تشعر بعض النساء بالحزن والتوتر والقلق بعد الولادة بدلا من الفرح والسعادة. ويعرف هذا الشعور باسم “اكتئاب ما بعد الولادة”، والذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى اكتئاب حقيقي. وأوضحت الجمعية الألمانية للطب والعلاج النفسي أنه عادة ما تعاني المرأة بعد الولادة من الإنهاك الشديد وقلة النوم، إلى جانب التغييرات الهرمونية التي تطرأ عليها، فضلا عن أنها قد لا تتلقى الدعم والمساعدة من زوجها أو عائلتها بصورة مستمرة، ما قد يتسبب في إصابتها باكتئاب ما بعد الولادة. وأضافت الجمعية أن اكتئاب ما بعد الولادة يستمر لعدة أيام أو أسبوعين على الأكثر، مشيرة إلى أن أعراض هذا الاكتئاب تتمثل في أن تصبح الأم شديدة الحساسية وسريعة الغضب مع تعرضها لنوبات بكاء، وأن هذا الاكتئاب لا يصيب سوى 10 إلى 15 في المئة من كل النساء حديثات الولادة، لكن يمكن أن يتطور إلى الإصابة باكتئاب حقيقي. وتتمثل أعراض هذا الاكتئاب في فقدان الأم الأمل في الحياة بعد الولادة وتقل توقعاتها بمعايشة أي شعور بالسعادة في المستقبل وينتابها شعور مستمر بالخوف من إصابة طفلها بالسوء وكذلك تتمنى العودة لحياتها قبل الولادة، الأمر الذي يقض مضجعها ويسلب النوم من عينيها. الزوجة قد لا تتلقى الدعم والمساعدة من زوجها أو عائلتها، ما قد يتسبب في إصابتها باكتئاب ما بعد الولادة وأشارت الجمعية إلى أن هناك حالة أخرى من الاكتئاب تتوسط اكتئاب ما بعد الولادة ومرض الاكتئاب المستمر لفترات طويلة، ألا وهي “اكتئاب النفاس”، حيث تُصاب المرأة خلال الستة إلى الثمانية أسابيع الأولى بعد الولادة بالخوف وفقدان الدافعية. وقد يتحوّل اكتئاب النفاس هذا إلى اكتئاب حقيقي، لكن ليس بالضرورة أن يحدث ذلك دائما؛ حيث يتوقف هذا الأمر على كم الأعباء التي تُثقل كاهل المرأة بعد الولادة. وإذا لم تفلح هذه الوسائل في تحسين الحالة، فينبغي حينئذ استشارة طبيب نفسي للخضوع للعلاج النفسي. وفي الحالات الشديدة يمكن اللجوء إلى الأدوية النفسية كمضادات الاكتئاب.ولمواجهة هذه الأعراض، أوضحت الجمعية أنه ينبغي أن تحصل المرأة على قسط كاف من النوم، كما يمكن للزوج أن يلعب دورا مهما من خلال تحمله بعض المسؤوليات لتخفيف الأعباء الواقعة على الأم. وتعاني معظم الأمهات الحديثات من اكتئاب ما بعد الولادة والذي يشتمل في العادة على تقلُّبات في المزاج ونوبات من البكاء والقلق وصعوبة في النوم. وتبدأ حالات الكآبة النفاسية خلال يومين أو ثلاثة بعد الولادة، وقد تستمر لمدة أسبوعين. لكن بعض الأمهات الجديدات قد يعانين من أشكال من الاكتئاب أكثر حدة وأطول زمنا، وتعرف باكتئاب ما بعد الولادة. وبشكل نادر، قد يظهر اضطراب في المزاج بعد ولادة الطفل يسمى ذِهان ما بعد الولادة. ولا يعد اكتئاب ما بعد الولادة خللا أو ضعفا في الشخصية، ولكنه ينتج في بعض الأحيان من مضاعفات الولادة. تخفيف العبء على المرأة يجعلها أكثر تقبلا للحياة تخفيف العبء على المرأة يجعلها أكثر تقبلا للحياة وقد تخطئ الأم في التفرقة بين اكتئابِ ما بعد الولادة والكآبة النفاسية، لكن علامات وأعراض اكتئابِ ما بعد الولادة تكون أكثر كثافة وتدوم لفترة أطول، وقد تتداخل في النهاية مع قدرتهاِ على العناية بطفلها والتعامل مع المهام اليومية الأخرى. وعادة ما تظهر الأعراض في غضون الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة، ولكنها قد تبدأ في وقت مبكر، أي أثناء الحمل، أو تظهر في وقت لاحق حتى سنة بعد الولادة. وتتضمن علامات وأعراض اكتئابِ ما بعد الولادة ربما الشعور بالاكتئاب أو التقلُّبات المزاجية الحادة والإفراط في البكاء وصعوبة التعلق بالطفل والابتعاد عن العائلة والأصدقاء، وكذلك فقدان الشهية أو تناول المزيد من الطعام بشكل يفوق المعتاد، وعدم القدرة على النوم (الأرق) أو النوم لفترات طويلة، والتعب البالغ أو فقدان الطاقة، وقلة الاهتمام ونقص الاستمتاع بالأنشطة التي كانت تبعث على المتعة والتهيُّج الشديد والغضب. كما تنتاب الأمهات حديثات الولادة أحاسيس انعدام القيمة، أو الخزي، أو الذنب أو العجز، وانخفاض القدرة على التفكير بوضوح، أو التركيز، أو اتخاذ القرارات، ونوبات قلق أو هلع شديدة وأفكار إيذاء النفس أو إيذاء الطفل وتكرار أفكار الموت أو الانتحار.
مشاركة :