تبقى "العيدية" من أهم المظاهر التي ما زالت متماسكة التي ينتظرها الصغار بشغف وحب مع صبيحة كل عيد، حيث تعد أحد التقاليد الاجتماعية التي تدعو إلى المحبة بين الناس جميعا، وتوارثتها الأجيال. وشهدت العيدية في السعودية تطورا في أساليب تقديمها وإهدائها للأطفال بأشكال وألوان متنوعة، حيث حرصت كثير من الأسر على التجديد والابتكار في تقديمها. وتحرص الأسر منذ وقت مبكر على تجهيز الهدايا لتوزيعها في صباح العيد، كموروث وتقليد أعتاد السعوديون عليها منذ القدم، حيث تعد من أهم مظاهر الاحتفال التي تكتمل بها فرحتهم وبهجتهم، وما زالت باقية وبأساليب تواكب العصر. ولم يقتصر تقديم هدايا العيد على صغار السن والأصدقاء، بل إن السعوديين وجدوا العيد فرصة لإهداء العمالة المقيمة في المملكة من هذه الهدايا، ومحاولة تخفيف غربتهم عن أهاليهم وأوطانهم. ويؤكد تربويون أن طريقة توزيع العيدية على الصغار تساعد على التصاق معنى العيد في أذهانهم وإحساسهم بروعة هذه الهدية بعد شهر الصوم، وأن لها تأثيرا نفسيا وشيئا من التشويق وإدخال الفرحة والسرور بشكل محبب. وقال إبراهيم الطرف إخصائي اجتماعي، إن لهدايا العيد قيمة اجتماعية وتربوية، وأثرا طيبا في النفوس، وإنها تنمي قدرة الطفل على التصرف، وأخذ القرارات فيما يمتلك من نقود، وتدربه في المستقبل على كيفية التصرف في أمواله، والتخطيط السليم لصرفها. وأضاف أن للعيدية أهمية خاصة، فهي تعني الكثير لدى الأطفال والكبار، حيث إنها إحدى العادات الجميلة التي يحرص عليها، وقال "أحرص على معايدة أبنائي وأبناء أقاربي وأصدقائي، إضافة إلى تجهيز بعض الهدايا للعمالة الموجودة لدينا". وشاركه الرأي الدكتور خالد المجري، وقال "تعد أيام العيد من أجمل أيام العام، فيترقبها الصغير والكبير لما فيها من أنس وفرح، وتتعدد مظاهر الاحتفال بالعيد عند الأطفال ما بين الأهل والأقارب، حيث يستقبلهم كبار السن بالابتسامة والهدايا العينية والمادية طيلة أيام العيد". إلى ذلك، أطلقت الهيئة العامة للترفيه "برنامج احتفالات العيد 2022"، الذي سيبدأ أول أيام عيد الفطر المبارك ويستمر حتى السادس من شوال في مختلف مناطق المملكة. وستنطلق الألعاب النارية احتفالا بالعيد في مختلف المناطق في التاسعة مساء باستثناء مدينة جدة التي ستنطلق فيها الـ 9:30، إلى جانب 14 عرضا مسرحيا، في خطوة تسعى من خلالها الهيئة إلى زيادة مظاهر الفرح والسعادة التي ترتبط بالاحتفاء بهذه المناسبة.
مشاركة :