جمالية الالتقاء والتقارب الروائي بين 'عمر الغريب' و'عيد ميلاد أسمهان'

  • 5/4/2022
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

من صدف شغف قراءة الرواية العربية أن وضعت بين يدي رواية "عمر الغريب" للكاتبة المغربية سلمى مختار أمانة الله، ورواية " عيد ميلاد أسمهان" للكاتب الفلسطيني إبراهيم جابر إبراهيم. وهما روايتان صدرتا مؤخرا 21/22في فترة زمنية جد متقاربة. وتتناولان ثيمات متشابهة في المعنى والدلالات العميقة. كما لو أننا في أجواء من الالتقاء والتقارب الإبداعي الجميل، المتدفق من ينابيع الرؤيا الحدسية الحافرة في أعماق النفس البشرية. الروايتان في تآزر وتكامل فني جمالي، ودلالي فكري، لتسليط الضوء على جزء عضوي من الذات. إنه الجزء المنبوذ، المقصي، المنفي، والمبتور بعدوانية في القهر والهدر الذاتي، للآخر، "الغريب" والمختلف، كوجه آخر للذات، ندير له الظهر، بقسوة اضطهاد عنيف. قلما نعي وننتبه رعب الفعل الشنيع، ونحن نقبل على بتر جزء منا. دون وعي على أننا نتنازل عن رحابة الذات في امتدادها الأصيل، في قيمة واعتبار وتقدير الآخر/أنفسنا. العقل الساذج الغارق في النظرة المعيارية القدحية، لعماء بصيرته الجمالية، سرعان ما ينقب في ذلك الالتقاء والتقارب، عن التهمة الجاهزة للسرقة الفنية الأدبية. فيفوت على نفسه فرصة متعة القراءة والتفاعل الإنساني العميق، المطهر للذات من رواسب القهر الاجتماعي الثقافي، المتجذرة في أعماق النفس. تحتوي الروايتان على أبعاد ومستويات فنية جمالية، وفكرية ثقافية، متقاربة الى حد ما، دون أن يعني ذلك انها متماثلة. بل يعني ذلك نوعا من جدل التكامل بين الوجه والقفا. لكنني سأقتصر على تناول التجربة الوجودية للشخصية المحورية، ودينامياتها النفسية، في الروايتين معا. ففي الرواية الأولى نجد أنفسنا أمام الوصم الاجتماعي "اللقيط" عمر الغريب، والوصم السيئ نفسه في الرواية الثانية "العرجاء". وننظر هنا الى الوصم الاجتماعي، من زاوية المقاربة السوسيوثقافية، بأبعاد منهجية نفسية، على أنه عبارة عن كائن مسخ، أنتجه القهر الثقافي الاجتماعي/الهابيتوس. واستبطنته قهرا نفسيا وثقافيا واجتماعيا الشخصية الروائية، كقرين مهيمن ومتسلط اعتلى منصة الذات. وفرض سطوته الرهيبة عليها، محددا لها  صورة منفرة، ومشوهة تشطر الذات، وتمزق الوعي والرؤية،نحو نفسها والأخر والعالم. كما لو أنها في حرب هوية وانتماء طاحنة تسحق وجودها الإنساني الاجتماعي. أولا : التجربة الوجودية في الروايتين آلام الوصم الاجتماعي لقد عانى عمر الغريب كما عانت أسمهان آلاما كثيرة بسبب الوصم الاجتماعي، السيئ في تمثلاته الرهيبة، التي سلخت عنهما قيمتهما الإنسانية. خاصة وأن القهر الاجتماعي الثقافي ولد في أعماقهما دلالات جهنمية في عذاباتها البشعة، في وعيهما ونظرتهما الى الذات في وجودها المفلس. فالبنى الاجتماعية الثقافية تحاصرهما وتضيق الخناق عليهما، من خلال، نوع الانتماء الاجتماعي والعلائقي الذي تفرضه. سواء على مستوى المجال والحي والأعراف والجيرة والرفقة، أو على مستوى مختلف أشكال التواصل الثقافي، والتفاعل الاجتماعي اليومي، الذي ترسم دوائره الاعتقادية والأخلاقية، مرجعية الأطر الاجتماعية الثقافية الدينية التقليدية. حيث لا مكان "للقيط ولد الحرام" أو " للمعاق" من ذوي الحاجات الخاصة. خاصة بالنسبة للمرأة التي تشكو من إعاقة جسدية، أو " جمالية".  يلفظها المجتمع، ويحكم عليها بالتعذيب النفسي المستمر، والتنكيل بأحشائها النفسية والذهنية الممزقة أصلا، والمتشظية كأشلاء  خلفتها قنابل التمثلات العنصرية الأشد كراهية لقيمة الإنسان. فإزاء هذا العزل المشحون بالدونية والحرمان والازدراء والتبخيس، عرفت حياتهما تحولات خطيرة في تحديد نمط حياتهما. المشبعة بالدلالات السلبية القهرية، التي تغرقهما في العزلة الاجتماعية، مع العداء الصريح للذات والآخرين. كما أن القيم المجتمعية هي محط نقد ورفض وتشكيك، من طرفهما، بسبب قسوتها الشرسة في حقهما. وهذا ما ينعكس سلبا على علاقاتهما الاجتماعية، بما في ذلك الحالات العاطفية الواقعية/ المتخيلة، والرومانسية المتوهمة. فهي حالات/ هوامات ليست أكثر من  صرخة مؤلمة لنداء عميق للحب المفقود في حياتهما، باعتبارهما إنسان لا أقل ولا أكثر. يعني أننا أمام وضعيات إسقاطية أبعد من العلاقات الطبيعية الحقيقية. فحياتهما يميزها الشعور بالنقص والحرمان والدونية وانعدام التقدير الإيجابي اللامشروط ، بوصفهما إنسان. فهو لقيط، مجرد ابن حرام، ملوث بالخطيئة والفجور، والفعل الجنسي الشنيع، غير المرغوب فيه علنا، والمرحب به شهوة ومجونا سرا. إنه فضيحة طابو لا يمكن لمسه، فكيف يمكن التواصل معه، أو منحه جدارة العضوية الاجتماعية. أما أسمهان، فإن تعاني من النقص المضاعف والمزدوج، أولا لكونها امرأة في مجتمع أبوي يعاني تسلط الذكورة. ثانيا هي عرجاء فاقدة القيمة السلعية في التبادل الاجتماعي للنساء. والمعايير المجتمعية، المشبعة زورا بمكارم الأخلاق وتكريم الإنسان، تسحق وجودها وكرامتها الإنسانية. كما تسيطر عليهما – عمر وأسمهان- حالة نفسية من القلق والتيه، تورطها في جحيم الضياع، والوحدة المرعبة أبوابها المفتوحة على الانفصام، والجنون والموت القاتل. وهذا ما يجعل حياتهما بركانا لا يطاق. تحرقهما حمم من الاختلالات والاضطرابات المؤلمة. فتطغى عليهما أحاسيس فقدان الثقة والانكار، وانعدام الرغبة في الحياة. لأن الحزن والسوداوية القاتمة النابعة من الفراغ الوجودي تخيم على أعماقهما. هذا يعني أن كل تلك الآلام، هي من صميم تجربتهما في الحياة المسكونة بلوثة الفقدان في الاعتراف والحب والقيمة والاعتبار. حكم عليهما المجتمع بتزوير تجربتهما في الحياة، في استحالة الشعور بعيش الكينونة والصيرورة الحرة ذات الإرادة المستقلة. هكذا يبدو لهما الوجود الأصيل معلقا في سدرة المنتهى، نوعا من الخيال الجامح، الذي لا يمكن امتطاء صهوته إلا من خلال الهوامات والانفصالات المرضية. فواقع الوصم الاجتماعي يحشرهما في مزاجية معذبة، لاتبقي لها غير ممرات الحلول السحرية، التي تفتقر الى الأمل الحقيقي في نيل القبول والتقبل والاعتراف الاجتماعي. لذلك تتقوى في جوفهما دلالة الإدانة والنبذ والافلاس الوجودي، إنها دلالات خلفها القهر الاجتماعي الثقافي المولد للوصم الاجتماعي البغيض. آلام الانفصال والعزلة النفسية والنبذ العاطفي هكذا بالنسبة لعمر وأسمهان، تُولّد آلام الانفصال والعزلة النفسية والنبذ العاطفي كما هائلا من عذابات القلق. التي لا تخف وطأتها أبدا، وهي تتخذ صورا مختلفة. فتتراكم مشاعر الحقد والكراهية تجاه مجتمع لفظهما، وأسبغ على ذواتهما دلالات انعدام القيمة. وتحت ضغط هذه الآلام تتقوى عقدة الذنب والتأثيم، وما يرافقها من نقمة على الذات، الى حد الرغبة الدفينة في تحطيمها وتدميرها نهائيا. لأن نداء الحب لم يجد له أية استجابة: أنا غير محبوب إذن، أنا غير موجود. لهذا تسيطر عليهما المزاجية والرغبة في الموت. فقد غرس المجتمع في أعماقهما صورة حول الذات، مشوهة تمنع التوافق النفسي والاجتماعي. ولا تترك لهما هذه الصورة الأقرب الى المسخ" ولد الحرام" أو العرجاء، أي ممرات للتصالح مع الذات والمجتمع. وأخذ المسافة النقدية إزاء تمثلات القهر الاجتماعي الثقافي. بما يسمح بعيش الوجود الأصيل، في صورة تجربة حياة حقيقية، في كينونتها وصيرورتها. لكنهما للأسف أكرها على ارتداء جبة الاحتقار والنبذ التي نسجها خفاشالوصم الاجتماعي، الذي لم يترك لهما في معاييره وقيمه وقواعده الأخلاقية والثقافية أية إمكانية للحياة، كمشاريع وجودية مستقلة في الإرادة والكينونة والصيرورة. ونتيجة الآلام التي يكابدان لهيب نيرانها، فإنهما في وضعية من يطلب الرحمة، أو يستغيث كنداء إنساني، قبل حدوث الكارثة. التي أنهت حياتهما بشكل مروع، فالدكتور قتله ذلك الكائن المسخ الذي شكله القهر الاجتماعي الثقافي: عمر الغريب. وتلبس إنسانا رغما عنه في هويته وانتمائه. ذنبه الوحيد أنه ولد خارج القواعد الأخلاقية " الشرعية" المتحكمة في الرغبة والجسد. ذلك المسخ الشيطاني الذي تكون في رحم الحكم القاسي للنظام الأخلاقي، هو الذي أنهى حياة الدكتور المسمى عمر الغريب.. بينما تحايلت العرجاء بغدر ماكر خبيث على أسمهان، فأحاطتها بالنيران، في محرقة بشعة لم ترحم عذاباتها وآلامها. ولم تكتف العرجاء بعزلها وتحطيم كيانها، والزج بها في محراب المتخيل الجنوني للانفصام الذاتي. هذا المسخ تقمص روحها في وعي جندري خبيث لسطوة وتسلط الذكورة. فلم تكتف العرجاء، هي الأخرى، بعزل أسمهان. وهي تحاصرها بلعنة الانفصال والوحدة بعيدا النبض والتفاعل المجتمعي الإنساني. بل ذهبت بعيدا في تحطيمها وسحقها، بعد تعذيبها نفسيا ونبذها اجتماعيا وعاطفيا، الى اشعال النيران في جسدها الإنساني، كما لو كانت قشة برية مرمية في العراء. كم هو مؤلم أن يقوم القهر الاجتماعي الثقافي بتصفية إنسان بيننا. لم يناصبنا العداء، ولا بدر منه الأذى، ونخرج في الناس دون أن يرف لنا جفن الضمير الأخلاقي الإنساني، صارخين زورا وكذبا وبهتنا: لقد انتحر عمر، أو التهمت النيران أسمهان. دون أن ننتبه الى الحقيقة العارية التي تفضحنا: إنه موت الغدر والعزل والاقصاء والنسيان... ثانيا: الديناميات النفسية نتيجة المسخ الاجتماعي الثقافي الذي استوطن أعماقهما، سيطرت حالة من فقدان الأمل والقنوط واليأس، الحافر في تجاويف القلب أخاديد سوداوية، من المزاجية والتذبذب والاضطراب النفسي. صارت نظرتهما سلبية تجاه الحياة، مما انعكس سلبا على سيرورة اندماجهما الاجتماعي العاطفي. وهذا راجع الى ديناميات نفسية يتحكم فيها قهريا التجاذب الوجداني. فغالبا ما تتحول مشاعرهما النبيلة المفعمة بالثقة والفرح، الى مشاعر وعواطف اضطهاد عدواني تجاه الآخرين. فالبنى النفسية العميقة في اللاوعي مأسورة بالاختلالات والاضطرابات. هكذا تنكر عمر الغريب للأسرة التي احتضنته، وقابل سي علي بجفاء لا يخلو من عدوانية، فيها الكثير من السخرية والاستهزاء. لأنه مدفوع  برغبة دفينة لتحطيم الصورة البشعة للمسخ" الغريب" الذي تلبس كيانه، كولد حرام، لقيط، منبوذ. فهو إزاء هذا الموقف يسقط تلك الصورة التي استوطنت أعماقه من النبذ والاقصاء والبؤس الهوياتي والذاتي، على سي علي، الذي يشبه هنا المرآة العاكسة للفقر والبؤس الاجتماعي. أي كل ما يمكن أن يعكس مأساته وبؤسه الشخصي وتاريخه الفردي كلقيط غير مرغوب فيه، محروم من الحب والاعتراف. يرفض هذه الصورة في الآخر لأنها تفجر في أعماقه آلاما معنوية فظيعة في عذاباتها، بالإضافة الى حالات من الذعر الوجودي. والشيء نفسه عاشته أسمهان في علاقاتها بالعنف الرمزي وهي طفلة صغيرة. كان عليها أن تحمل عبء همجية اللغة، وشراسة الدلالات، والنظرة الشبيهة بالألغام للانفجار في أي لحظة من التفاعل والاحتكاك الاجتماعي. في صغرها تعلمت حرب الكلمات الساخرة، والعيون المعبأة بديناميت الازدراء والاحتقار، وبفوبيا المس الجني والشيطاني.كما ترسبت في ذاكرتها الآلام المثقلة بالحقد الصامت التي كابدها أفراد أسرتها، إزاء نظرات وسخرية الآخرين من طفلتهم. هكذا لوثت وجاهتهم الاجتماعية، وحطت من قيمتهم واعتبارهم الاجتماعي، وسط الناس الأقرب الى الوحوش الكاسرة المفترسة. لذلك  تعقدت خصائص عمر وأسمهان النفسية، فدفعا الى العزلة والغربة دفعا شنيعا. وقع ذلك هروبا من كارثة انعدام القيمة التي تهددهما بطيف المسخ القرين: عمر ولد الحرام، و"العرجاء".  مارس هروبهما من ذاكرة الماضي، وتنكرهما لجميل الآخرين،بحثا عن التوازن الوجودي المفقود. هكذا نفهم استعلاء عمر من سي علي  الذي جاء لزيارته بملامحه وشكله البسيط المتواضع، الغارق فقرا وتهميشا. وأيضا حطمت دورية المزاج أسمهان بين التفاؤل والتشاؤم، بين الأحلام والهوامات المرضية. وبين تمزق الوعي الجسدي وتشظي الوعي الجندري. وقوة التذمر والإحباط يسرعان الانهيار بفعل عصاب الفشل في انتزاع الحب المفقود والقيمة الانسانية. كل هذا يتحكم في ردود أفعالهما بسبب هشاشة البنى النفسية الداخلية التي سحقها القهر الاجتماعي الثقافي لمسخ التمثل الذي احتل نفسيتهما ولاوعيهما. الشيء الذي أدى الى افتقارهما الى المرونة التي هي شرط ضروري للإشباع البديل، أو الحلول التعويضية. كما حدث بين عمر الدكتور وزوجته أحلام. أو مع أسمهان في علاقاته العاطفية والاجتماعية. هكذا كان مسخ العرجاء وعمر الغريب أقوى منهما. فعاش معا بخنوع وخضوع تحت وطأة عذابات هذا المسخ، الذي أغرقهما في سلوكات نزوية تدميرية. وفي ظل هيمنة القلق الوجودي، وسطوة الاضطرابات والتخيلات المرضية، الأقرب الى الوسواس القهري، النابع من مشاعر الفقدان والبؤس والفراغ الوجودي، مع كم هائل من عذابات  ألم متجذر في نرجسية الذات المحطمة. تكثر الى حد الحصار الشديد صور الخراب والنهايات الحزينة في القتل والموت والتدمير. ثالثا: استراتيجية الكتابة الروائية لن يستطيع القارئ أن يتجاهل الالتقاء والتقارب الكبير بين رواية عمر الغريب، ورواية عيد ميلاد أسمهان. هناك إضاءة جميلة فنيا وجماليا للمسخ الثقافي والاجتماعي الذي نحمله في أعماقنا. كرؤى وتصورات ومعتقدات ونظام قيمي أخلاقي. ونحرص فكريا وثقافيا ودينيا على معاودة إنتاجه في العلاقات الاجتماعية. بدعوى الدفاع عن القيم والقواعد الأخلاقية، دون وعي بتحطيم واستباحة حياة الآخرين نفسيا ووجوديا. في نظرتنا وتعاملنا ومواقفنا من "اللقيط"، ومن ذوي الحاجات الخاصة. كما لو كانوا يعيشون عقابا غيبيا ودينيا سلط عليهم من السماء لذنب مجهول اقترفوه في لحظة خارج الزمن ومفارقة للتاريخ البشري. الجميل في الروايتين أنهما تطرحان براديغم جديد في علاقتنا ب " ولد الحرام" " والعرجاء" بتغيير النظرة التي كانت تستهدف الأبرياء، وهي تسقط عليهم كل الإثم الشنيع، الى وضع القهر الاجتماعي الثقافي في قفص الاتهام باعتباره المسؤول عن قيم العنصرية والكراهية وعزل الآخر. من خلال أنواع من كائنات المسخ التي يستبطنها الأبرياء منذ ولادتهم، عبر التنشئة الاجتماعية الثقافية. وخلال التفاعل والتواصل في الدوائر المجتمعية من الأسرة الى المؤسسات المدرسية والاجتماعية، مرورا بعلاقات المجال الخاص، في الشارع والحي والجيرة.... وجه آخر من المسكوت عنه، أو بتعبير أدق إنها ثيمة اللامفكر فيه، التي آن الأوان لممارسة التفكير النقدي نحوها بجرأة ودون هوادة. باعتبارها جزءا عفنا من الذات لاينبغي التساهل معه في النقد الذاتي والمحاسبة العسيرة، خاصة وأن التستر على ذلك، يعني استمرار الآلة الرهيبة في إنتاج المسخ البشري. وسلخ القيمة الإنسانية ليس فقط من الأبرياء، بل أيضا من ذواتنا. هكذا قلّما تم الانتباه الى أن ما ننفر منه أخلاقيا واجتماعيا، ونظرة وسلوكا ومواقفا، كامن خلف عيوننا في الثقافي الاجتماعي الذي يشكل نظرتنا ورؤيتنا للذات والآخر والعالم. المسخ داخلنا وليس خارجنا، ويكفي تكريسا وإنتاجالهذا الموات للاضطهاد الأبدي الذي ننتجه باستمرار في حق أنفسنا، والآخرين.

مشاركة :