أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن روسيا أطلقت صاروخين على كييف الخميس أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بينما كثفت موسكو هجومها في شرق البلاد الذي دفع الولايات المتحدة إلى قطع وعود جديدة بمساعدات عسكرية وإنسانية لأوكرانيا. وقال المسؤولون الأوكرانيون إن انفجار الصاروخين هز منطقة شيفتشينكو في كييف، وإن أحدهما أصاب الطابقين السفليين من مبنى سكني مؤلف من 25 طابقا، مما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن عشرة أشخاص. وأفاد شهود في وقت سابق بسماع صوت انفجارين في المدينة. وأكدت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أنها نفذت ضربة جوية على كييف "عالية الدقة" خلال زيارة غوتيريش للعاصمة الأوكرانية. وقالت الوزارة خلال إحاطتها اليومية حول الصراع في أوكرانيا "دمرت أسلحة جوية بعيدة المدى وعالية الدقة لقوات الجو الروسية مباني شركة أرتيوم للصواريخ والفضاء في كييف". وسحبت روسيا قواتها من على مقربة من كييف في أوائل أبريل، بعدما أخفقت في انتزاع السيطرة على المدينة، التي استضافت منذ ذلك الحين مسؤولين كبارا من الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين. ووقع الانفجاران عقب انتهاء محادثات غوتيريش مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، التي ركزت في جانب منها على إجلاء المدنيين والمقاتلين المتحصنين في مصنع للصلب في مدينة ماريوبول، التي تحاصرها روسيا في جنوب شرق البلاد. وقال غوتيريش لإذاعة "آر.تي.بي" البرتغالية في رده على سؤال بشأن الانفجارين "كان هناك هجوم على كييف... لقد صدمت، ليس لأنني هنا ولكن لأن كييف مدينة مقدسة للأوكرانيين والروس على السواء". وقال زيلينسكي إن الانفجارين "يثبتان أن علينا ألا نتخلى عن حذرنا. يجب ألا نظن أن الحرب انتهت". وبعد تعرضها للهزيمة في محاولات الاستيلاء على كييف في الشمال، حوّلت روسيا قواتها مئات الأميال شرقا للاستيلاء على مقاطعتين، في معركة يعتقد الغرب أنها قد تكون نقطة تحول حاسمة في الحرب. وتتمركز القوات الروسية الآن في الشرق، حيث يسيطر الانفصاليون المدعومون من موسكو على بعض الأراضي منذ 2014. كما يسيطرون على مساحات شاسعة من الجنوب استولوا عليها في مارس. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن روسيا تكثف هجومها العسكري الرئيسي في الشرق. وأضافت "العدو يزيد من وتيرة العملية الهجومية. يطلق المحتلون الروس نيرانا مكثفة في جميع الاتجاهات تقريبا". واستجابة للمناشدات الأوكرانية المتكررة لقادة الغرب من أجل تقديم إمدادات من الأسلحة الثقيلة والمعدات، طلب الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس من الكونغرس 33 مليار دولار لدعم كييف، وذلك في قفزة هائلة للتمويل الأميركي تشمل أكثر من 20 مليار دولار للأسلحة والذخيرة ومساعدات عسكرية أخرى. والحزمة التي تهدف إلى تغطية احتياجات في أوكرانيا حتى سبتمبر ما هي إلا جزء من جهود الولايات المتحدة وحلفائها لعزل ومعاقبة روسيا، لغزوها أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الذي دمر مدنا وأجبر أكثر من خمسة ملايين شخص على الفرار إلى الخارج. وقال بايدن في البيت الأبيض عقب التوقيع على الطلب "نحن بحاجة إلى مشروع القانون هذا لدعم أوكرانيا في كفاحها من أجل الحرية". وأضاف "تكلفة هذه المعركة ليست زهيدة، لكن الرضوخ للعدوان سيكون أفدح ثمنا". وقالت واشنطن إنها لا تأمل في أن تتمكن القوات الأوكرانية من صد هجوم روسيا على الشرق فحسب، وإنما أيضا إضعاف جيشها حتى لا تتمكن من تهديد جيرانها. وتقول روسيا إن هذا يصل إلى حد شن حلف الأطلسي "حربا بالوكالة" ضدها، ووجهت تهديدات هذا الأسبوع برد انتقامي غير محدد. وتعلن روسيا أيضا عما تقول إنه سلسلة ضربات أوكرانية على مناطق روسية على الحدود، وأنذرت بأن هذه الهجمات تهدد بتصعيد خطير. وقال شاهدان إن دوي انفجارين قويين سُمع الخميس في مدينة بيلجورود الروسية بالقرب من الحدود مع أوكرانيا. ولم يتضح السبب في الانفجارين وما إذا كانا قد أسفرا عن سقوط ضحايا أو حدوث أضرار. ولم تقبل أوكرانيا المسؤولية عن تلك الهجمات بشكل مباشر، لكنها قالت إنها بمثابة دفع للثمن. وعبّرت موسكو عن الاستياء من تصريحات بريطانيا العضو في حلف شمال الأطلسي، بأن استهداف أوكرانيا بنية تحتية لوجستية للجيش الروسي أمر مشروع. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحافيين في موسكو "إنهم في الغرب يدعون كييف علانية إلى مهاجمة روسيا عبر وسائل منها استخدام أسلحة تسلمتها من دول حلف شمال الأطلسي. لا أنصحكم باختبار صبرنا". وأوردت أوكرانيا تقارير عن وقوع انفجارات خلال الليل في مدينة خيرسون الجنوبية، وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا حتى الآن منذ الغزو. وقال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية استخدمت الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية الأربعاء لقمع الحشود الموالية لأوكرانيا، وإنها تقصف المنطقة المحيطة بأكملها وتهاجم ميكولايف وكريفي ريه. ونقلت وسائل إعلام رسمية روسية عن مسؤول من "لجنة عسكرية مدنية" موالية لروسيا في خيرسون الخميس، قوله إن المنطقة ستبدأ في استخدام الروبل الروسي اعتبارا من أول مايو. وقالت بعثة الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون الأوروبية الخميس، إن الكرملين ربما يحاول إجراء "استفتاءات صورية" في مناطق جنوبية وشرقية استولى عليها منذ الغزو في الرابع والعشرين من فبراير، متبعا "حيلة استخدمت كثيرا للسرقة في أحلك فصول التاريخ". وقالت البعثة الأميركية "هذه الاستفتاءات الوهمية وغير الشرعية ستصاحبها بلا شك موجة من الانتهاكات ضد من يسعون لمعارضة خطط موسكو أو تقويضها". ولم يصدر تعليق من روسيا بعدُ.
مشاركة :