امتنانها للقيادة الحكيمة، ومشيدةً بدعمها السخي للمواهب الذي من خلاله فُتحت آفاق الإبداع والتجديد والتطوير ونُقلت ثقافتنا للعالم أجمع.
مشاركة :