أكد الخبير الاقتصادي عارف خليفة أن موسم العيد هو من أكثر المواسم حركةً ونشاطًا في السوق، وبعض القطاعات في السوق عادت إلى المبيعات ما بعد الجائحة وأكثر. وقال إن هناك ارتفاعًا في الأسعار خاصة لسلع الكماليات، وبعضها تحت قانون العرض والطلب وبعضها استغلال من بعض أصحاب المحال في موسم العيد، موضحًا بأن الارتفاع في بعض السلع الضرورية بعضها بسبب مشاكل سلاسل التوريد وبعضها بسبب ارتفاع أسعار الشحن وبالأخص للسلع الصينية، وبعضها أيضًا بسبب عدم تنازل التجار عن هامش الربح الذي عادة يفوق 35% لمعظم السلع المرتبطة بأيام العيد. وأشار خليفة إلى أنه عادة ما ترتفع مصاريف شهر رمضان وموسم العيد بسبب ارتفاع الأسعار غير المبرر، مثلاً أغراض وملابس وهدايا وحلويات العيد المبالغ فيها، إضافة لوجبات الأطعمة وخاصة بما يسمى بـ«غداء العيد». وقال خليفة: «دائمًا ما ننصح بالغداء الجماعي وتخفيف ارتياد المطاعم وبالأخص الوجبات الجانبية وقلة القيمة الغذائية، وأيضًا توزيع الغداء الجماعي على وجبتين للغداء وللعشاء خلال أيام العيد، وأنصح بتوزيع مائدة غداء العيد على 3 أصناف، وتوزيعها على أفراد العائلة، بحيث تقوم عائلة بعمل المقبلات والشوربات فقط، وعوائل تقوم بعمل الطبق الرئيس، وعوائل تقوم بعمل الحلويات فقط، وجميع هذه الطرق أنصح بها لتجنّب الإسراف خلال أيام العيد». ونصح خليفة بالتخطيط المبكر لهذه المصاريف، وتحديد الميزانية والتقيد بها، لافتًا إلى أن أسواق البحرين ستعيش حالة انتعاش غير مسبوق، وذلك بسبب موسم العيد خاصة قطاع الضيافة والمطاعم وقطاع الملابس والاكسسوارات. وأوضح أن الميزانية في البحرين حبذا لا تتعدى لذوي الدخل المحدود ما بين 15 إلى 25 دينارًا، ولذوي الدخل المتوسط ما بين 30 إلى 50 دينارًا مع مراعاة الكثير من الأمور منها مثلاً معدّل الديون، وأي تخطي للميزانية سيؤثر على ميزانية مصروف آخر عند الوالدين. وقال خليفة: «كلامي بالدرجة الأولى للأبناء، وبكل صراحة أعلم أن هذه البدلة لربما تكون لجميع المناسبات الخاصة بالقرقاعون والأعياد هذا العام، وللاستخدام اليومي أيضًا مع تغيير بعض اللمسات من قبل الوالدين، إذ يجب أن تثق في ذوقهما». ووجّه خليفة نصيحة للأبناء بأن يجب العلم أن الناس درجات، منهم ذوو الدخل المحدود وذوو الدخل المتوسط وذوو الدخل المرتفع، مشددًا على القناعة بأنها مطلوبة بهذا المصروف، بالإضافة للابتعاد عن المظاهر والتقليد الأعمى، خاصة لعقلية المراهقين «البسْ واقتنعْ بما يناسب ذوق ميزانيتك». وتابع ناصحًا «أن يشتروا بدلة أو ثيابًا تكون صالحة للاستخدام اليومي، وفي كل مناسبة، بدل شراء بدلة لا يستطيع الولد أو البنت استخدامها أكثر من مرة، ولا بأس باستخدام ملابس العام الماضي والسنوات السابقة للأولاد الكبار، بأن يجعل لمن يصغرهم في بعض الملابس، كالبخنق الشعبي». ولفت خليفة إلى أنه عند الشراء يجب مراعاة القيمة النوعية للملابس، وليس القيمة المالية فقط وربما الاقتصار على شراء بدلة واحدة بدل شراء ثلاث بدلات أو أكثر لأيام العيد مثلاً، وتنويعها بأقمصة أو فانيلات سابقة ذات ألوان مناسبة. وقال: «لا بأس باستخدام بعض الاكسسوارات ذات الأسعار المنخفضة، خاصة للبنت، أو الاقتصار فقط على الذهب اقتصاديًا حتى لو كانت قطعة واحدة، وشراء الملابس والبدلات ذات الأسعار المعقولة مع مراعاة العرف والطابع الإسلامي». ونصح خليفة بالابتعاد عن كثرة التباهي بالموديلات الجديدة والمعقدة أو التراثية المعتقة، وبأن لا يكون الأبناء حقل تجارب، مضيفًا أن هناك مجموعة كبيرة من العوائل لا تستطيع شراء ملابس جديدة في كل مناسبة لأبنائها، فتذكر مبدأ التكافل الاجتماعي. ووجّه للفتيات نصيحة بأن يشتروا أحذية سوداء تناسب كل ألوان الملابس، ولا داعي لحذاء أحمر على فستان أحمر مثلاً، وذلك لكي يستخدم لكل المناسبات وللاستخدام اليومي، وليس بالضرورة شراء البدلة كاملة، فمثلاً شراء قميص فقط أو بنطلون وتنسيقه مع بعض الملابس الموجودة. وتابع قائلاً: «عليك أن توجّه المرأة فقط عند الشراء، فهي كفيلة بتحقيق كل ما سبق بسبب عقلها الاقتصادي الذكي وذوقها. وللمرأة؛ ابتعدي عن العاطفة لتحديد الميزانية فكل الأمهات يردن أن يشاهدوا أبناءهم سندريلا أو علاء الدين، فالتزمي بالميزانية». وأما لذوي الدخل المنخفض، فنصح خليفة بتوزيع مصروف ملابس العيد وشرائها على فترة ثلاث شهور، وبألا ينخدعوا بتسويق التجار على أن الموديلات الجديدة ستعرض أيام شهر رمضان، لافتًا إلى أن موديلات الملابس الجديدة لا تعرض بأكثر من 20% من الموديلات الموجودة عادة.
مشاركة :