قبل أن تتزوج

  • 5/1/2022
  • 01:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

من الضروري جدا أن يعي الإنسان أن معطيات زمانه ومكانه تؤثر بشكل أو بآخر في كيفية تكوين قراراته قبل اتخاذها، وأن القرارات الصحيحة هي التي تراعي الظروف والبيئة المحيطة بصاحبها. فالعزم والتوكل على الله تعالى، يتبعه العمل بالأسباب التي تشفع لصاحبها أمام النتائج المنتظرة في نهاية الرحلة. وقرارات الإنسان -غالبا- تعتبر نقلات نوعية من حال أو إلى مرحلة أخرى. وقرار الارتباط أو الزواج، هو أحد القرارات التي ترتقي بالإنسان من المسؤولية الفردية إلى المسؤولية المشتركة أو الجماعية.وهنا يستوجب على من اتخذ قرار الارتباط سواء أكان رجلا أو امرأة، أن يهيئ نفسه ويعدها للانتقال من الاحتياج الفردي إلى الاحتياج المشترك. ومراجعة الحسابات الشخصية على المستوى النفسي والمادي والصحي وغيرها بدقة وعناية تخفف من نسبة التصادم الذي لربما يواجهه الفرد في حياته الزوجية المقبلة. على سبيل المثال، البداية تكمن في القدرة على الاستعداد الفكري والعاطفي لأن بناء العلاقات المنتجة يحتاج إلى قاعدة سليمة وصحية حيث إن تأثيرها الخاص على الفرد والعام على المجتمع يستوجب العطاء الإيجابي. ثانيا، الإدراك الفعلي بحجم المسؤوليات المستجدة والمفاهيم القائمة على المشاركة ومعرفة الحقوق والواجبات لكلا الطرفين، ثالثا، تقديم التنازلات وكيفية رؤية الأمور بزوايا متعددة ومتى وكيف يكون التجاوز لاستمرار العلاقة الزوجية بسلام وبأقل الأضرار. رابعا، تقدير الذات ومعرفة مستوى الاحتياجات على الصعيد الشخصي وتطوير بعض الجوانب الخاصة وتحسينها لأن النفس مقبلة على الاحتواء والتقصير في ذلك يسبب ثغرات من شأنها أن تضعف العلاقة وبالتالي تختل الموازين الأسرية. خامسا، المشاعر مطلوبة وتساهم في صنع القرارات بين الطرفين ولكن حضور العقل يعتبر ضرورة لتحقيق التوازن بنسبة أكبر في معادلة الأخذ والعطاء بين أفراد الأسرة.سادسا، البحث عن الجوانب المشتركة بين الطرفين وتنميتها يسهل من عملية التوافق الذي يعين كلا الطرفين على الاستدامة المشتركة. سابعا، الاعتراف بوجود النقاط السلبية ومحاولة التخلص منها أو تغييرها قبل أو بعد الزواج يعتبر مؤشرا إيجابيا على قبول الحياة الزوجية والتضحية من أجل نجاحها. وأخيرا، يعتبر الاحترام ركيزة أساسية تبنى عليها القيم والمبادئ في العلاقة الزوجية على وجه الخصوص لأنه بمثابة قانون أخلاقي يرسم الحدود الخاصة ويوضحها لكلا الطرفين.وفي النهاية، يستمر التغير في الثبات بغض النظر عن متطلبات الفرد في أي زمان ومكان. والمرحلة الانتقالية في حياتنا تعتبر نوعا من أنواع التطور والاستعداد له يعتبر واجبا، ورفضه مرفوض، لأنه يعطل عجلة النمو الفردي والاجتماعي والوطني. وكل ما ذكرته أعلاه وأكثر، يعتبر متغيرات ثابتة والعاقل منا هو الذي يؤمن ويأخذ بها.@FofKEDL

مشاركة :