أكد مديرو فنادق ومجموعات فندقية في البحرين على زيادة كبيرة في نسب الاقبال على الحجوزات لقضاء عطلة عيد الفطر السعيد في البحرين، ما يشير الى انتعاش كبير في الصناعة الفندقية بعد عامين وصفا بالعصيبين للقطاع السياحي بسبب جائحة كوفيد-19 وما رافقها من تداعيات. وقدر المتحدثون لـ«الأيام» نسب الاشغال المتوقعة في الفنادق التي يديرونها ما بين 90-100% مع مدد إقامة طويلة نسبيًا مقارنة بمدة إقامة الزوار الاعتيادية في مثل هذه الاجازات. واعتبر المتحدثون أن زيادة الاقبال تعزز من مكانة البحرين واجهة سياحية مفضلة لدى العديد من الزوار، لا سيما من الدول الخليجية المجاورة، لافتين الى أن إزالة القيود المرتبطة بالجائحة قد مكنت القطاع الفندقي من إقامة الفعاليات والبرامج العامة التي تشكل عامل جذب أمام الزوار. من جانبه، أكد مدير إدارة التسويق والمبيعات في فندق الفورسيزن اسلام فؤاد على التحسّن الكبير في مستوى الاقبال على الحجوزات لقضاء عطلة عيد الفطر مقارنة بالعام الماضي. وقال فؤاد انه مستوى الإقبال جيد على الحجوزات الفندقية بشكل اولي، لافتًا الى عدم إمكانية إعطاء نسب مئوية دقيقة مع استمرار تلقي فورسيزن حجوزات قبيل بدء عطلة العيد. وأشار فؤاد الى أن هناك تقلبات كثيرة تتعلق بالقطاع الفندقي تحكمها مسائل كثيرة حيال الأوضاع في البلدان الأخرى، والقيود المتعلقة بالسفر، إلا أن القطاع السياحي قد بدأ بالفعل بالعودة شيئًا فشيئًا الى الوضع الطبيعي، دون التقليل من اعتبارات الحذر التي فرضتها جائحة كوفيد-19. وأضاف: «لكن بشكل عام نحن بدأنا بالعودة الى الوضع الطبيعي ولكن بشكل تدريجي، وهذا التحسن تعكسه بالطبع نسب الاقبال على الحجوزات». من جانبها، كشفت مدير عام منتجع وسبا قصر العرين ماري بيرنجير شابوتون لـ«الأيام» أن نسب الاشغال المتوقعة لعطلة عيد الفطر السعيد تصل الى 90%، معتبرة أن إزالة القيود التي فرضتها جائحة كوفيد-19 قد عززت من فرص إقامة الفنادق والمنتجات السياحية من البرامج والفعاليات الترفيهية التي ترفع من فرص الاستقطاب السياحي للزوار. واعتبرت شابوتون أن العامين الماضيين «عامي الجائحة» شكلا تحديًا حقيقيًا لصناعة السياحة والقطاع الفندقي بشكل عام، مع تراجع قدرة هذه الصناعة الحيوية على التحرك لزيادة الاستقطاب السياحي، ما انعكس سلبًا على نسب الاشغال في الفنادق. وقالت شابوتون: «لقد شكل العامان الماضيان تحديًا حقيقيًا لصناعة الفنادق والسياحة بشكل عام، لا سيما مع القيود والاجرءات التي فرضت للتصدي للجائحة». وتابعت «كان هناك قدرة محدودة لدى الفنادق والمنتجعات على تنظيم الفعاليات والمناسبات العامة. عندما نتحدث عن إجراءات التباعد وإلزامية الكمامات، ووضع نسب محددة لاستقبال الزوار في المنشأت، جميعها عوامل حدت من قدرات القطاع على تنظيم الفعاليات، وبطبيعة الحال انعكس هذا الوضع على نسب الاشغال في الفنادق بشكل عام». وأضافت: «الآن بدأنا نشهد زيادة كبيرة في نسب الاشغال، إذ يبلغ معدل الاشغال في قصر وسبا العرين أكثر من 90% خلال عطلة عيد الفطر السعيد، كذلك هذا التحسّن الكبير مكننا من إقامة الفعاليات والبرامج التي تعزز الاستقطاب السياحي، منها على وجه المثال إقامة فطور وغذاء العيد في الثالث من مايو، إذ يمكن للضيوف الاستمتاع ببوفيه فخم يشمل أطباق المأكولات البحرية المتنوعة والشواء، والمأكولات الشرق أوسطية الأصلية والمتوسطية والآسيوية». من جانبها، كشفت مدير إدارة مجموعة فنادق إليت البحرين جميلة مسلماني أن نسب الاشغال في مجموعة الفنادق التي تديرها خلال عطلة العيد تصل الى 100%، لا سيما بدءًا من ثاني أيام العيد. وقالت مسلماني إن مدة الإقامة لحجوزات إجازة العيد تُعد طويلة نسبيًا مقارنة بمدة الإقامة الاعتيادية للزوار في الاجازات الرسمية، ما سينعكس ايجابيًا على الانفاق السياحي في البلاد خلال العطلة. واعتبرت مسلماني أن زيادة الاقبال على قضاء إجازة العيد في البحرين يعزز من مكانة البحرين بوصفها واجهة سياحية مفضلة لدى العديد من الزوار، لا سيما من الدول الخليجية المجاورة. ولفتت مسلماني الى أن الفنادق قد وضعت خطة مدروسة للأسعارعبر طرح الكثير من العروض المميزة، وذلك بهدف زيادة الاستقطاب السياحي، لا سيما في ظل وجود واجهات سياحية منافسة من حيث الأسعار. وقالت مسلماني«بالطبع، نشهد اقبالًا كبيرًا على الحجوزات، وهذا الاقبال في تصاعد، لا سيما اعتبارًا من اليوم الثاني للعيد». وتابعت «من اللافت أيضًا أن مدة الإقامة هي طويلة نسبيًا مقارنة بمدة الإقامة الاعتيادية للزوار لقضاء الاجازات، وهذا بالطبع عامل إيجابي، ويدفع باتجاه زيادة الانفاق لكافة القطاعات المرتبطة بالقطاع السياحي». وتابعت «نعم العام الماضي كان هناك اقبال محدود وبحذر، وذلك بسبب الوضع الوبائي، وكذلك القيود المتعلقة بالسفر واعمار المسافرين، لكن الوضع الوبائي تغير الآن، كما أن إزالة إلزامية الكمامة، وفتح المنشأت بطاقتها الاستيعابية، جميعها عوامل عززت من فرص الاستقطاب السياحي». وحول الأسعار قالت مسلماني: «لقد وضعنا خطة مدروسة للأسعار، وذلك بعد الفترة العصيبة التي مر بها القطاع الفندقي والسياحي بشكل عام، بهدف الجذب السياحي وتعزيز قدرات البحرين على استقطاب الزوار خلال هذه العطلة في ظل وجود واجهات سياحية مختلفة تشكل أيضًا وجهات منافسة». وحول الفترة التي سبقت شهر رمضان المبارك لهذا العام، والزيادة التدريجية في واقع نسب الاشغال في الفنادق، قالت مسلماني: «عندما ننظر الى واقع نسب الاشغال قبل شهر رمضان هذا العام، لا سيما خلال إقامة سباقات فورملا واحد -التي شهدنا خلالها العديد من الفعاليات الثقافية والفنية- وصلت نسب الاشغال الى 100% على مدار أسبوعين، وهذا يعكس المكانة التي تتمتع بها البحرين سياحيًا، كواجهة سياحية مفضلة، وكذلك يعكس مدى تأثير نجاح إقامة الفعاليات الرياضية والثقافية وقدرتها على الجذب السياحي، وتنشيط القطاع الفندقي والقطاعات الخدماتية الأخرى». وتابعت «قبل جائحة كوفيد-19 كانت تصل نسب الاشغال في منتصف الأسبوع الى نحو 60%، ثم ترتفع في عطلة نهاية الأسبوع الى 100%، لكن هذه النسب لم نشهدها خلال العام الماضي 2021، وان كان الوضع الوبائي قد شهد بعض فترات التحسن بفعل حملات التطعيم، لكن بقي قرار السفر لقضاء الاجازات بالنسبة للزائر قرارًا حذرًا، وذلك بسبب الجائحة وما رافقها من تداعيات وقيود، وإجراءات مرتبطة بالتصدي للجائحة». وأضافت: «لذلك نتوقع هذا العام أن نعاود تسجيل نسب الاشغال التي كنا نشهدها ما قبل الجائحة، لا سيما بعد القرارات المتعلقة برفع الزامية الكمامات، وفتح المنشأت بكامل طاقتها الاستيعابية». من جانبه، أكد المدير العام بفندق داون تاون روتانا باتريس كورنيه على وجود مؤشرات إيجابية حيال نسب الاشغال خلال عطلة عيد الفطر السعيد، ما يشير الى فرص انتعاش واعدة لكافة المرافق الفندقية. واعتبر كورنيه أن تراجع القلق حيال الجائحة لا يجب أن يقلل من الحذر والاستعدادية أمام القطاع الفندقي والسياحي بشكل عام، لا سيما أن العالم لم يصل تمامًا لوضع اليقين ليقول إن الجائحة باتت شيئًا من الماضي. وقال كورنيه: «مع أن جائحة كوفيد-19 لا تزال موجودة، إلا أن ضيوفنا الآن هم أكثر ثقة بأننا تجاوزنا الأسوأ، اعتقد أن الأوان آن نقول إننا في الوقت المثالي للعودة إلى الوضع الطبيعي». وتابع «نعم هناك بعض الأوضاع التي تحتاج منا أن نبقى متأهبين وجاهزين لأي متغيرات، إلا أن مستوى الأعمال في الفندق يحمل مؤشرات إيجابية، لا سيما في شهر رمضان المبارك، إذ إن الإقبال على العروض الرمضانية للإفطار والغبقة هذا العام سجلت معدلات أعلى من نسب الإقبال في العام 2019، أي ما قبل الجائحة، وكذلك نسب الحجوزات لقضاء فترة العيد هي أيضًا تحمل مؤشرات إيجابية وواعدة جدًا، سواء على المدى القريب أو البعيد».
مشاركة :