الامتنان: شعور عاطفي يُولج في الروح يصدر نتيجة؛ إسداء الآخرين معروفًا لنا فتُعبّر جوارحنا عنه إمّا بكلمةٍ طيبةٍ، أو ابتسامةٍ لطيفة. ابنةُ أختي ذاتُ الأربعِ سنوات أعطيتها يومًا قطعة حلوى، سُرت بذلك فقبلتني وقالت: شكرًا خالة. أجبتها عفوًا حبيبتي. امتنانها لي أحدث شعورًا لا يوصف في روحي أحسست كأنني أطير في السماء وقد عانقت الغيوم. لمن نقدم الامتنان؟ أولًا: للخالق تعالى الذي أغدق علينا نعمه الكثيرة وأعظمها نعمة الوجود فله الحمد والشكر على كل نعمة أدركناها، أو غفلنا عنها. ثانيًا: لوالدينا؛ لفضلهما علينا، ولكل شيءٍ فعلوه من أجلنا، ومهما شكرناهما لا نوفيهما حقهما من الشكر. ثالثًا: كل شخص قدم لنا معروفًا، أو أسعدنا بفعل أو قولٍ صغيرًا كان أم كبيرًا. كيف نشكر الله تعالى؟ بالقولِ والعمل، نردد الحمدلله بألسنتنا، ونعمل الصالحات كالذكر، والصلاة، والصدقة، وغيرها من العبادات تعبيرًا عن امتناننا للخالقِ تعالى، ففي الشكر زيادة ونماء . قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ) الآية:٧_سورة إبراهيم. كيف نشكر الآخرين؟ أولًا: بالكلمةِ الطيبةِ كشكرًا، وجزاك الله خيرًا مثلًا. ثانيًا: بابتسامةٍ لطيفةٍ نابعةٍ من القلب. ثالثًا: بهديةٍ مغلفةٍ بجزيلِ الشكر والعرفان. رابعًا: بحفلةٍ على شرفِ صاحبِ المعروف. وغيرها من الطرق. أثر الامتنان في النفوس: يترك الامتنان شعور اللذة، والسعادة في النفس، وله أهمية في تقوية العلاقات والألفة بين أفراد المجتمع، وله تأثير إيجابي على الصحة النفسية والجسمية، وهو دافع للآخر لتقديم مزيد من الإنجاز. بعض الوصايا: أولًا: كن مبادرًا في نشر ثقافة الامتنان من حولك. ثانيًا: كن لطيفًا حين يشكرك أحدهم و رُدَّ عليه بكلمةٍ طيبةٍ لا تبقَ صامتًا فيشعر بعدمِ استحقاقهِ المعروف منك. ثالثًا: قدم العطاء ولا تنتظر الشكر، إن شُكر فعلك فذلك خير، وإن لم يُشكر فهو بعين الله تعالى مذخور لك. بالامتنان تزهر الروح وتسمو فكن ممتنًا.
مشاركة :