كشفت دراسة نشرت اليوم الخميس، أن السياسة الصارمة في مكافحة "كوفيد-19" التي تنتهجها بكين ، أفقدت الصين "الكثير من جاذبيتها" بالنسبة إلى العديد من الشركات الأوروبية جراء تعطل شبكات الإمداد وتباطؤ النشاط وانخفاض اليد العاملة. ويسعى ثاني أكبر اقتصاد في العالم للقضاء على أي بؤرة لفيروس كورونا بمجرد ظهورها من خلال عزل مناطق محددة وإجراء فحوص جماعية، لكن المتحور أوميكرون شديد العدوى يعقد هذه الاستراتيجية. وذكر تقرير صادر عن غرفة تجارة الاتحاد الأوروبي في الصين، أن عمليات العزل في عشرات المدن الصينية هذا العام تسببت في "اضطرابات على نطاق ضخم". وأضاف التقرير الذي أعد نهاية أبريل وشمل أكثر من 30 عضوا: "بينما كان للحرب (في أوكرانيا) تأثير على الشركات الأوروبية الناشطة في الصين فإن (كوفيد-19) يمثل تحديا أكثر إلحاحا وتسبب في تراجع كبير في ثقة المؤسسات". وبدأ ما يقارب ربع المستجوبين، في التفكير في نقل استثماراتهم الحالية أو المخطط لها من الصين إلى أسواق أخرى، وهو رقم تضاعف في غضون شهرين. وأظهرت الدراسة أن ما يقارب 60% خفضوا توقعاتهم للإيرادات لهذا العام، بينما شهد حوالي الثلث تراجعا في اليد العاملة. ولاحظت معظم الشركات أيضا تأثيرا سلبيا على شبكات الإمداد مع صعوبات في الحصول على المواد الأولية والمكونات أو تسليم السلع النهائية. وقالت غرفة التجارة الأوروبية، إن "السوق الصينية فقدت الكثير من جاذبيتها بالنسبة للعديد من المستجوبين". وقال رئيس الغرفة يورغ ووتكي للصحافيين: "السوق الصينية أصبحت شديدة التقلب". وأضاف أن "عزل مدينة شنغهاي وشلها خلق صدمة حتى لدى الشركات الأم" للمجموعات الناشطة في الصين، متسائلا: "متى سينتهي كل هذا؟". وأشار ووتكي، إلى أنه في ظل هذه الظروف "قد تصبح الصين ضحية نجاحها السالف". وفقا للدراسة، تأثرت الشركات أيضا بالحرب في أوكرانيا ما أدى إلى اضطرابات في الخدمات اللوجستية مع أوروبا. وتؤكد الدراسة على حاجة الشركات للاستعداد "لصدمات مستقبلية" محتملة، لاسيما "احتمال تدهور العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين".
مشاركة :