تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه للشعب الأمريكي أمس بتدمير تنظيم داعش الإرهابي. وشدد قائلاً: «لا يصح معاملة المسلمين الأمريكيين بصورة مختلفة، فهم وطنيون غيورون مثلنا، وهم جيراننا، وأصدقاؤنا ويرفضون كل ما يمارسه الإرهابيون باسم الإسلام، فأول ضحايا الإرهابيين كداعش، وغيرها من الجماعات المتشددة هم المسلمون أنفسهم، وهو ما يؤكد أن لاعلاقة لهم بالإسلام». وأضاف أوباما: «لا يمكننا أن نجعل من الحرب الحالية حربًا بين الولايات المتحدة والإسلام، فكثير من الدول الإسلامية تساعدنا في محاربة الإرهاب، وهم جزء من تحالفنا الواسع مع 65 دولة تحارب الإرهاب إلى جانبنا». واختتم الرئيس أوباما بإعلان سياسات أمريكية داخلية متعلقة بالهجرة والأمن المعلوماتي، وتجارة الأسلحة في الولايات المتحدة، والتي طالب بأن تكون على رأس قائمة السياسيين الأمريكيين كجزء من إجراءات الأمن القومي الأمريكي، في إشارة لضرورة تبني الكونغرس لتشريعات متشددة تسمح بالسيطرة على بيع الأسلحة. وفي هذا السياق قالت النيسويرك تايمز أمس إن أوباما سعى إلى طمأنة الأميركيين بأن بلادهم ستظل آمنة، وحث الناس على عدم السماح لمخاوفهم بأن تتحول لعدوان وعداء ضد المسلمين، واستشهد بالهجوم الذي وقع في سان برناردينو الذي يعتبر دليلا آخر على أن الولايات المتحدة بحاجة لسن قوانين أكثر صرامة تجاه حيازة السلاح، ولكن حفنة من الشباب المسلم العربي مثل سيد رضوان فاروق وتاشفين مالك، الزوجين الذين قاما بعملية الهجوم في سان برناردينو يبدو أنه قد تم استقطابهم ثقافيا لداعش، كيف ينبغي أن تعالج الولايات المتحدة هذه المشكلة؟ على هذا السؤال أجاب مقتدر خان الأستاذ بجامعة ديلاورا بأمريكا وهو أحد المؤسسين لمجلس الشؤون الدولية والإسلامية فقال: هذا ما يحدث عندما تفشل الحداثة لدينا كلنا بكافة معتقداتنا، كيف يمكننا أن نقي عقولنا من حالة الاستقطاب الضار الذي تقوم به داعش نحونا كشباب ننشأ في مجتمعات ليبرالية حديثة في الغرب ما الذي يجبر امرأة شابة في باريس أو امرأة مهنية شابة راسخة في العمل والحياة في ولاية كاليفورنيا لتتجنب ثمار الحداثة والليبرالية، للانضمام إلى الحركة المتطرفة وكل ما هو وحشي وغير إنساني في ذلك التنظيم الذي يعتبر حتى تنظيم القاعدة أقل منه عنفا وفظاعة؟ ويجب علينا أن نجعل الوعد بالتحديث واقعا للجميع حتى نجعل اليوتوبيا والحلم الراديكالي المتطرف أقل جاذبية لشبابنا الأمريكي والغربي المسلم، ويحاجج آخرين بأن الشباب المسلم في الغرب حين يصطدمون بالعنصرية و(الإسلاموفوبيا) (التخويف من المسلمين) والتهميش الاجتماعي الاقتصادي أو حين يكونون قد انقطعوا من مجتمعاتهم فسينظرون للحركة التي تقاتل الإمبريالية الغربية التي تدعم إسرائيل وتتدخل في العراق عدوا لهم فيهرعون للانضمام لداعش على أمل أن يظفروا بنصر في الدنيا والآخرة.
مشاركة :