جدة – عبدالهادي المالكي لم يعد للعطور مناسبات ، بل أصبح استخدامها حالة يومية ، ولها حضور دائم في غرفنا وفي حقائب النساء والفتيات ، لكن يظل العيد مناسبة أكثر خصوصية في الاهتمام بالعطور الشخصية بماركاتها الأصلية والتجارية ، الشرقية منها والغربية ، وكذا مستحضرات التجميل.. وأيضا عبق البخور لبيوتنا على اختلاف أنواعه وأسعاره في أسواق المملكة الأكبر والأنشط بالمنطقة. في الجولة التالية نسجل تفاصيل كثيرة في عالم العطور والتجميل، ومحاولة رصد توجهات شرائح المستهلكين. اللقاء الأول مع عبدالحميد راجخان عميد العود ، كما يُطلق عليه بمنطقة “البلد” وسط جدة وقلت له : كيف حال سوق العطور مع موسم العيد، فقال: موسم حركة وإقبال ، حيث من المعتاد في مجتمعنا السعودي بصفة خاصة ، والخليجي عامة ، الحرص في المناسبات المهمة ومنها الأعياد على شراء العطور الشرقية وفي مقدمتها العود ، وهناك انواع عدة له الكمبودي والهندي والماليزي ويستخدمها الناس نظرا لثباتها وقوة رائحتها. من جهته قال عادل الهندي صاحب احد معارض العطور: العطور تختلف حسب التوقيت ، فمنها الصيفي ومنها الشتوي ودائما العطور الثقيلة تستخدم في الشتاء والخفيفة في الصيف ، وبشكل عام فالناس يفضلون في العيد استخدام العود والعنبر والورد، نظرا لفخامة عطرها ، والعود معروف على مستوى العالم انه يعطي الفخامة للشخص. موروث اجتماعي في السياق يقول سطام الزميع صاحب معرض للعطور الشرقية ، ويحدثنا عن بخور العود بقوله : بخور العود من العطور الموروثة التي فيها الاصالة والفخامة والعراقة، ويعتبر أحد رموز الحفاوة والمكانة، من خلال نوعية وجودته وسعره. وفي العيد يفضل الكثيرون الاعواد الصغيرة أما الجديد في سوق البخور فهو الفلبيني والذي يأتي على عده نكهات. ويتفق يوسف الكندي مدير مبيعات في أحد محلات العطور بجدة مع ماسبق قائلا: اتجاه الزبائن في هذه الأيام استعدادا للعيد هو للعطور الشرقية ، لذلك كانت عروضنا في هذه الأيام عن عطور شرقية لكلا الجنسين، وكذلك العطور الفرنسية لتلبية رغبة بعض الزبائن ، كما لاحظنا وبشكل ملفت للنظر اتجاه النساء الى عطور الشعر بصفة عامة وفي هذه الأيام بصفة خاصة ، إلى عطور الشعر لأنها تمنحه لمعانا وتقوية وترطبه وتحميه من الشمس. وتجمع كل من بائعات العطور: ليلى الأمير وكريمة السقاف ورندا وبدور القرشي ورحمة العبدلي، على أن النساء بطبيعتهن يملن الى العطور النسائية الفواحة والقوية والبعض منهم الى العطور الهادئة ، لكن في العيد يختلف الوضع تماما حيث يقبلن على العطور الثقيلة والشرقية لأنهم يرين فيها الفخامة ، كما انتشرت في الآونة الأخيرة الأقبال على رائحة (الباتشلي). وهناك بعض العطور الغريبة في مكوناتها والبعض يبحث عنها مثل رائحة الزعفران والبرتقال والزنجبيل وغيرها من الروائح الغريبة في الوقت الحالي ، والاقبال عليها قليل لكن مع الوقت سيقبلون عليها. وقالت أم هتان الجابري إحدى المتسوقات: دهن العود والعنبر والمسك من العطور المفضلة في العيد ، نظرا لطابعه الخاص عن بقية المناسبات ، وبعض النساء يميلن الى العطور الرجالية لأنها تكون هادئة وبعض العطور الرجالية أفضل من العطور النسائية.وبالنسبة للفتيات الصغار فيعشقن العطور الباردة لذلك لا تجدهن يستخدمن العطور الثقيلة مثل دهن العود والعنبر والمسك. أسواق نشطة يبلغ حجم سوق العطور في الخليج بحسب نحو 10.12 مليارات ريال، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 3 %، سنوياً، وتتصدر السعودية والإمارات الطلب في المنطقة. وتحظى المملكة بأعلى حصة من سوق العطور في الخليج بنحو 60 % تليها الإمارات بـ22 %، الكويت ثم عمان، ويعد إنفاق الفرد على العطور في الخليج، من أعلى المعدلات عالميا ، ويقدر خبراء العطور أن تجارتها في المملكة تقدر بأكثر من 6 مليارات ريال. وتقوم صناعات العطور الشرقية على حزمة عطور زيتية، إضافة إلى أخشاب الصندل ودقة العود، ويخلط مع بعضها البعض ويضاف لها العطور الزيتية الشرقية والغربية، وهو الأكثر استهلاكاً في صناعة العطور، وحجم الطلبات عليه كبير جداً في السوق المحلي. وهناك أسماء سعودية، باتوا رواداً في هذه الحرفة، وأخذوا شهرة واسعة على مستوى الخليج العربي، وبالأخص في العطور الشرقية، ودهن العود، والصندل والعنبر، والمسك، والورد، وتتركز في مناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض. وبحسب خبراء السوق ، يفضل كثير من السعوديين العطور الشرقية على العطور الغربية، وتحديداً دهن العود عند الذكور، والمسك عند الإناث، والفارق لصالح العطور الشرقية التي تزداد جودتها وسعرها عند تقادمها بعكس العطور الغربية. ريادة أعمال في الفترة الأخير باتت ثقافة صناعة العطور محل اهتمام رواد ورائدات أعمال ، وكثير من الشباب السعودي دخلوا عالم تصنيع العطور من أوسع أبوابه ولكن يجب ان يكون هناك تفرقة ما بين تصنيع العطور وتركيب العطور حسب المعايير العالمية. وحدد مختصون عدة خطوات رئيسية لريادة الأعمال في صناعة وتجارة العطور، تشمل: توفر المواد الخام، وتنوعها، لإنتاج عطور متعددة، لمراعاة اختلاف الأذواق. تأمين الأجهزة والمعدات المساعدة في التركيب والتصنيع وتحديد نسبة التركيز في كل نوع، بشكل دقيق، والتأكيد على نظافة الموقع والعاملين للخروج بمنتج نظيف، وتفادي تعرض المنتج للضرر، كذلك اختيار زجاجات وعبوات ذات أشكال جمالية، وملصقات وكتابات بأشكال جاذبة، وتحديد مواقع مناسبة ومهيأة لتخزين المنتج، وفق درجات حرارة محددة للحفاظ على جودته، وكذلك بإضاءة مناسبة. ويولي قطاع العطور ومستحضرات وأدوات التجميل في المملكة ، اهتماما بالغا بالمعارض المتخصصة التي تشهد عروضا لأشهر الماركات والجديد في هذا العالم من خلال الجهات العارضة، بما فيها علامات تجميل فرنسية وأمريكية لاستعراض منتجاتها إلى جانب عشرات العلامات السعودية الرائدة في قطاع التجميل، بالإضافة إلى مستحضرات العناية الشخصية ، بهدف تعزيز حضورها في السوق السعودية المزدهر للمنتجات. سلامة مستحضرات التجميل تعد السوق العالمية لمستحضرات التجميل من الأسواق الأنشط عالميا فقد بلغت قيمتها عام 2017 نحو 500 مليار دولار ، ومن المتوقع أن تصل قيمتها إلى نحو 800 مليار دولار في عام 2023. وارتفعت القيمة المالية لواردات مستحضرات التجميل إلى المملكة لتصل إلى نحو 7 مليارات ريال ، وهذا الرقم يعكس حجم الاستثمار، وارتفاع معدل إنفاق المرأة في المجتمع على مستحضرات التجميل سنويا وبشكل متزايد. لكن في المقابل كثيرا ماتُتطرح التساؤلات عن مدى تأثير مستحضرات التجميل على الصحة وخصوصا البشرة ، نظرا لاحتواء هذه المستحضرات على مواد كيميائية قد تسبب مشكلات صحية خطيرة في حال اختلال نسبتها في المكونات ، أو الاستخدام على المدى الطويل دون مراعاة ضوابط ذلك. في هذا الجانب تؤكد الهيئة العامة للغذاء والدواء ، عبر موقعها الالكتروني ، بأن منتجات التجميل عالميا تتسم بسلامة تأثيرها على مستخدميها في حال تقيدت بالاشتراطات المحلية والعالمية الخاصة ، وقد أخذت الهيئة على عاتقها تنظيم تصنيع واستيراد واستخدام هذه المنتجات في المملكة، وتحديث التشريعات النظامية والمواصفات الفنية التي تساعد في ضمان سلامتها ومأمونية استخدامها ، وتحذر المستهلك من أي منتج مخالف وأضرار استخدامه.
مشاركة :