علق ثلاثة من نواب البرلمان المصري في تصريحات خاصة لـ RT، على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والعقوبات الغربية على روسيا. النائب والإعلامي مصطفي بكري قال إن الغرب يتعامل بمعايير مزدوجة، ففي الوقت الذي يتجاهل حقوق روسيا الأمنية والتاريخية ويفرض عقوبات مجحفة عليها، يتجاهل قضايا المنطقة ويدعم إسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية والعربية، والأخطر، حسب بكري، هو توظيف المنظمات الدولية والأمم المتحدة لشرعنة العقوبات. وأضاف بكري أن الولايات المتحدة تستخدم "سياسة البلطجة وفرض الأمر الواقع في العالم بأسره دون سند من شرعية أو قانون، ولا يحق لها الحديث عن القانون الدولي فهي أول من يخرق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وتتدخل في شؤون الدول الأخرى لحساب مصالحها الاستراتيجية. وشدد بكري على أن "سياسة العقوبات التي تفرض على روسيا سيدفع ثمنها العالم بأسره وليس الشعب الروسي فحسب". بينما قال عضو مجلس النواب عاطف مغاوري، إن الأزمة الروسية الأوكرانية صنعها الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وحلف الناتو ضمن المخطط الغربي لحصار روسيا، عبر مراحل منذ تفكك الاتحاد السوفيتي وحل حلف وارسو وذلك من خلال ضم الدول الأوروبية التي كانت منضوية ضمن حلف وارسو ثم استكمل المخطط بضم الجمهوريات السوفيتية السابقة. وأضاف مغاوري أن "حلقة أوكرانيا جاءت لتحكم الحصار، وخاصة بعد نجاح الانقلاب الذي أدرج ضمن الثورات الملونة التي رتبتها المخابرات الغربية وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك لخصوصية أوكرانيا وعلاقتها بروسيا من حيث تركز الصناعات التي اعتمدها الاتحاد السوفيتي على أراضي أوكرانيا، ومنها الطاقة النووية". وقال إن الخصوصية تزداد بفعل التداخل الديموغرافي، والموقع الجغرافي الحاكم لأوكرانيا، وبروز التيارات القومية المتعصبة والمعادية لروسيا والمدعومة من قبل الغرب برعاية الولايات المتحدة الأمريكية التي عرفت باسم النازيين الجدد، وضمن هذا المخطط واستغلالها للنخبة التي صنعت وسيطرت على مقاليد الأمور في أوكرانيا لحساب الغرب، وتحولت أوكرانيا إلى ساحة لتفخيخ روسيا ومن خلال أجهزة الاستخبارات والمراكز البحثية". وأضاف أن كل تلك "الأنشطة والمخططات تحت نظر ورصد الأجهزة الروسي التي جعلت القيادة الروسية أمام اختيارين أحلامها مر وهما إذا استكمل المخطط والتحقت أوكرانيا بحلف الناتو وبذلك تصبح الأراضي الأوكرانية منصات وقواعد لكافة أنواع الأسلحة في الخاصرة الروسية، بعد أن كانت منطقة عازلة بين الأراضي التي يوجد فيها الناتو". أما الخيار الثاني، حسب مغاوري، فهو القيام بإجراءات استباقية لدرء الخطر القادم عبر الأراضي الأوكرانية بعد خلق تركيبة سياسية واقتصادية بها جاهزة لتنفيذ المخطط، ومن هناك حتمية التحرك الروسي لإجهاض المخطط وتدمير ما تم تنفيذه على الأرض بالإضافة إلى حماية المجموعات السكانية التي تعيش ضمن الجغرافيا الأوكرانية والتي يعود تاريخ وجودها إلى طبيعة تشكل أوكرانيا كدولة". وأضاف النائب المصري أن الخطوة الروسية كشفت "مدى هشاشة النظام العالمي الذي تم تدشينه في أعقاب الحرب العالمية الثانية مع ما طرأ عليه من تطورات خلال حقبة التسعينيات من القرن الماضي، وما صاحبها من تحركات الولايات المتحدة الأمريكية بمسميات متعددة متنوعة كالفوضى الخلاقة، التي هدفت إلى أن يكون القرن الواحد والعشرين قرنا أمريكيا، وان العالم تحكمه أحادية القطب الأمريكي. الخطوة الروسية كشفت أيضا "هيمنة وسيطرة إمبراطورية الكذب والنفاق الغربية ومن يدور في فلكها، حسب مغاوري، وسياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع القضايا الدولية ومن أبرزها القضية الفلسطينية". وأضاف أن "الدرس المستفاد من الخطوة الروسية الاستباقية أنها سوف تساهم في إعادة تشكل النظام الدولي على غير القواعد التي بُني عليها ما بعد الحرب العالمية الثانية وإنهاء الهيمنة الأمريكية على النظام العالمي". وقال إن "على شعوب العالم الثالث وفي القلب منها الشعوب الإفريقية إعادة حساباتها على ضوء النتائج والدروس المستفادة من هذه الأزمة". وختم مغاوري بالقول إن "المحاولات والجهود التي تبذل لإنهاء الأزمة دون العمل على أساس وحساب المصالح الروسية مخالف الحقيقة ومجافٍ لها، فالواقعة وقعت وعلى العالم أن يتعايش معها بما يحقق مصالح روسيا". أما النائب علاء عصام الجعودي، فقال إنه يرفض أي عقوبات اقتصادية على روسيا، ولفت إلى أن "روسيا تدافع عن أمنها القومي لاسيما وأن أمريكا والاتحاد الأوروبي كانا يحرضان أوكرانيا على الدخول في الناتو لمحاصرة روسيا بالأسلحة وتهديد أمنها". وأضاف الجعودي أن الولايات المتحدة، تفرض عقوبات بقرار أحادي يحقق مصالحها، ولفت إلى أن "أي دولة توافق على العقوبات الاقتصادية سوف تعطي للولايات المتحدة الحق في فرض عقوبات عليها في أي وقت إذا اختلفت المصالح". وأشار إلى أن احترام الأمم المتحدة وقراراتها أمر في غاية الأهمية، وأن هناك "معاملة تمييزية بشأن اللاجئين خاصة وأن أوروبا تهتم بأحوال اللاجئين الأوكرانيين وتتعامل بوحشية مع اللاجئين العرب". المصدر: RT تابعوا RT على
مشاركة :