ينتظر الأطفال في الشرقية أول أيام العيد بشغف لنيل «العيدية»، في عادة قديمة وموروثة من الآباء إلى الأبناء، لا يزال يتمسك بها الأهالي، ويحرص عليها الصغار والكبار، ويستعدون لها قبل العيد بعدة أيام من خلال توفير الأوراق النقدية الجديدة ذات الفئات المختلفة التي يطلق عليها بالتعبير الشعبي «الخردة» والتي يحاول الآباء توفيرها قبل حلول العيد. ويؤكد فاضل رمضان الحسين أنه يجهز فئات «الريال، والخمسة، والعشرة» التي لم يتم تداولها بلونها الزاهي في أيادي الأطفال الصغار، الذين يتراكضون نحو الأهل والأقارب، ليمدوا أياديهم الصغيرة، ليتناولوا العيدية، التي لا تزال عادة صامدة متأصلة في المجتمع الأحسائي، ويتضح ذلك جلياً في البلدات والأحياء الشعبية، رغم التطور والمدنية التي نعيشها حيث العيدية تبهج القلوب الصغيرة وتغمرها ببهجة العيد. ويشير الطفل عبدالله المبارك 12 سنة الى أنه ينتظر عيديته التي يحصل عليها من الأهل والجيران بشوق كبير، حيث يعتبرها أحلى ما في العيد، مضيفاً: إنه يحصل من والده على ما يقارب 100 ريال من فئة الخمسة ريالات، خلاف ما يحصل عليه من قبل الأهل والأقارب لتكون المحصلة في نهاية أول أيام العيد من 300 إلى 600 ريال، بينما يضع حسن القطيفي في محفظته كل ما جمعه من نقود، لافتاً بأنه سيحتفظ بها لشراء لعبته الإلكترونية المفضلة، وسيساعده والديه على إكمال ثمنها. فيما أكد السبعيني سلمان الراشد، أنه لا يتخلى أبداً عن إدخال الفرحة والسرور في عيد الفطر المبارك، على قلوب الأطفال بتوزيع العيدية التي يقدمها نقدية لأحفاده وجيرانه الصغار، مشدداً على أن هذه العادة وفرحتها تخلق أجواء حميمية بين الأطفال وكبار السن، معتبرها من المورثات المهمة التي يجب أن تستمر من جيل إلى جيل، مؤكداً أن كبار السن قبل العيد بأسبوع أو عدة أيام يحرصون على توفير الأوراق النقدية، لتوزيعها على الأطفال صباح العيد، وتحرص أم علي على توزيع العيدية على أبنائها والمقربين، مضيفة: إنها تصرف أكثر من ألف ريال في اليوم الأول كهدية للأطفال، هم يستحقونها فهذه فرحتهم بعد صيام شهر الله.
مشاركة :