موسكو – الوكالات: أعلنت موسكو أمس أنّ الجيش الروسي أجرى في جيب كالينينجراد محاكاة لعملية إطلاق صواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية، في وقت تواصل فيه القوات الروسية حملتها العسكرية في أوكرانيا. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنّه خلال مناورات عسكرية في كالينينجراد، الجيب الروسي المطلّ على بحر البلطيق والواقع بين بولندا وليتوانيا، الدولتين العضوين في الاتحاد الأوروبي، أجرى الجيش الروسي أمس محاكاة لـ«عمليات إلكترونية لإطلاق» منظومات إسكندر الصاروخية الباليستية المتنقلة القادرة على حمل رؤوس نووية. وبحسب البيان فإنّ القوات الروسية نفّذت ضربات فردية ومتعدّدة على أهداف تحاكي قاذفات صواريخ ومطارات وبنى تحتية محميّة ومعدّات عسكرية ومراكز قيادة لعدو وهمي. وبعد تنفيذها هذه الطلقات «الإلكترونية» أجرت القوات الروسية مناورة لتغيير مكانها من أجل تجنّب «ضربة انتقامية محتملة»، بحسب وزارة الدفاع. كما نفّذت الوحدات القتالية محاكاة لـ«عمليات في ظلّ ظروف تلوث إشعاعي وكيميائي». وشارك في هذه التدريبات أكثر من 100 عسكري، بحسب البيان. وكانت روسيا قد وضعت قواتها النووية في حالة تأهب قصوى بعيد إرسالها قوات إلى أوكرانيا في 24 فبراير. وهدّد بوتين بالانتقام «بسرعة البرق» إذا ما حدث تدخل غربي مباشر في النزاع الأوكراني. ويقول مراقبون إنّ التلفزيون الحكومي الروسي حاول في الأيام الأخيرة جعل استخدام الأسلحة النووية أكثر قبولاً لدى الجمهور. ويوم الثلاثاء قال ديمتري موراتوف، وهو رئيس تحرير صحيفة روسية مستقلة حائز جائزة نوبل للسلام، إنّه «منذ أسبوعين، نسمع على شاشات التلفزيون أنّه ينبغي فتح الصوامع النووية». ويأتي إعلان هذه المحاكاة في اليوم السبعين لبدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وبعدما أرسل قوات إلى أوكرانيا في أواخر فبراير وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديدات شبه صريحة باستعداده لنشر أسلحة نووية تكتيكية. في غضون ذلك توجهت قافلة جديدة تابعة للأمم المتحدة الى مجمع آزوفستال الصناعي، بهدف إجلاء المدنيين المحاصرين فيه، وفق ما أعلن مسؤول أممي أمس. وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف الشؤون الإنسانية مارتن جريفيث خلال مؤتمر في وارسو: «اليوم، في الوقت الذي نتحدث فيه، تتجه قافلة لبلوغ آزوفستال بحلول صباح الغد (الجمعة) مع أمل بإجلاء ما تبقى من المدنيين الموجودين في هذا الجحيم القاتم منذ أسابيع عدة وأشهر، وإعادتهم بأمان». وتشكل هذه القافلة محاولة جديدة لإجلاء مدنيين بعدما قالت الأمم المتحدة والصليب الأحمر يوم الثلاثاء إن 101 مدني أخرجوا من الأنفاق في مصنع آزوفستال للصلب في مدينة ماريوبول. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد قالت في بيان مساء الأربعاء إن «القوات المسلحة الروسية ستفتح ممرا إنسانيا من الساعة الثامنة إلى 18:00 بتوقيت موسكو (05:00 إلى 15:00 ت.غ) في الخامس والسادس والسابع من مايو، من موقع مصنع آزوفستال للمعادن لإجلاء المدنيين». وأضافت: «خلال هذه الفترة ستوقف القوات المسلحة الروسية ووحدات جمهورية دونيتسك الشعبية إطلاق النار والأعمال العدائية من جانب واحد». وأكدت أنه سيسمح للمدنيين الذين لجأوا إلى المجمع الصناعي بالتوجه إلى روسيا أو الأراضي التي تسيطر عليها كييف. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في رسالته اليومية بالفيديو إنه تم إجلاء 344 شخصا يوم الأربعاء من ماريوبول والمناطق المحيطة بها إلى مدينة زابوريجيا الخاضعة لسيطرة أوكرانيا على بعد حوالي 230 كيلومترا.
مشاركة :