مع إطلالة عام هجري جديد نقف على أبوابه، نستشرف من خلاله مستقبلا مشرقا، ونحلم فيه بتحقيق آمالنا وطموحاتنا وترجمة أفكارنا إلى واقع نعيشه على المستوى الشخصي والمجتمعي. قبل عامين تحدثت هنا عن الفتاة الشابة -مرام كردي- التي اختارت الأول من محرم ليكون يوم التخطيط السعودي لنشر ثقافة التخطيط بين كل أفراد المجتمع وخاصة الشباب منهم، واستعرضت حينها نسبًا مخيفة عن ضعف ثقافة التخطيط في مجتمعنا، والذي طال أيضًا شريحة المعلمين والمعلمات المعنيين بنشر القيم وتعزيز الثقافة وتعليم النشء ما ينفعهم ويفيدهم. إن أردنا النجاح وترك الأثر من بعد مغادرة الحياة؛ لابد أن نعي أن هناك فئة من البشر يعرفون طريقهم إلى ذلك من خلال التخطيط للنجاح عبر نظرة عميقة وتصور إيجابي عن النفس وتشخيص لنقاط القوة التي يمتلكون، ونقاط الضعف التي يعانون منها، وما هي الفرص المتاحة والتحديات التي تواجههم. لهم رؤية واضحة مكتوبة ورسالة يؤدونها ويلتزمون بتحقيقها وأهداف طموحة قابلة للقياس. كلما كانت الهمّة عالية وسقف الطموحات مرتفعًا أثمر ذلك إنجازات يشهد بها القاصي والداني. ما أجمل أن نغادر هذه الحياة وقد تركنا أثرًا لا يُنسى وعملًا يُخلِّد ذكرانا بين الناس. مخاطبة النفس بصفة يومية بما يعرف بالتأكيدات، ومن خلاله نكتسب الثقة بالنفس، والتي سيكون لها الأثر الكبير في قدرتنا على المضي قدمًا تجاه تحقيق أحلامنا ورغباتنا وأهدافنا. لو نظرنا لحياة العظماء والمكتشفين والمبتكرين الذين تبوؤوا مناصب قيادية، ونقرأ سيرهم في الكتب، والذين بلغت سمعتهم الآفاق، لرأيناهم يشتركون في أمر في غاية الأهمية، حيث تمكّنوا من الوصول إلى الغاية وتحقيق الهدف، أولئك هم المخططون الذين يكتبون خطتهم ويُراجعونها على فترات زمنية محددة، وتكون أمام أعينهم تحفزهم وتذكرهم بما عقدوا عليه العزم، ولكل خطة مراحل للتنفيذ، وفي كل مرحلة يتم التقييم العلمي والعملي لما تم تحقيقه، وإن تعثّرنا في منتصف الطريق بحثنا عن الحلول البديلة لمعالجة هذا الخلل، هذا ديدن الناجحين في حياتهم. من هنا أنادي بتهيئة وتدريب طلابنا وطالباتنا في مختلف مراحلهم الدراسية للوعي بأهمية التخطيط وتمكينهم من صياغة رؤية واضحة لمستقبلهم ومستقبل وطنهم، وكيف يكونوا عناصر فعالة في تحقيق الأمجاد والإنجازات. كم أتمنى من المعلمين والمعلمات تقديم مادة إثرائية من خلال حصص النشاط وورش عمل بصفة دورية واستثمار عقول أبنائنا وبناتنا في تعزيز الفكر التخطيطي. جميل أن نتعلم ونُعلِّم ونُحفِّز أنفسنا على التطوير والتغيير إلى الأفضل دومًا، ويبقى الإنسان ما بقيت في عروقه الحياة قابلًا للتغيير والتطوير والتعليم. كل ما نحتاجه هو الرغبة في التغيير والاعتقاد بقدرتنا على تغيير حياتنا للأفضل. أساس التخطيط معرفة إمكاناتك ومواهبك والعمل على استثمارها بشكل جيد ومبدع. لنحيي فكرة -مرام- بين جيل الشباب، ونعمل على كتابة خطتنا وتوضيح رؤيتنا ورسالتنا وأهدافنا من اجل التميّز بين الأمم، فمكاننا دومًا في الصدارة، وهي تنتظر من يستحقها، إنهم المخططون المتوكلون دومًا على ربهم الذي سيكون لهم مؤيدًا ومعينًا ونصيرًا. نبض التخطيط: لا يمكن أن تختار طريقة أو موعد موتك، ولكنك تستطيع أن تختار طريقة حياتك. لا تأخذ دائمًا الطريق الذي يأخذه الناس، جرّب طرقًا لم يسر فيها أحد واترك أثرًا. إذا كان لديك أهداف عظيمة طويلة المدى، فلن تؤثر فيك الإخفاقات المؤقتة.. تشارلز نوبل. Majdolena90@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (65) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :