مؤتمر المعارضة السورية خطوة مهمة على طريق الحل السياسي

  • 12/9/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

يسعى مؤتمر المعارضة السورية الذي بدأ اجتماعاته أمس بالرياض إلى صياغة ورقة موحّدة، وموقف موحّد، وتكون أهم أهدافه رحيل الأسد، والتفاوض لاستلام السلطة في سوريا من أجل مرحلة انتقالية، اتفقت عليها جميع الدول المشاركة في اجتماع فيينا الأخير. وتكمن أهمية مؤتمر المعارضة السورية المعتدلة الذي بدأ أعماله في الرياض أمس في أنه أول مؤتمر للمعارضة يعقد بموافقة ومباركة أممية بما في ذلك روسيا، وأنه أيضًا أول مؤتمر يشارك فيه مناهضو النظام السوري السياسيون والعسكريون باختلاف مذاهبهم وأعراقهم وانتماءاتهم السياسية من داخل سوريا وخارجها لتوحيد الصفوف استعدادًا لاجتماع جنيف المرتقب الشهر المقبل (يناير) والذي تعقد عليه الآمال في تنفيذ خريطة طريق لترجمة بيان (فينا-2) على ارض الواقع، والذي ينص على إقامة حكومة مؤقتة خلال 6 أشهر وانتخابات عامة خلال 18 شهرًا. ما يزيد من أهمية المؤتمر تزامن انعقاده مع القمة الخليجية التي من المتوقع أن تدعم هذه الخطوة. ويأمل المراقبون أن تكلل هذه الخطوة التي بادرت السعودية باتخاذها بالنجاح، وإقناع الجماعات العسكرية (15) فصيلا بالحل السياسي، لاسيما في ضوء الاتصال الذي جرى بين وزيري خارجية المملكة وروسيا عشية انعقاد المؤتمرللعمل من أجل التوصل إلى توافق بين جماعات المعارضة المعتدلة بشقيها المدني والعسكري، وما وفرته المملكة من تسهيلات لتوفير عوامل نجاح المؤتمر بعد أن بات من الواضح لدى كافة أطياف المعارضة السورية، وبعد حوالى 5 سنوات من اندلاع الأزمة، أن الحل العسكري لم ولن يؤدي إلى حسم النزاع، مع التسليم بأن الحل السياسي يعني أيضًا ضمن ما يعنيه إنهاء سلطة بشار الأسد وطرد جميع القوات الأجنبية من سوريا بما في ذلك داعش وجبهة النصرة والميليشيات الإيرانية والعراقية وحزب الله اللبناني، وذلك تطلعا نحو تحقيق اختراق في تلك الأزمة التي أدت إلى قتل أكثر من ربع مليون سوري وتشريد الملايين من أبناء هذا الشعب، مع الأخذ في الاعتبار أن نجاح مؤتمر الرياض سيعد خطوة مهمة على طريق إنجاح مؤتمر نيويورك حول الأزمة السورية الذي سيعقد يومي 18 و19 من ديسمبر الجاري بمشاركة روسيا ثم مؤتمر جنيف الذي سيعقد الشهر المقبل، وذلك لتمهيد الطريق أمام إعادة بناء سوريا وعودتها إلى حضن العروبة.

مشاركة :