العريفي المفتري والمفترى عليه

  • 12/9/2015
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

قبل كل شيء، وإحقاقا للحق، نعيد العنوان لأهله، بعد أن استوفينا حاجتنا منه، فهو ليس ابتكار صاحب هذه الزاوية، وإنما مضى قرابة نصف القرن على استخدامه من جانب الكاتب المصري الكبير أنيس منصور في كتابه: «عبدالناصر المفتري والمفترى عليه». افترى عبدالناصر رحمه الله في قضايا أمته، وحمّل أجيالا بعده مسؤولية الإخفاق لشعارات براقة تدعو لنصرة العرب وعزتهم ، فكانت الهزائم وكان الإذلال بديلا لثمرة العزة والكرامة المرجوة، فكانت جمهوريات وبادت ممالك كانت أفضل في الذكرى عند مواطن عربي لم تزده السياسة إلا سوءا ، ولم تزده الثورات إلا شراً، وكان عبد الناصر مفترى عليه إذ لم يكن فشله كقائد أمة في ذلك العصر إلا بفشل منظومات النخب التي من حوله، وكم من زعيم عادل أحاط به السيئون فأفسدوا تاريخه بفسادهم. أما الشيخ محمد العريفي فهو أكرم مثالا وأحسن مقالا ، غير أن التشابه في العنوانين هو أن العريفي الذي ينظر له على أنه افترى من جانب مناوئه، فهو من زاوية إقحام الدين في أخطاء بشرية وتحليلات سياسية ثم أخيرا وليس آخرا ما سجل عليه من خطأ في كلمات يقولها عادة شباب يجمعون الحداثة والجهالة والجرأة لتسجل على الشيخ الذي كما يحبه الملايين فإن ملايين الأعين تراقبه وآلاف منها على الأقل تنتظر سقطته. العريفي ومثله كثير من رجال الدعوة -لا نقول الدين لأن الدين في الإسلام ليس كهنوتا له رجاله- ينبغي أن ينأوا بأنفسهم عن مواطن السقطات فما قد يقبل من غيرهم قد لا يقبل منهم، خصوصا من يجرؤ من هؤلاء الدعاة على إلصاق أخطائه بهذا الدين العظيم وهم قلة غير أنها قلة مستفزة مسؤولة في انحراف كثيرين عن جادة الصواب. أما العريفي المفترى عليه، فهو ذاك الشيخ المحبوب الذي جمع العلم والأخلاق والحضور الجذاب وابتلي بحسادٍ كثر لو وجدوا بين أنفاسه هنة خطأ لأقاموا بها الدنيا ولم يقعدوها فيما هم في الخطايا يرفلون أو على الأقل لا يبالون.

مشاركة :