بناء مجتمع عادل ومتسامح للأجيال القادمة

  • 12/8/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

السفير الفرنسي: بلادكم هي الدليل على بناء مجتمع مبني على الاحترام والدة الشهيد الأربش: خصمنا لا يريد سوى الخراب تحت اسم الحقوق والمظلومية المزيفة استقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في قصر الصخير امس المشاركين والمساهمين في فعاليات (هذه هي البحرين) والتي نظمها اتحاد الجاليات الأجنبية المقيمة في مملكة البحرين في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية بمشاركة مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الدينية والجمعيات الأهلية في البحرين للتعريف بمملكة البحرين وإبراز إنجازاتها ومكانتها الحضارية والإنسانية، وذلك للسلام على جلالة الملك المفدى. وفي بداية المقابلة صافح جلالة الملك المفدى الحضور، مرحبًا بهم، شاكرًا لهم جهودهم الموفقة ومشاعرهم الطيبة تجاه مملكة البحرين. ثم تفضل جلالة الملك المفدى بإلقاء الكلمة السامية فيما يلي نصها: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسعدنا أن نرحب بكم في هذا اليوم المبارك وبضيوفنا الكرام المشاركين في مناسبة هذه هي البحرين، التي تتزامن زيارتهم مع احتفالاتنا بالعيد الوطني وعيد الجلوس، حيث نحتفي بالقيم التي جعلت من البحرين واحة للسلام والحرية والتعايش في الوقت الذي تشتد فيه حاجة العالم بأسره لتلك المثل التي نعتز بها. فمنذ القدم والبحرين وشعبها يجسدون مبادئ الصداقة والتسامح والاحترام المتبادل والانفتاح على العالم، وكلنا فخر بتنوعنا وتعددنا، وإيماننا الراسخ بأن لكل فرد الحق في التمتع بحياة آمنة وكريمة. واليوم، لا تزال تلك القيم نبراسًا ومصدر إلهام في كل ما نقوم به، كما كانت بالأمس القريب أساسا لميثاق العمل الوطني والدستور وستستمر لتكون إطارًا للإنجازات الوطنية في المستقبل. وبما أنكم تعيشون بأنفسكم هذه القيم البحرينية الأصيلة كل يوم، فإنكم تشهدون ذلك الدفء في الترحاب وحسن الضيافة والصداقة التي يحيطكم بها البحرينيون بمختلف فئاتهم، وما يسهمه ذلك في توفير كل ما يلزم لممارسة أديانكم بحرية وارتياح وتطوير مجتمعاتكم المحلية والاحتفال بتراثكم، والأهم من ذلك كله، مشاركتكم لنا في رغبتنا وتصميمنا على بناء مجتمع عادل ومزدهر ومتسامح للأجيال القادمة. فما من شك بأن عملكم الدؤوب ونقلكم لمفهوم هذه هي البحرين إلى كافة مدن العالم يؤكد حبكم للبحرين وشعبها، ويسهم في كسبها اعترافًا دوليًا بإنجازاتها الإيجابية في جميع سياقاتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. إن هذه الجهود القيمة تحسب لكم جميعًا، وترجع على وجه الخصوص إلى الجهد والتشجيع الذي قامت به بيتسي ماثيسون، رئيس الاتحاد البحريني لجمعيات الجاليات الأجنبية وبمساندة من جميع أعضاء الجمعيات المنضوية للاتحاد والذين أولوا هذا المفهوم عناية فائقة منذ انطلاقة فكرته. مؤكدين لكم في الختام، إن جميعنا في مملكة البحرين ننظر بعين من التقدير والامتنان إلى الاتحاد البحريني لجمعيات الجاليات الأجنبية لما يقوم به من جهد مشكور في إبراز وجه بلدنا الحقيقي للعالم كله، متمنين لاحتفالتكم القادمة بالاتحاد وجمعياته كل التوفيق والنجاح. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعدها ألقت بيتسي ماثيسون الأمين العام لاتحاد الجاليات الأجنبية كلمة هذا نصها... حضرة صاحب الجلالة، أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة، إنه لشرف عظيم لنا وللوفود المشاركة في مهرجان هذه هي البحرين ولرعاة المهرجان، أن يتم استقبالنا من لدن جلالتكم هنا وفي هذا اليوم. صاحب الجلالة: لقد عدنا في الفترة الأخيرة بعد جولة فعاليات هذه هي البحرين في كل من مدينة واشنطن دي سي ونيويورك والتي تمت بموافقة جلالتكم. وأود أن أشكر جميع أعضاء الوفود على عملهم الجاد والمخلص كما أشكر الرعاة على دعمهم السخي لفعاليات هذه هي البحرين. كما أتوجه بصوت الشكر للقنصلية والسفارة الأمريكية في البحرين على مساندتهم بتذليل الإجراءات فيما يتعلق بإجراءات وثائق السفر لوفودنا كما نتقدم بخالص الشكر للسفراء السابقين للدول المضيفة على عملهم الجاد ودعمهم لمهرجان هذه هي البحرين. صاحب الجلالة: لقد وصلنا إلى واشنطن دي سي في وقت مميز بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية. فقد كان وقت التلاقي بين المسيحيين واليهود والمسلمين للاحتفال في يوم كيبور وعيد الأضحى المبارك بالتزامن مع زيارة قداسة البابا كما استمعنا لكلمة قداسة البابا في واشنطن وأدركنا أن قداسته يشاطركم البصيرة والايمان. وهذا التلاقي بين الديانات في احترام متبادل وانسجام يذكرنا بالبحرين؛ لأن هذه هي طريقة حياتنا الاعتيادية في المملكة على مر القرون. صاحب الجلالة: لقد تنقل مهرجان هذه هي البحرين حول العالم ولقد شاهدنا أن باقي العالم قد أدرك أخيرًا أن رؤية جلالتكم الثاقبة التي لا تتزعزع منذ تولي جلالتكم مقاليد البلاد وتحديدًا فيما يتعلق بحرية الأديان باعتبارها الوسيلة الركينة لتعزيز قواعد المجتمع المتعدد الأديان والثقافات والعيش في وئام بروح التعايش السلمي والاحترام المتبادل والمحبة والأواصر التي تجمعنا سويًا، بحرينيين ووافدين، حيث يجد المحتاج مؤونته ولا توجد أدنى فوارق فيما بيننا. فهذه هي البحرين يا حضرة صاحب الجلالة. صاحب الجلالة: باختصار، من الواضح أن الكثير من قادة العالم الآخرين الآن يرون حكمة جلالتكم وبصيرتكم وأصبحوا الآن نشطين في تنفيذ نفس الأهداف والغايات في بلدانهم. فبدءًا من رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون والرئيس باراك أوباما والرئيس فرانسوا أولاند جميعهم الآن يركزون على أهمية الحوار الحيوي بين الأديان وحرية الأديان والتخلص من الجهل الذي يتولد عنه الخوف، والذي قد يؤدي لفتح باب الشرور التي قد يذهب ضحيتها شبابنا المعرّضون للانجراف إلى طريق التطرف والإرهاب. وخلال فعاليتنا حينما قمنا بعرض انجازات البحرين وأجواء الحرية لممارسة الشعائر الدينية المكفولة فيها، وجدنا بعض النشطاء والإعلاميين يعلّقون على حقوق الإنسان في البحرين بناءً على ما وصل لأسماعهم من الغير. فلماذا حينما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان نكون دائمًا في خط النيران؟ ماذا عن الدول الأخرى في هذه المنطقة؟ ماذا عن البلدان الأخرى قبالة الشرق الأقصى من مملكة البحرين؟ وسؤالي يا صاحب الجلالة لماذا يستهدفون البحرين باستمرار ويتجاهلون تجاوزات حقوق الإنسان وأوجه القصور في الدول الأخرى؟ والسبب بكل بساطة هو مبادرات جلالتكم الاصلاحية التي أنجزتموها لشعبكم منذ اليوم الأول لتولي جلالتكم مقاليد الحكم. وعطفًا على بعض أعضاء البرلمان الأوروبي والمسؤولين في جنيف والأمم المتحدة فطلبي إليهم هو عوضًا عن تكرار مواقفهم السلبية ضد البحرين لماذا لا يحولون تركيزهم ويقرعون أبواب الآخرين ليسألوهم عن حقوق الإنسان لديهم؟ ولماذا يستهدفون البحرين دائمًا؟ صاحب الجلالة: لقد عقدنا مقارنة باستخدام الحقائق والأرقام الدامغة بين البحرين والدول الأخرى وسنظل نتقاسم هذه التساؤلات مع ضيوفنا حينما يطوف عليهم مهرجان هذه هي البحرين. وبناءً على ما تقدم يا حضرة صاحب الجلالة فقد دعوناهم لزيارة البحرين ليروا بأنفسهم وأعينهم ليعقدوا المقارنات ويتوصلوا لاستنتاجاتهم حول مملكة البحرين. وبالرغم من حقيقة كون البحرين تواصل في تقدمها وتطورها لتتفوق على بعض دول العالم الأول والبلدان المتقدمة لتتبوأ المراتب العليا عالميًا في تحقيق المساواة للمرأة والحرية الدينية وتحسين مستوى المعيشة والأمن والسلامة والتوازن الاقتصادي والرعاية الصحية والإسكان والتعليم وحقوق العمال، وإجازة الأمومة وحقوق الطفل بينما يستمر الآخرون في إطلاق الأكاذيب ويرفضون الإقرار بالحقيقة. ولهذا السبب كان مهرجان هذه هي البحرين ناجحًا جدًا؛ لأننا وبكل ببساطة قلنا لهم الحقيقة ودعمنا ذلك بالحقائق والأرقام القابلة للتحقق. صاحب الجلالة: أود أن أختتم كلمتي بقول شيء واحد وجميعنا متأكدون منه: صاحب الجلالة: ليست هناك مخاوف حول مملكة البحرين ومستقبلها في ظل قيادة جلالتكم ودعم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وسمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء؛ لأننا نحن أهل البحرين والوافدون حينما نسافر للخارج نستعرض الانجازات التي حققتها وزارات جلالتكم ونرى ونشعر بالاختلاف في نمط المعيشة والحقوق والحريات وأغلى شيء هو حرية الأديان وجميعها مميزات تنفرد بها البحرين في هذه المنطقة وما وراءها. لذا يا صاحب الجلالة ليس لدينا مخاوف حول مستقبلنا؛ لأننا نعلم إن البحرين في أيد أمينة ولله الحمد والمنّة. صاحب الجلالة: لقد وردتنا اتصالات من الجمعيات في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وأعربت عن رغبتها في استضافة هذه هي البحرين في بلدانها، ونحن فخورون بأن نحيط جلالتكم علمًا بأن إحدى تلك الدعوات من رئيس الجمهورية التونسية. وكما تعلمون جلالتكم فإن رباعية الحوار الوطني التونسية قد حصلت في الآونة الأخيرة على جائزة نوبل للسلام ونود أن ننتهز هذه الفرصة لنتقدم بالتهنئة إلى أشقائنا وشقيقاتنا التونسيين. وأخيرًا يا صاحب الجلالة لو تسنى لي أن أوجز القول عما كنا نقوم به من عمل خلال فعاليات هذه هي البحرين، فأستوحي المقولة الشائعة باللاتينية وهي: لقد جئنا ثم تشاطرنا فتعلمنا. وهذا هو جوهر مهرجان هذه هي البحرين الحقيقي وأسمحوا لي يا صاحب الجلالة باستخدام تلك المقولة باللاتينية لسبب جيد وهو أنني يسعدني غاية السعادة أن أعلن أن وجهة مهرجان هذه هي البحرين العالمية التالية ستكون مدينة روما التاريخية الجميلة في ايطاليا. حضرة صاحب الجلالة: إننا الآن نركز على إقامة مهرجان هذه هي البحرين في البحرين يوم الجمعة الموافق 11 ديسمبر 2015 برعاية ملكية كريمة من لدن جلالتكم بالتزامن مع احتفالات العيد الوطني المجيد. ونحن على ثقة ويقين بأنها ستكون مناسبة عظيمة لا تضاهى لإظهار الحب والولاء من جميع المواطنين البحرينيين والوافدين لجلالتكم وقيادتكم الرشيدة ووطننا، مملكة البحرين المباركة. يا صاحب الجلالة: أرفع مخلصة المسامحة من لدن جلالتكم على اطالتي وقت الحديث لأعرب عن مشاعري ومشاعر كثيرين أعرف أنهم يشاطرونني نفس المشاعر ولكنني شعرت بضرورة الحديث حول تلك النقاط لأهميتها المستحقة. شكرًا لجلالتكم بعدها ألقى برنار رينو فابر سفير الجمهورية الفرنسية لدى المملكة كلمة قال فيها: صاحب الجلالة أود أن أشكر جلالتكم على تشريفكم لي بمنحي هذه الفرصة للتحدث إليكم وإلى هذا الاجتماع

مشاركة :