ودعت محافظة عدن (جنوب اليمن)، أمس، محافظها السابق اللواء جعفر محمد سعد، إلى مثواه الأخير في مقبرة أبوحربة بمديرية البريقة عقب مراسم تشييع رسمية وشعبية تقدمها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وعدد كبير من المسؤولين الحكوميين والقيادات الأمنية والعسكرية وأقارب ومحبي الفقيد، وجمع غفير من المواطنين. وكان الرئيس هادي، ومعه مستشاره صالح عبيد أحمد، ونائب رئيس مجلس النواب محمد علي الشدادي، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية اللواء حسين عرب، وعدد من الوزراء ومحافظي عدن ولحج وأبين، وقائد قوات التحالف العربي بعدن العميد ناصر مشبب، وعدد من القيادات التنفيذية والعسكرية والشخصيات الاجتماعية وجموع من المواطنين، أدوا صلاة الجنازة على جثمان الشهيد اللواء جعفر محمد سعد ومرافقيه بجامع التوحيد في عدن. وعقب الصلاة على روح الشهيد عبّر هادي، عن حزنه العميق باستشهاد محافظ عدن السابق جعفر محمد سعد، الذي طالته يد الغدر والإرهاب وهو في طريقه إلى عمله ليقدم عمله الوطني خدمة للوطن والمواطنين في المحافظة، وأكد أن تلك العناصر الإجرامية التي تسعى في الأرض خراباً وتقتل الأبرياء لن تفلت من العقاب الرادع جرّاء أعمالهم الإجرامية. وقال هادي: إن رحيل اللواء جعفر في مثل هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الوطن يمثل خسارة كبيرة على الوطن الذي كان في أمس الحاجة له، لما يتمتع به جعفر، من حس وطني عالٍ، ويعمل بكل جهد وتفانٍ من أجل أمن واستقرار المحافظة وتطبيع الحياة فيها، وأضاف: اليوم نودع مهمة وطنية كبيرة وتظل مواقفه البطولية التي جسدها خلال مشوار حياته، خاصة خلال قيادته لمعركة تحرير عدن من الميليشيات الانقلابية التابعة للحوثي وصالح، حاضرة في وجداننا وشاهدة للعيان، وسيظل أبناء الشعب اليمني يتذكرون تلك المواقف الشجاعة التي سطرها دفاعاً عن كرامة وأعراض أبناء محافظة عدن، ودعا الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان. وعقب التشييع الرسمي، جرت مراسم التشييع الشعبي من جامع العادل في مدينة إنماء السكنية وسط إجراءات أمنية مشددة شملت انتشار عدد من المركبات العسكرية والأفراد، وبروز التواجد النسائي، حيث تمت الصلاة على روحه واثنين من مرافقيه لقوا حتفهم معه في الهجوم الإرهابي، عقب أداء صلاة الظهر، ومن ثم انطلق موكب التشييع بسيارات الإسعاف التي حملت جثامين ضحايا الإرهاب وأبرزهم المحافظ جعفر، وبمشاركة جمع غفير ضم مسؤولين ومواطنين مشوا سيراً على الأقدام صوب مقبرة أبوحربة، وتم دفن الجثامين، وردد المشاركون في التشييع الشعارات المنددة بالجريمة كونها استهدفت أبرز من حمل المشروع الوطني للنهوض بعدن، والهتافات التي ترحمت على أرواح الشهيد جعفر ومرافقيه. وبعد دفن جثمان الشهيد المحافظ جعفر، قال نجله محمد، حسبنا الله ونعم الوكيل والله وحده هو القادر على أخذ حقه وإنصافه، وأضاف: أن والده حي في قلوب كل محبيه، مستشهداً بقوله تعالى ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون. كما استعرض سعد محمد سعد شقيق اللواء الشهيد، مراحل الشهيد النضالية منذ تقدمه طلائع تحرير عدن مروراً بإصابته في الحرب وصولاً إلى توليه منصب محافظ عدن، وتطرق إلى حديث الشهيد قبل توليه منصب عدن بأنه إذا لم يستطع توفير الخدمات الأساسية لسكان ومدينة عدن، فإنه لن يستلم منصبه، وأفاد بأن ما أنجزه جعفر منذ توليه قيادة محافظة عدن على مختلف المستويات لم يرق لأعداء الحياة وعدن، ولهذا نفذوا جريمة اغتياله. وذكر مدير مكتب محافظ عدن السابق الدكتور رشاد شايع، أن المحافظ جعفر، كان يحمل مشروعاً وطنياً للنهوض بعدن وتحقيق طموحات وآمال سكانها وتحقيق الأمن والاستقرار، وأنه كان دائماً يشيد بالأدوار الإيجابية لدول التحالف العربي وفي مقدمتهم الإمارات والسعودية، وحث الأطراف والمكونات كافة التماسك والعمل بروح الفريق الواحد لمواصلة عملية تطبيع الحياة ودوران عجلة التنمية نحو الأمام والتصدي لمشاريع التخريب والفوضى والعنف.
مشاركة :