فوضى «أسعار تذاكر الطيران» المحلية.. «المسافر» يدفع الثمن

  • 4/29/2022
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اتخذت الهيئة العامة للطيران المدني مؤخرا عددا من الاجراءات بشأن أسعار تذاكر السفر الجوي الداخلي، ومن أبرزها مراجعة هيكل تسعير النقل الجوي وزيادة السعة المقعدية لرفع التنافسية، وبالتالي التأثير على خفض الأسعار واستقرارها، بعد ما شهدت في شهر رمضان الحالي ارتفاعات غير مسبوقة للمحطات الداخلية، وخاصة محطة جدة التي يرتفع عليها الطلب بشكل كبير بسبب موسم العمرة، ويرى الكثير من المسافرين أن شركات طيران الداخل رفعت الأسعار مع استغلال الطلب، ورغبة منها لمسح جزء من خسائر فترة جائحة كورونا التي أثرت على حركة السفر الداخلي والدولي، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملة كبيرة على شركات الطيران التي تجاوزت في أسعارها الرحلات الدولية، ووصل بالبعض لحجز رحلات دولية عن طريق جدة بسعر أقل من الرحلات المباشرة إلى جدة من مختلف مدن المملكة الرئيسة. وفي هذا الشأن، قال اقتصاديون ومختصون في قطاع السياحة، إن أسعار تذاكر الطيران الحالية تشهد مبالغة من الشركات جراء حاجة الكثير في السفر سواء للعمرة أو لإجازة العيد، مشيرين إلى وجود احتمالية قوية لارتفاع الأسعار مستقبلاً لوجود طلب كبير والعرض في عدد الرحلات بوقت الإجازات ومواسم السفر أقل من الاحتياج الفعلي، وأشاروا إلى أن ما يحدث من شركات الطيران في الوقت الحالي يعد استغلال للظروف وحاجة الكثير من المواطنين والمقيمين، وبالتالي إعاقة حركة النقل والنشاط الاقتصادي بالمملكة، وأكدوا أن حكومتنا الرشيدة تصنع وتهيكل صناعتي السفر السياحة بالمملكة وما يحدث من ارتفاع في التذاكر الطيران هو ضد توجه الدولة وخططها للنهوض بهذا القطاع الحيوي. وقالت عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للإرشاد السياحي، منى البلطان، إن أسعار تذاكر الطيران الحالية تشهد مبالغة في الأسعار لدرجة أن ما يسمى الطيران الاقتصادي أصبح في مصاف أسعار الطيران غير الاقتصادي، بل أصبحت أسعار تذاكر الطيران الاقتصادي أغلى من الطيران غير الاقتصادي في أوقات زيادة الطلب. وأكدت البلطان، أن الأسعار تشهد ارتفاعات في كل شيء وليست تذاكر السفر، حتى الفنادق تشهد حالياً ارتفاعات كبيرة، مشيرة إلى وجود احتمالية قوية لارتفاع الأسعار لأن الطلب كبير والعرض في عدد الرحلات أقل من الاحتياج الفعلي. من جهته قال المحلل الاقتصادي صلاح الشلهوب، إن شركات الطيران تواجه حالياً تكاليف إضافية، بسبب ارتفاع أسعار الوقود، وارتفاع الطلب على الرحلات بعد الفتح الكامل للأنشطة الاقتصادية في فترة كان القطاع يعاني من خسائر جراء جائحة كورونا، وفي الوقت نفسه ما كان القطاع مستعد لزيادة الطلب الكبير. وأكد الشلهوب، أن بعض شركات الطيران قامت بإضافة تكاليف على تذاكر الطيران، حتى يتمكن من تغطية جزء من الخسائر التي حدثت خلال الجائحة، مطالباً من الجهات ذات العلاقة بالمتابعة والتأكد من عدم وجود أي سلوك احتكاري أو تنسيق ما بين شركات الطيران من أجل رفع أسعار التذاكر. وأشار إلى أنه من الممكن خفض أسعار التذاكر بزيادة عدد الرحلات، ومن المعترف به أن النقل في المملكة يعتبر من الضروريات وذلك لوجود نشاط اقتصادي ضخم، وهناك توقعات بنمو قطاع النقل بنسبة 7%. واستغرب الشهلوب، ما يحدث من شركات الطيران من استغلال الظروف والحاجة للنقل برفع أسعار التذاكر، وبالتالي إعاقة حركة النقل والنشاط الاقتصادي بالمملكة، ومن المفترض أن تكون هذه الشركات داعمة ومشجعة وهذا سيصب في مصلحة الجميع. وأوضح أن قطاع الطيران المحلي يجب أن يكون ذو كفاءة عالية واستيعاب للطلبات المتزايدة، وبأسعار معقولة ومناسبة للعملاء ولشركات الطيران، مشيراً إلى أن المملكة تتطلع إلى أن تكون مركزا رئيسا استراتيجيا لحركة الطيران وهي أحد مرتكزات رؤية المملكة، وإذا كانت شركات الطيران تبالغ في أسعار التذاكر فهي تعيق تحقيق رؤية المملكة بأن تكون مركزا استراتيجيا لحركة الطيران. في المقابل نشرت الهيئة العامة للطيران المدني بياناً، أمس الاول ، بشأن أسعار تذاكر السفر الجوي الداخلي، معلنة اتخاذ مجموعة من الإجراءات. وقالت الهيئة في بيانها، أنها لاحظت مؤخراً تغيراً في نمط أسعار بعض فئات التذاكر الجوية، وتابعت باهتمام ما يتداول من معلومات عن أسعار تذاكر السفر الجوي الداخلي. وتابعت: ونتيجة لذلك اتخذت الهيئة بصفتها الجهة المنظمة لقطاع الطيران المدني في المملكة حزمة من الإجراءات المباشرة سينتج عنها مراجعة هيكل تسعير النقل الجوي وزيادة السعة المقعدية وعدد الرحلات. وأوضحت الهيئة أن هذه الإجراءات بهدف ضمان توفير أسعار مناسبة للمسافرين وتعزيز التنافسية في قطاع النقل الجوي، والتأكيد على أن مبدأ حقوق المسافرين وحمايتهم أولوية قصوى تلتزم بها الهيئة. صلاح الشلهوب منى البلطان

مشاركة :