الشارقة في 30 أبريل/وام / قالت دراسة علمية حديثة إن الجهود الدولية للحفاظ على حيوانات معينة مهددة بالانقراض .. ساعدت بشكل غير مباشر في حماية العديد من الزواحف . وأوضحت دراسة شاملة عن الزواحف في العالم، أعدتها ونفذتها هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، بالتعاون والتنسيق مع عدد من الهيئات والمؤسسات العالمية المختصة في عالم البيئة والحفاظ عليها وصون التنوع الحيوي، /نيتشر سيرف، الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، و منظمة الحفاظ على البيئة العالمية/ احتمالية أن تكون جهود الحفاظ على الحيوانات الأخرى قد ساعدت في حماية العديد من أنواع الزواحف ونشرت الدراسة في المجلة العالمية الشهيرة "نيتشر"، /Nature/. وتضمنت الدراسة المنشورة في المجلة تحليلاً لأول تقييم شامل لمخاطر انقراض الزواحف في القائمة الحمراء، والتي وجدت أن 21٪ على الأقل من جميع أنواع الزواحف على مستوى العالم مهددة بالانقراض. وقد قام فريق بحث متخصص وكبير من 24 دولة من قارات العالم ، بتحليل احتياجات الحفاظ على 10196 نوعاً من الزواحف، مقارنة بالثدييات والطيور والبرمائيات، وشملت الزواحف في الدراسة السلاحف والتماسيح والسحالي والثعابين والتواتارا، وهي العضو الحي الوحيد من سلالة تطورت في العصر الترياسي منذ حوالي 200-250 مليون سنة ..يسلط الضوء على أهمية تحديد مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية. و قالت سعادة هنا سيف السويدي، رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة:" إن مثل هذا التقييم الشامل والدراسة الجديدة المهمة يزيد من فهمنا لحالة حفظ أنواع الزواحف التي تم تقييمها حتى الآن، حيث أنه يسلط الضوء على أهمية تحديد مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية، وتوفير الحماية للكائنات التي تتواجد خارج المناطق المحمية الحالية والنظام البيئي الهش الذي تعيش فيه قبل أن تخسرها الطبيعة بسبب التنمية، كما أن الدراسة لم تتجاهل أنواع الزواحف المتنوعة في المناطق القاحلة، التي تكيفت بشكل مثالي مع الظروف البيئية القاسية، وغالباً ما تكون ممثلة بشكل ضعيف في برامج الحفظ، حيث تم أخذها بعين الاعتبار وكانت جزءاً من الدراسة". من جانبه، قال جوهانس إلس، إخصائي الزواحف البرية في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة:" يوجد في دولة الإمارات العربية المتحدة 60 نوعاً من الزواحف الأرضية مسجلة حتى الآن داخل أراضيها، بما في ذلك الجزر البحرية، وأحد الأنواع مستوطن في دولة الإمارات العربية المتحدة، و هي الوزغة ورقية الأصابع الإماراتية ، و13 نوعاً مستوطنة في سلسلة جبال الحجر و20 نوعاً مستوطنة في شبه الجزيرة العربية". وأشار إلى أن غالبية الزواحف الأرضية في دولة الإمارات العربية المتحدة المنتشرة على نطاق واسع، تتواجد داخل منطقة محمية واحدة أو أكثر ، باستثناء بعض الأنواع المتوزعة في نطاقات محدودة خارج المحميات. ولفت إلى أن حالة القائمة الحمراء التي وضعها الاتحاد الدولي لصون الطبيعة /IUCN/ للزواحف الأرضية في دولة الإمارات العربية المتحدة، تظهر بأن ثلاثة أنواع معرضة لخطر الانقراض بشكل حرج، وستة أنواع معرضة للخطر. وقد كشفت الدراسة أن الجهود المبذولة للحفاظ على الثدييات والطيور والبرمائيات المهددة من المرجح أن تعود بالنفع على العديد من الزواحف المهددة بالانقراض، على الرغم من أن الزواحف معروفة جيداً بأنها تعيش في الموائل القاحلة مثل الصحاري والأراضي العشبية، إلّا أن معظم أنواع الزواحف تتواجد في الغابات، حيث تعاني ومجموعات الفقاريات الأخرى من التهديدات، مثل قطع الأشجار وتحويل الغابات إلى أراضي زراعية، كما وجدت الدراسة أن 30٪ من الزواحف التي تعيش في الغابات معرضة لخطر الانقراض، مقارنة بـ 14٪ من الزواحف في الموائل القاحلة. وبدوره، قال الدكتور بروس يونج، الرئيس المشارك للدراسة، رئيس خبراء الحيوان وكبير علماء الحفظ في "نيتشر سيرف"، لقد فوجئت بالدرجة التي يمكن أن تعمل بها الثدييات والطيور والبرمائيات معاً كبديل للزواحف، فمثل هذه الأخبار جيدة لأن الجهود المكثفة لحماية الحيوانات المعروفة ساهمت على الأرجح في حماية العديد من الزواحف، وحماية الموائل ضرورية للحفاظ على الزواحف والفقاريات الأخرى من التهديدات، مثل الأنشطة الزراعية والتنمية الحضرية". ولفت إلى أن الدراسة سلطت الضوء أيضاً على ما قد نخسره إذا فشلنا في حماية الزواحف، فإذا انقرض كل واحد من 1829 من الزواحف المهددة بالانقراض، فسنخسر 15.6 مليار سنة من التاريخ التطوري، بما في ذلك موائل لا حصر لها للكائنات الحية في بيئات متنوعة. ومن جانبه، قال نيل كوكس، الرئيس المشارك في الدراسة، مدير وحدة تقييم التنوع البيولوجي الدولي في الاتحاد الدولي لصون الطبيعة:" تشير نتائج التقييم العالمي للزواحف إلى الحاجة إلى تكثيف الجهود العالمية للحفاظ عليها، ونظراً لأن الزواحف متنوعة جداً، فإنها تواجه مجموعة واسعة من التهديدات في مجموعة متنوعة من الموائل، وبالتالي من الضروري وجود خطة عمل متعددة الأوجه لحماية هذه الأنواع، بكل التاريخ التطوري الذي تمثله". و لاحظ الباحثون أن تدابير الحفظ العاجلة والموجهة لا تزال ضرورية لحماية بعض أنواع الزواحف الأكثر عرضة للخطر، خصوصاً السحالي المستوطنة في الجزر و المهددة من قبل الحيوانات المفترسة وتلك التي تتأثر بشكل مباشر أكثر من قبل البشر، فعلى سبيل المثال، الصيد، وليس تعديل الموائل، و هو التهديد الرئيسي للسلاحف والتماسيح، و التي تم تصنيف نصفها معرض لخطر الانقراض. و تعتبر نتائج دراسة التقييم العالمي للزواحف كخط أساس يمكن استخدامه لقياس التغيرات في مخاطر الانقراض، وتتبع تقدم استعادة الأنواع بمرور الوقت، وستكون النتائج مفيدة أيضاً للمساعدة في توجيه تخصيص موارد الحفظ من خلال تحديد مناطق التنوع البيولوجي الرئيسية والأماكن الأخرى و التي تمكن الجهات المسؤولة من الحد من الانقراض. أما عن أوبراين، الرئيس والمدير التنفيذي في "نيتشر سيرف"، قال:" لا تُستخدم الزواحف في كثير من الأحيان لإلهام إجراءات الحفظ، لكنها مخلوقات رائعة وتؤدي أدواراً لا غنى عنها في النظم البيئية عبر الكوكب". وتابع: نستفيد جميعاً من دورها في مكافحة أنواع الآفات، والعمل كفريسة للطيور والحيوانات الأخرى، و أوضح: يتيح لنا تحليل التقييم العالمي الأول للزواحف تحديد الأماكن التي تحتاج فيها الزواحف إلى أكبر قدر من المساعدة، ويكون بمثابة خطوة رئيسية لمواجهة أزمة الانقراض العالمية لافتاً إلى أنه تم تعيين أكثر من 900 عالم للمساهمة في تقييمات القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة وقد ساعدت النتائج في إثراء هذا التحليل. و تعتبر أنواع الزواحف مهددة إذا تم تصنيفها على أنها معرضة للخطر أو مهددة بالانقراض أو مهددة بشكل حرج في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة ، ثراء الأنواع يشير إلى عدد الأنواع المختلفة التي تتواجد في منطقة معينة، و تدل الألوان الأكثر دفئًا /الأكثر احمرارًا/ على عدد أكبر من أنواع الزواحف المهددة.
مشاركة :