الاحتياطي الفيدرالي أمام مهمة دقيقة لإقامة توازن بين التضخم وخطر الوقوع في ركود

  • 5/1/2022
  • 11:08
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

سيكون المصرف المركزي الأمريكي، الثلاثاء والأربعاء أمام معادلة صعبة تتعلق بنسب الفائدة، وإلى أي حد ينبغي رفعها خلال السنة الحالية لاحتواء التضخم، من دون اغراق أكبر اقتصاد عالمي في الركود، ومن شأنها ضبط الطلب وابطاء ارتفاع الأسعار. وبحسب "فرانس برس"، باشر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في مارس الماضي، رفع هذه النسب بشكل حذر مع زيادة قدرها 0.25 نقطة مئوية كانت الأولى منذ 2018. وفي ختام اجتماع يستمر يومين، يتوقع أن تقر لجنة السياسة النقدية هذه المرة زيادة بنسبة 0.50 %. وكان جيروم باول رئيس الاحتياطي الفدرالي، أعلن شخصيا أن هذه الزيادة "ستكون مطروحة للبحث". وقال خلال ندوة لحكام المصارف المركزية على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي "من الضروري جدا إحلال استقرار في الأسعار، ورفع نسب الفائدة سريعا". وذهب بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، إلى حد التشديد على ضرورة اعتماد سياسة تدريجية في مواجهة التضخم المستمر بالارتفاع، وإزاء سوق العمل التي تشهد توترا. ويدعو البعض، إلى إقرار زيادات مماثلة خلال الاجتماع المقبل للاحتياطي الفيدرالي الأميركي يونيو المقبل. والتحرك بات ضرورة ملحة، فيما يسجل التضخم الذي فاقمته الحرب الروسية الأوكرانية، أعلى مستوياته منذ مطلع ثمانينات القرن الماضي. واظهر مؤشر "بي سي إي"، الذي يعتمده الاحتياطي الفيدرالي معيار، ارتفاعا في الأسعار بنسبة 6.6 % في مارس بمعدل سنوي. أما المرؤشر الآخر "سي بي آي"، الذي يعتمد طريقة حساب مختلفة، فأظهر أن التضخم بلغ 8.5 % وهي أعلى زيادة منذ ديسمبر 1981. ويجد مسؤولو المؤسسة المالية الأمريكية، أنفسهم على حبل مشدود، فبموازاة الضغوط التضخمية التي تغذيها الاغلاقات الأخيرة في الصين والتي فاقمت من مشاكل سلاسل التوريد العالمية، يسجل النمو تباطؤا في العالم. وتعتبر الأدوات المتاحة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، من الأكثر فاعلية لضبط الطلب وإبطاء وتيرة التضخم تاليا، فإلى جانب نسب الفائدة يتوقع أن يقر المركزي الأمريكي، بدء خفض خطط شراء الدين الضخمة التي تعد مرحلة أخرى رئيسية في عودة الوضع إلى طبيعته. وينبغي على مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، إقامة توازن دقيق من خلال تهدئة الطلب من دون لجمه، لأن الاستهلاك يبقى المحرك الرئيسي للنمو الأمريكي، حيث تراجع إجمالي الناتج المحلي الأمريكي 1.4 %، خلال الربع الأول من السنة الحالية. إلا أن غريغوري داكو كبير خبراء الاقتصاد في "إي بارثينون"، يرى أن ذلك لا يستلزم تغييرا في وجهة البنك المركزي الأمريكي، مشيرا إلى الطلب الداخلي القوي جدا. وقال خلال مقابلة مع فرانس برس، "الأمريكيون يسافرون مع أن بطاقات السفر مرتفعة الثمن، ويذهبون إلى السينما والمسارح فيما المطاعم ممتلئة". وعلى غرار الكثير من خبراء الاقتصاد، توقع أن يرفع الاحتياطي الفيدرالي نسب الفائدة بنصف نقطة مئوية خلال اجتماع الأربعاء والاجتماع المقبل في يونيو. وفيما لا يعتبر الركود وشيكا، لا يستبعد بعد الخبراء حصول ذلك في مطلع السنة المقبلة، في حال بقيت الأسعار مرتفعة رغم زيادة نسب الفائدة. وقال غريغوري باكو "عمل الاحتياطي الفيدرالي معقد جدا، بسبب الظروف الاقتصادية الداخلية التي يصعب فهمها، فضلا عن إطار الانتعاش الاقتصادي العالمي المتفاوت". وسيسأل جيروم باول خلال المؤتمر الذي يعقده ظهر الأربعاء، عن الزيادات المحتملة على نسب الفائدة، التي تنوي اللجنة النقدية إقرارها السنة الراهنة. وشدد غريغوري باكو، على أنه في حال أراد الاحتياطي الفيدرالي فعلا حصول عملية هبوط هادئة، أي بكلام آخر تشديد السياسة النقدية من دون إغراق الاقتصاد في ركود، "فيجب أن يشير إلى مكان وجود مدرج الهبوط، ومتى يتوقع الوصول إليه ما يشكل عنصرا أساسيا". لكن خبراء الاقتصاد في "بي ان بي باريبا"، يعتبرون أنه من غير المرجح أن يكشف جيروم باول رقما محددا، أو مستوى نسب الفائدة الذي يطمح إليه الاحتياطي الفدرالي خلال الاجتماع الحالي".

مشاركة :