كشف الصراع الروسي الأوكراني عن معايير مزدوجة تطبقها الدول الغربية في التعامل مع انتهاكات القانون الدولي، وفقا لما أورده خبير في القانون الدولي في تعليق نُشر مؤخرا في صحيفة ((فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ)) الألمانية. وقال نيكو كريش، وهو أستاذ القانون الدولي في المعهد العالي للدراسات الدولية والإنمائية في جنيف، إنه من بين أولئك الذين كانوا قلقين منذ فترة طويلة بشأن التدخل من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، يصف الكثيرون الغضب الغربي من انتهاك روسيا للقانون الدولي بالنفاق. وأوضح أنه "عندما تكون المصالح الغربية على المحك، تلعب الحدود الخاضعة للقانون الدولي دورا ثانويا؛ لكن عندما تكون مصالح الآخرين على المحك، فإن هذه الحدود تحتل مركز الصدارة". وفي معرض إشارته إلى العديد من التدخلات العسكرية من قبل الغرب، قال الباحث إنه "في نظر العديد من الخبراء، لم تكن هذه التدخلات متوافقة مع القانون الدولي". وأضاف كريس أنه مع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالصراع الروسي الأوكراني، فإن الغرب يصور نفسه على أنه حارس القانون الدولي. وحذر من أنه إذا ساد انطباع بأن المعايير المزدوجة تطبق على نطاق واسع، فإن ذلك سيؤدي إلى فقدان المصداقية، الأمر الذي يمكن أن يضر بصميم القانون الدولي. وأفاد أنه "إذا أراد الغرب التمسك بقواعد القانون الدولي بشأن استخدام القوة وأراد من أجزاء أخرى من العالم التمسك بها أيضا، فسيتعين عليه أن يتعلم التواضع وضبط النفس.. وفي المستقبل، لم يعد بمقدوره تطبيق معايير مزدوجة في النظام العالمي الجديد".■