يتواصل وصول المدعوين من اطياف المعارضة السورية الى الرياض الثلاثاء للشروع في مؤتمر دعت اليه السعودية لتوحيد صفوف هذه المعارضة بمختلف مكوناتها السياسية والعسكرية. ويأتي مؤتمر الرياض بعد اتفاق دول كبرى معنية بالملف السوري الشهر الماضي في فيينا على خطوات لانهاء النزاع الذي اودى باكثر من 250 الف شخص، تشمل تشكيل حكومة انتقالية واجراء انتخابات يشارك فيها سوريو الداخل والخارج. ويشمل الاتفاق الذي شاركت فيه دول عدة بينها الولايات المتحدة والسعودية الداعمة للمعارضة، وروسيا وايران حليفتا النظام، السعي الى عقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة السوريتين بحلول الاول من كانون الثاني/يناير. بدأ المدعوون بالوصول تباعا الى العاصمة السعودية منذ الاثنين على ان يستكمل ذلك اليوم. وسيكون الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية صاحب الحصة الاكبر من الدعوات، مع قرابة 20 شخصا من اصل اجمالي المدعوين الذي يقارب المئة. وعقد عدد من المعارضين الثلاثاء اجتماعات تمهيدية غير رسمية حضر جانبا منها ديبلوماسيون غربيون وروس، في فندق "انتركونتيننتال" بالرياض. وافاد مصدر مشارك في اللقاءات التحضيرية ان النقاشات التي ستبدأ صباح الاربعاء، ستبحث في مبادىء الحل السياسي وتشكيل وفد لمفاوضات محتملة مع النظام. وستعقد جلسات متواصلة ليومين مدة كل منها ساعة ونصف ساعة، يتوقع ان يصدر بعدها بيان ختامي. اعلنت السعودية السبت توجيه الدعوة لحضور المؤتمر تماشيا مع اتفاق فيينا. وعلى رغم دعوة الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الدول المشاركة الى اجتماع مقبل في نيويورك في 18 كانون الاول/ديسمبر، تريثت موسكو الثلاثاء في اعلان مشاركتها. وجاء في بيان للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا "نظرا الى الطريقة التي تتقدم فيها الامور، نعتقد ان من السابق لأوانه الاعلان عن استعدادنا لتلبية الدعوة". وكانت السعودية اعلنت دعوتها الى مؤتمر الرياض "كافة شرائح المعارضة السورية المعتدلة"، بهدف "حشد أكبر شريحة من المعارضة السورية لتوحيد صفوفها واختيار ممثليها في المفاوضات وتحديد مواقفها التفاوضية". وبحسب مصادر معارضة وصحف سعودية، شملت الدعوة، اضافة الى الائتلاف، هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي المقبولة من النظام، وشخصيات من "مؤتمر القاهرة" الذي يضم معارضين من الداخل والخارج. كما دعي ممثلو فصائل مسلحة غير مصنفة "ارهابية"، كالجبهة الجنوبية و"جيش الاسلام" وحركة احرار الشام الاسلامية. واكد "جيش الاسلام" مشاركة عضوين في مكتبه السياسي بمؤتمر الرياض. وقال هشام مروة نائب رئيس الائتلاف الوطني "انا متفائل بوجود العسكر ومعظم السياسيين. هذه هي المعارضة الحقيقية (...) الغائبون عدد قليل لا يؤثر في المعادلة". ورغم التباينات، تبدو الرياض عازمة على توحيد صفوف معارضة تجاذبتها لاعوام خلافاتها الداخلية، واكد مصدر سعودي السبت ان المملكة "ستوفر كل التسهيلات الممكنة لتتمكن المعارضة السورية من إجراء المفاوضات في ما بينها وبشكل مستقل والخروج بموقف موحد".
مشاركة :