عقد في كامب ديفيد الأميركية، منتصف مايو (أيار) الماضي، اجتماع بين ممثلي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأميركي باراك أوباما وأعضاء حكومته، وسعى الاجتماع لتبديد مخاوف ودول مجلس التعاون، من اتفاق الإطار الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران لتسوية ملفها النووي، وأكد القادة الخليجيون التزامهم بالشراكة الأميركية الخليجية طويلة الأمد وتعهدوا بالاستمرار في تعزيز الروابط بين الولايات المتحدة الأميركية ومجلس التعاون لبناء علاقات وثيقة في كل المجالات لتعزيز أمن مجلس التعاون للمضي قدما بمصالحهم المشتركة في المنطقة. ومنذ قمة كامب ديفيد، أحرز مجلس التعاون والولايات المتحدة الأميركية تقدما كبيرا في العلاقات الاستراتيجية، وشكلت مجموعات عمل مختلفة بين الجانبين، شملت مجموعة العمل المشتركة الخليجية - الأميركية لمنظومة الدفاع الصاروخي ومجموعة الإمداد الخليجي الأميركي المشترك ومجموعة العمل الخليجية - الأميركية المشتركة للتدريب والتمارين العسكرية ومجموعة العمل الخليجية - الأميركية المشتركة للأمن البحري ومجموعة العمل الخليجية - الأميركية المشتركة لعمليات القوات الخاصة ومجموعة العمل الخليجية - الأميركية المشتركة لمكافحة الإرهاب. وفي هذا الإطار، عقد منتدى التعاون الاستراتيجي بين دول الخليج وأميركا، عدة اجتماعات خلال عام 2015، آخرها الاجتماع الخامس الذي عقد في نيويورك في سبتمبر (أيلول) الماضي، وسبقه أيضًا اجتماعات تحضيرية لكبار المسؤولين من الجانبين. ويتناول المنتدى عددًا من المواضيع السياسية، حيث أصبح آلية موازية توفر الإطار السياسي لاجتماعات وزراء الدفاع في مجلس التعاون والولايات المتحدة، ويوفر منهجًا متعدد الأطراف (بين منظومة مجلس التعاون والولايات المتحدة)، يمثل الأسلوب الشامل والمتكامل الذي يتبعه الجانبان لمواجهة التحديات في المنطقة. وفي إطار منتدى التعاون الاستراتيجي تعقد عدة اجتماعات مشتركة بين الجانبين في المجال العسكري والمجال الأمني (مكافحة الإرهاب، ومراقبة الحدود ومكافحة القرصنة)، والمجال السياسي والاقتصادي، واتفق الجانبان على إنشاء مجموعة عمل مشتركة للتحديات الإقليمية تعنى بمجالات الصحة العامة، إدارة الموارد الطبيعية، والعلوم والتكنولوجيا، والإغاثة في الكوارث البيئية والإنسانية. وتنفيذا للاتفاقية الإطارية للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والفني الموقعة بين الجانبين في سبتمبر 2012 في نيويورك، تم عقد عدة اجتماعات لمنتدى التجارة والاستثمار، كان آخرها منتدى الحوار الثالث في الدوحة في يونيو (حزيران) 2015م، الذي ناقش عددًا من المواضيع كمقترح الولايات المتحدة بشأن «إعلان المبادئ التجارية لخدمات تقنية المعلومات والاتصالات للولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي»، وسلامة الأغذية، وأفضل الممارسات الدولية لتسهيل التجارة، والمبادئ الخاصة بالاستثمار الدولي، والجمارك، وحقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع، إضافة إلى المواصفات والمقاييس، وحماية المستهلك، ومن المقرر عقد لقاء مشترك لممثلي القطاع الخاص من الجانبين في الربع الأخير من عام 2016م.