المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية يصدر «مـخـتارات مــن الأدب الـعــبــري الــمــؤسـس (1890 ـ 1948)»

  • 4/30/2022
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

‭ ‬صدر‭ ‬حديثًا‭ ‬عن‭ ‬المركز‭ ‬الفلسطيني‭ ‬للدراسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬‮«‬مدار‮»‬‭ (‬رام‭ ‬الله‭) ‬كتاب‭ ‬‮«‬مختارات‭ ‬من‭ ‬الأدب‭ ‬العبري‭ ‬المؤسس‭ (‬1890‭ ‬ـ‭ ‬1948‭)‬‮»‬‭. ‬يقع‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬386‭ ‬صفحة،‭ ‬موزعة‭ ‬زمنيًا‭ ‬وجغرافيًا،‭ ‬بما‭ ‬يضيء‭ ‬على‭ ‬أسئلة‭ ‬هوياتية‭ ‬واجتماعية‭ ‬متوترة‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬اليهود،‭ ‬ويشهد‭ ‬على‭ ‬تفاعلات‭ ‬سياسية‭ ‬حاسمة‭ ‬تطورت‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬إحياء‭ ‬قومي‮»‬‭ ‬بمواصفات‭ ‬كولونيالية،‭ ‬قاد‭ ‬الهجرات‭ ‬الاستيطانية‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين،‭ ‬وتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬ناظم‭ ‬لطبيعة‭ ‬العلاقة‭ ‬معها‭ ‬ومع‭ ‬أصحابها‭ ‬الأصليين‭.‬ يضمّ‭ ‬الكتاب‭ ‬ثماني‭ ‬روايات‭ ‬قصيرة‭ ‬وقصصا‭ ‬لكتّاب‭ ‬مؤثرين‭ ‬في‭ ‬الأدب‭ ‬العبري‭ ‬الحديث،‭ ‬هي‭: ‬‮«‬ابنة‭ ‬الحاخام‮»‬‭ ‬ليعقوب‭ ‬شطاينبرج؛‭ ‬‮«‬جانبًا‮»‬‭ ‬لأوري‭ ‬نيسان‭ ‬جينسين؛‭ ‬‮«‬مخيّمان‮»‬‭ ‬لميخا‭ ‬يوسف‭ ‬برديتشفسكي؛‭ ‬‮«‬خلف‭ ‬السياج‮»‬‭ ‬لحاييم‭ ‬نحمان‭ ‬بياليك؛‭ ‬‮«‬بين‭ ‬ماء‭ ‬وماء‮»‬‭ ‬ليوسف‭ ‬حاييم‭ ‬برينر؛‭ ‬‮«‬والمعوجّ‭ ‬يصير‭ ‬مستقيمًا‮»‬‭ ‬لشموئيل‭ ‬يوسف‭ ‬عجنون؛‭ ‬‮«‬شفراه‮»‬‭ ‬لدفوراه‭ ‬بارون،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬جمعة‭ ‬الأهبل‮»‬،‭ ‬لإسحق‭ ‬الشامي‭ (‬من‭ ‬يهود‭ ‬مدينة‭ ‬الخليل‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعدّ‭ ‬حالة‭ ‬لها‭ ‬خصوصيتها،‭ ‬إذ‭ ‬اختار‭ ‬العبريّة‭ ‬لغة‭ ‬لرواياته‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬سياقاتها‭ ‬وشخوصها‭ ‬وحبكاتها‭ ‬متّصلة‭ ‬بالبيئة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حصرًا‭.‬ تتوزّع‭ ‬بيئات‭ ‬الروايات‭ ‬المختارة،‭ ‬كما‭ ‬يشير‭ ‬الناشر،‭ ‬بين‭ ‬النموذج‭ ‬الأوروبي‭ ‬‮«‬الحضري‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬روايتي‭ ‬‮«‬جانبًا‮»‬،‭ ‬و«مخيّمان‮»‬،‭ ‬والغيتو‭ ‬اليهودي‭ ‬المحافظ،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬روايتي‭ ‬‮«‬خلف‭ ‬السياج‮»‬،‭ ‬و«ابنة‭ ‬الحاخام‮»‬،‭ ‬والمستعمرات‭ ‬اليهودية‭ ‬في‭ ‬فلسطين،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬‮«‬بين‭ ‬ماء‭ ‬وماء‮»‬،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬بيئة‭ ‬الأصلانيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬إسحق‭ ‬الشامي‭ ‬‮«‬جمعة‭ ‬الأهبل‮»‬‭.‬ وتتعدّد‭ ‬كذلك‭ ‬مشاغل‭ ‬الروايات،‭ ‬فيجد‭ ‬القارئ‭ ‬إضاءات‭ ‬على‭ ‬وضعية‭ ‬الغيتو‭ ‬بعيون‭ ‬نسويّة‭ ‬في‭ ‬قصّتي‭ ‬بارون‭ ‬وشطاينبرج،‭ ‬وسبرًا‭ ‬لسوسيولوجيا‭ ‬بيئة‭ ‬الاستيطان‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬وهواجس‭ ‬المستوطنين‭ ‬الأوائل‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬برينر،‭ ‬ومحاكاةً‭ ‬أدبية‭ ‬لبيئة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬السياسي‭ ‬لمجتمع‭ ‬يهود‭ ‬شرق‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬رواية‭ ‬عجنون،‭ ‬وإيغالا‭ ‬في‭ ‬خبايا‭ ‬الذات‭ ‬اليهودية‭ ‬التائهة،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬روايتي‭ ‬جينسين‭ ‬وبرديتشفسكي،‭ ‬ومعاينة‭ ‬للبيئة‭ ‬البدويّة‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬بعيني‭ ‬إسحق‭ ‬الشامي،‭ ‬وبوعيه‭ ‬المركّب‭ ‬من‭ ‬ذاكرة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬وتعاليم‭ ‬يهوديّة‭ ‬عبريّة،‭ ‬وواقع‭ ‬مازال‭ ‬يتغيّر‭ ‬بشكل‭ ‬متسارع‭ ‬تحت‭ ‬ظرف‭ ‬الصهيونية‭.‬ الكتاب‭ ‬من‭ ‬تحرير‭ ‬د‭. ‬هنيدة‭ ‬غانم،‭ ‬والباحث‭ ‬مالك‭ ‬سمارة،‭ ‬والباحث‭ ‬والناقد‭ ‬الأدبي‮ ‬أنطوان‭ ‬شلحت،‭ ‬وتقديم‭ ‬الأستاذ‭ ‬باسيليوس‭ ‬بواردي،‭ ‬وهو‭ ‬نتاج‭ ‬جهد‭ ‬مشترك‭ ‬لمجموعة‭ ‬مترجمين،‭ ‬وروائيين،‭ ‬وباحثين‭ ‬فلسطينيين،‭ ‬وهم‭ (‬وفق‭ ‬ترتيب‭ ‬فصول‭ ‬الكتاب‭): ‬علاء‭ ‬حليحل،‭ ‬ومالك‭ ‬سمارة،‭ ‬وريم‭ ‬غنايم،‭ ‬ووسام‭ ‬جبران،‭ ‬وحسن‭ ‬خضر‭.‬ ومما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬لمركز‭ ‬‮«‬مدار‮»‬‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المختارات‭: ‬‮«‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخلفية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬واقفة‭ ‬وراء‭ ‬معظم‭ ‬تلك‭ ‬النصوص،‭ ‬وكانت‭ ‬موضع‭ ‬اهتمامنا‭ ‬الرئيسي‭ ‬ونحن‭ ‬نختارها،‭ ‬مكوّنة‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬شتى،‭ ‬غير‭ ‬أننا‭ ‬ارتأينا‭ ‬أن‭ ‬نركز‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬العناصر‭ ‬على‭ ‬اثنين‭: ‬الأول،‭ ‬العنصر‭ ‬الذي‭ ‬بالوسع‭ ‬اعتباره‭ ‬بمنزلة‭ ‬بحث‭ ‬الكُتاب‭ ‬اليهود‭ ‬عن‭ ‬‮«‬هوية‭ ‬جمعية‭ ‬جديدة‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مشروع‭ ‬سياسي‭ ‬لـ«الإحياء‭ ‬القومي‮»‬‭ ‬بمواصفات‭ ‬كولونيالية،‭ ‬مثلت‭ ‬عليه‭ ‬الحركة‭ ‬الصهيونية‭ ‬بسيل‭ ‬دعاواها‭ ‬المختلقة‭ ‬والمتوهمة‭. ‬بكلمات‭ ‬أخرى،‭ ‬كان‭ ‬السؤال‭ ‬الماثل‭ ‬أمامنا،‭ ‬والذي‭ ‬حاولنا‭ ‬إيجاد‭ ‬جواب‭ ‬له‭ ‬هو‭: ‬كيف‭ ‬تعاملت‭ ‬‮«‬النصوص‭ ‬التأسيسية‮»‬‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الدعاوى،‭ ‬وبالأساس‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬ردّدته‭ ‬أدبيات‭ ‬الصهيونية‭ ‬التي‭ ‬ارتأت‭ ‬الاستيطان‭ ‬خلاصًا‭ ‬لليهودي،‭ ‬وحثته‭ ‬على‭ ‬الهجرة‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين؟‭ ‬والعنصر‭ ‬الثاني،‭ ‬محاولة‭ ‬النفاذ،‭ ‬عبر‭ ‬النصوص‭ ‬المُختارة،‭ ‬إلى‭ ‬تفاصيل‭ ‬الواقع‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذي‭ ‬عاصر‭ ‬الصهيونية‭ ‬في‭ ‬بواكير‭ ‬دعاواها‭ ‬تلك،‭ ‬وفي‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بهجراتها‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬فلسطين‭.‬

مشاركة :