تونس: إستراتيجية وطنية لمكافحة التطرف والإرهاب

  • 12/10/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أعدّت تونس إستراتيجية وطنية لمكافحة التطرف والإرهاب ترتكز على أربعة أسس جوهرية تتمثل في الوقاية والحماية والتتبع والرد. وقد تم التركيز في هذه الإستراتيجية على الجانب المتعلق بالوقاية على أن التهديد الإرهابي في تونس هو نتاج لعوامل متنوعة مرتبطة أساسا بالتشدد والتطرف العنيف والجريمة المنظمة العابرة للحدود وانتشار السلاح والذخيرة، إلى جانب عدم الاستقرار السياسي بالمنطقة. وشددت الإستراتيجية في هذا الجانب على أن التصدي لهذه المخاطر يتم بقطع الطريق أمام محاولات الاستقطاب التي تقوم بها المجموعات الإرهابية بصورة مباشرة وغير مباشرة عبر الانترنت وفي المساجد والسجون لضمان مجتمع غير متشدد ولا يتأثر بالاستقطاب. كما بينت الإستراتيجية أن التصدي يتم كذلك عبر العمل على بناء ثقافة الحوار والسلام والتسامح واحترام جميع الأديان والمعتقدات والثقافات، ونصّت على ضرورة المنع القانوني للتحريض بأي شكل كان على ارتكاب أعمال إرهابية وتعزيز مناهج التعليم والحوار لمقاومة الفكر المتطرف إضافة إلى التصدي للتطرف في السجون ودعم البحوث التحليلية حول دور المرأة في منع التطرف. وقد تم التأكيد في جل نقاط الإستراتيجية على أن مكافحة الإرهاب والتطرف في تونس تتم في مختلف مراحله في إطار سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان. أما بقيّة الأسس الواردة بالإستراتيجية فقد تم التركيز فيها على تتبع المتسببين في الإرهاب في مستويات التنفيذ والتخطيط والإيعاز وكيفية الرد على الأعمال الإرهابية. وتتكون اللجنة التي سهرت على صياغة هذه الإستراتيجية من ممثلين عن رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وعدد من ممثلي وزارات الخارجية والعدل والداخلية والدفاع إلى جانب قضاة من القطب القضائي لمكافحة الإرهاب وعن الديوانة التونسية واللجنة التونسية للتحاليل المالية والوكالة الفنية للاتصالات. من ناحية أخرى، يتسلم رباعي الحوار الوطني في تونس اليوم جائزة نوبل للسلام في العاصمة النرويجية أوسلو في وقت لا تزال فيه تجربة الانتقال الديمقراطي في البلاد على المحك. واضطلع رباعي الحوار الوطني وهو يتكون من منظمات نقابية ومدنية في تونس بدور رئيسي لحل الأزمة السياسية والأمنية التي عصفت بتونس بعد اغتيال النائب في المجلس الوطني التأسيسي محمد البراهمي في 25 يوليو 2013 وقبله السياسي شكري بلعيد في 13 فبراير من نفس العام. وكادت تلك الاغتيالات أن تجهض تجربة الانتقال الديمقراطي في البلاد التي بدأت في 2011 بعد الاطاحة بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي ونالت إشادة دولية. وقاد الرباعي حوارا بين الفرقاء السياسيين في الوقت الذي لم يكن واردا تماما جمع الاسلاميين ومعارضيهم حول طاولة واحدة لتجاوز الأزمة الخانقة ومخاطر الحرب الأهلية. وقال الرئيس الباجي قايد السبسي إن "حصول رباعي الحوار على جائزة نوبل لا يمثل تكريما للرباعي فقط ولكنه تكريسا للحلول التوافقية التي توخيناها وللحوار". وضم الرباعي الاتحاد العام التونسي للشغل، النقابة الأكبر في تونس وذات ثقل سياسي واجتماعي في البلاد، إلى جانب منظمة الأعراف والهيئة الوطنية للمحامين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان.

مشاركة :