حالة انسجام قصوى في حبّ الله تحتاج بلوغ أعلى درجات الإيمان فقد أسرنا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بمستهل ابتهاله الوحداني (شرابٌ راق لي من غير ساقي... لمُترعةٍ تُدار من المآقي) إنه اعتمد في رؤيته الشعرية على أسلوب تجريد المحسوسات من طبيعتها المادية، لتتحول إلى شيء آخر. فالشراب لم يعد ذلك الذي يذهب بالعقول أو يقدمه ساقٍ، وما إلى ذلك من الأمور الحسية للشراب، إنما صار شراباً مصدره المآقي وكأسه العيون، ويكون للتخفيف من ألم الشوق عند ذكر الله تعالى، وبهذا لم يعد للشراب في رؤية الشيخ محمد الشعرية إلا اسمه فقط، إنه شراب العشق الإلهي المملوء بدموع المآقي خوفاً ورهبة وحباً وإيماناً بالله والتفكر في مبدع السماوات والأرض، فما أجل وأرق من الرشف والتذوق والاستزادة من هذا السلسبيل الذي تروقه النفوس الطيبة وتتلهفه الأرواح النورانية الباهرة. إنها ترعة فطرية تتأطر إيماناً وطهارة وعفة وشوقاً وفرحاً، مستلهماً بحب الله سبحانه «وإني عند ذكر الله أشدو..بها لأخفّ من برْح اشتياقي» حيث تؤتي التجليات والروحانيات الإيمانية أكلها لأنها نهلت وارتشفت كؤوس التقوى والنفحات الربانية النورانية، والتفكر ساعة كعبادة سنة، وتمجيد الخالق جل وعلا هو انعكاس إيجابي فطري وإطلالة عظيمة مباركة. فسموه استخدم الكُنى والاستعارات والتشبيهات مثل: الحقب العتاق ورقّت وراقت، وكانت بداية هيام بريئة ترنو إلى خالقها في حالة ثمالة بلا تأثيم عندما ذكر الشراب والكأس والساقي ومُترعة. جاء ذلك في فيديو نشره سموه على حسابه الرسمي في «إنستغرام» ضمن وسم «ومضات رمضانية». شرابٌ راق لي من غير ساقي لمُترعة تُدار من المآقي عجيبٌ أنها رقّت وراقت مخبّأة من الحِقب العِتاق وأغلى سعرها ما بان منها فهل من سالف منها وباقي وإني عند ذكر الله أشدو بها لأخفّ من برْح اشتياقي تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعة Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :