حذر مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين أنقرة من إرسال قوات إلى سورية على غرار تدخلها العسكري في العراق، بحسب ما نقلت عنه قناة "روسيا اليوم". وقال تشوركين في تصريحات صحافية بعد اجتماع لمجلس الأمن الدولي أمس الثلثاء (8 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، تناولت موضوع نشر القوات التركية في شمال العراق: "إننا نأمل في أن يساعد ما أعرب عنه أمين عام الأمم المتحدة وعدد من أعضاء المجلس من قلق، في تبريد سريعي الانفعال في أنقرة، لحملها على تسوية الوضع في العراق بصورة ترضي الحكومة العراقية". وتابع أن روسيا تأمل في ألا تقدم تركيا على "خطوات متهورة جديدة" سيما في أراضي سورية. واعتبر الدبلوماسي الروسي أن الخطوات التركية في العراق شكلت مفاجأة حتى بالنسبة لواشنطن. وقال إنه توصل إلى هذا الاستنتاج بعد زيارته لواشنطن يوم 7 ديسمبر/ كانون الأول ضمن وفد ضم المندوبين الدائمين لدى الأمم المتحدة، إذ التقى الدبلوماسيون مع عدد من المسئولين الأميركيين والرئيس الأميركي باراك أوباما. وأردف تشوركين تعليقاً على المحادثات مع المسئولين الأميركيين: "لا يمكنهم، طبعا، أن ينتقدوا حليفتهم تركيا بحضورنا، لكن كان من الواضح أنهم ليسوا مرتاحين للخطوات التي أقدم عليها الأتراك". وقال إن الوفد الأميركي خلال اجتماع مجلس الأمن الذي عقد وراء الأبواب المغلقة، اكتفى بالحديث بصورة عامة عن تصرفات أنقرة، ولم يؤيد فكرة وضع موقف موحد لأعضاء المجلس للرد على التطورات الأخيرة. ولم يصدر عن مجلس الأمن الدولي أي رد رسمي على قضية نشر القوات التركية في شمال العراق بعد انتهاء الاجتماع المغلق مساء أمس. وقال مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، هاليت جيفيك إن أنقرة وبغداد تستطيعان تسوية الخلافات التي نشبت بينهما في إطار محادثات ثنائية. وقال للصحافيين في نيويورك: "عندما أدركنا أنها مسألة حساسة جدا بالنسبة للجانب العراقي، بدأنا اتصالات ثنائية فورا لتسوية هذه القضية". وكان الجيش التركي قد نشر في شمال العراق قرب مدينة الموصل التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، كتيبة مجهزة بالمدرعات، بذريعة أن الهدف الأساسي وراء هذه الخطوة يكمن في تدريب القوات الكردية العراقية. لكن وزارة الخارجية العراقية اعتبرت ذلك تدخلا عسكريا في أراضيها وطالبت بسحب تلك القوات فورا.
مشاركة :