قبل أربع سنوات، كتبتُ مقالاً عن يوم التخطيط السعودي، والذي فكَّرَت في تفعيله شابَّةٌ سعوديةٌ تُدعى مرام، وكم كنتُ أتمنّى أن يستمر تفعيل هذا اليوم لسنوات؛ لأهمية التخطيط. اليوم.. وأنا أمارسُ العمل التربويّ في مجال التخطيط والتطوير، عرفتُ أهمية أن يكون التخطيط جزءًا من حياتنا على المستوى الشخصيّ والمهنيّ، من أجل أن نكون عناصر فاعلة، مساهمة في تحقيق خطط التنمية. على مدار يومين التقى المخطّطون في إدارات التعليم على أرض جازان بمعالي وزير التخطيط الدكتور عبدالقادر الفنتوخ، والذي أشار في كلمته الافتتاحية للقاء إلى أننا مقبلون على مرحلة تعلن فيها الوزارة رؤيتها الجديدة، وخطّتها الإستراتيجية بعد عملية الدمج بين وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي، وأننا أمام تحديات إقليمية وعالمية تدعو لرفع مستوى الطموح، والعمل الذي لابدّ أن يواكب متطلّبات المرحلة عبر مشروعات ومبادرات نوعية تحقّق لنا مصافَّ الدول المتقدّمة، فنحن في عصر لا يعترفُ إلاَّ بالريادة، ونحن بكل طاقاتنا الفكرية والمادية على مستوى التحدّي. من أجل تحقيق الأهداف المرجوّة لابدّ من الإيمان بأهمية التخطيط الجيّد القائم على أسس علمية، ومع تبنّي الرؤى والتوجّهات الوزارية نستطيع أن نحلّق في تطلّعاتنا، وخطط كل إدارة تعليمية بما يواكب إمكاناتها وقدراتها، وفق تشخيص واقعها. نحن إن آمنّا بقدراتنا، وطبّقنا ما تعلّمناه ومارسناه، واقتنعنا بأهمية التخطيط الجيّد، وبمصداقية عالية في تشخيص الواقع، والاستعانة بذوي الخبرة، وترفّعنا عن الاعتزاز بالعمل الفرديّ، ونشرنا مفاهيم العمل المؤسسيّ الذي تتكامل فيه الخطط من أجل إدارة واحدة، ثم يجتمع عمل الإدارات في منظومة متكاملة لتحقيق أهداف الوزارة، عندها سنحتفل برفع مؤشّرات الأداء، وتحقيق نتائج نوعيّة لمخرّجاتنا التعليمية لتكون منافسة دوليًّا. العمل وفق معايير معتمدة، ومؤشرات أداء يعطي للخطط قيمتها وقدرتها على تحديد المدى الذي نسير فيه نحو الاتجاه الصحيح، ومدى تقدّمنا أو تأخّرنا عن تحقيق هذا الهدف. في ورقة علمية قدّمت في هذا اللقاء توقّفتُ كثيرًا عند مؤشّرات الأداء، وتعلّمتُ -بعبارة بسيطة- الفرق بين المعيار والمؤشّر، وأنقلُها لكم -كما قالها د.سعيد آل عاتق-: (المؤشّرُ نقيسُ به، والمعيارُ نقيسُ عليه). المؤشّرات تساعدُ المنظّمة على التعرّف على مدى تحقق أهدافها المرسومة. وعلى المستوى الشخصيّ جميل أن يكون لكلِّ منّا رؤيته، ورسالته في هذه الحياة؛ حتّى لا نكون ضمن خطط وأهداف الآخرين. هذا ما قلته للمتدرِّبات في برنامج قدّمته خلال هذين اليومين عن إستراتيجية التخطيط الشخصيّ، لنعمل معًا على نشر ثقافة التخطيط، وأهميته في حياتنا، فكلّنا بحاجة للتخطيط. Majdolena90@gmail.com
مشاركة :