التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.. وما هو أخطر!

  • 5/8/2022
  • 01:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

منذ‭ ‬سنوات،‭ ‬ومع‭ ‬افتضاح‭ ‬توجهات‭ ‬اليمين‭ ‬الصهيوني‭ ‬المتطرف‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬والمجتمع‭ ‬الإسرائيليين،‭ ‬ازدادت‭ ‬انتهاكات‭ ‬جماعات‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬جبل‭ ‬الهيكل‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬جزء‭ ‬كبير‭ ‬منها‭ ‬اقتحامات‭ ‬‮«‬المسجد‭ ‬الأقصى‮»‬،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لفرض‭ ‬الرؤية‭ ‬اليمينية‭ ‬المتطرفة‭ ‬وقوامها‭ ‬نقاط‭ ‬ثلاث‭: ‬أولها،‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬للمسلمين‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬المسجد‭ ‬القبلي،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬فقط‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬بحسب‭ ‬التعريف‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬وثانيها،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬الحرم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬مكان‭ ‬مقدس‭ ‬للطرفين،‭ ‬وليس‭ ‬للمسلمين‭ ‬فحسب‭. ‬وثالثها،‭ ‬أن‭ ‬للشرطة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تنظيم‭ ‬حق‭ ‬حرية‭ ‬العبادة‭ ‬للطرفين،‭ ‬والمسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تقسيم‭ ‬ساعات‭ ‬الوقت‭ ‬اليومي‭ ‬لضمان‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬طرف‭!!‬ كثيرة‭ ‬هي‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬ترتبت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬النقاط‭ ‬الثلاث‭: ‬فقد‭ ‬‮«‬سمحت‮»‬‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بالصلاة‭ ‬الفردية‭ ‬والجماعية‭ ‬الصامتة‭ ‬لليهود،‭ ‬لحقها‭ ‬السماح‭ ‬بالصلوات‭ ‬العلنية‭ ‬لهم،‭ ‬بعد‭ ‬الدعم‭ ‬الكبير‭ ‬بصدور‭ ‬قرارات‭ ‬‮«‬قضائية‮»‬‭ ‬تتيح‭ ‬لليهود‭ ‬حق‭ ‬الصلاة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬‮«‬الهيكل‭ ‬المزعوم‮»‬‭. ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬الخطورة،‭ ‬فبعد‭ ‬هذه‭ ‬القرارات‭ ‬‮«‬القضائية‮»‬‭ ‬تعالت‭ ‬أصوات‭ ‬جماعات‭ ‬‮«‬الهيكل‭ ‬المزعوم‮»‬‭ ‬باعتبار‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬خطوات‭ ‬مرحلية‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬هدم‭ ‬الحرم‭ ‬القدسي‭ ‬وإقامة‭ ‬‮«‬الهيكل‮»‬‭ ‬مكانه،‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬حديث‭ ‬إسرائيلي‭ ‬عن‭ ‬تقسيم‭ ‬مكاني‭ ‬بعد‭ ‬التقسيم‭ ‬الزماني‭ ‬الواقع‭!‬ ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى‭ ‬ينطبق‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬كنيسة‭ ‬القيامة‭. ‬فقرار‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬فرض‭ ‬قيود‭ ‬وعوائق‭ ‬على‭ ‬وصول‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المسيحيين‭ ‬إلى‭ ‬كنيسة‭ ‬القيامة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬احتفالات‭ ‬‮«‬سبت‭ ‬النور‮»‬،‭ ‬ينضم‭ ‬إلى‭ ‬الاقتحامات‭ ‬والانتهاكات‭ ‬والاعتداءات‭ ‬على‭ ‬المصلين‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬القدسي‭ ‬الشريف،‭ ‬وبذلك‭ ‬تترسخ‭ ‬صورة‭ ‬واضحة‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ضد‭ ‬حرية‭ ‬العبادة‭ ‬والمعتقد،‭ ‬ومحاولات‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬الرموز‭ ‬الدينية‭ ‬والتاريخية‭ ‬والحضارية‭ ‬لزهرة‭ ‬المدائن،‭ ‬بوصفها‭ ‬العاصمة‭ ‬الروحية‭ ‬والسياسية‭ ‬للفلسطينيين‭. ‬ الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬بذلك‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬المعالم‭ ‬الدينية‭ ‬للمدينة‭ ‬المقدسة،‭ ‬بما‭ ‬يتلاءم‭ ‬مع‭ ‬مخطط‭ ‬تهميش‭ ‬طابعها‭ ‬الإسلامي‭ ‬–‭ ‬المسيحي،‭ ‬واختلاق‭ ‬معالم‭ ‬دينية‭ ‬يهودية،‭ ‬عبر‭ ‬الاقتلاع‭ ‬والإحلال‭ ‬المتواصل‭ ‬ضد‭ ‬الإنسان‭ ‬الفلسطيني‭.‬ انتهى‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك،‭ ‬لكن‭ ‬الأوضاع‭ ‬مرشحة‭ ‬للانفجار‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬لحظة،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬دعوات‭ ‬جماعات‭ ‬‮«‬الهيكل‭ ‬المزعوم‮»‬‭ ‬لتكثيف‭ ‬الاقتحامات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬ذكرى‭ ‬الاستقلال‮»‬‭ (‬النكبة‭ ‬الفلسطينية‭) ‬ثم‭ ‬مسيرة‭ ‬رفع‭ ‬الأعلام‭ ‬خلال‭ ‬يوم‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‮«‬يوم‭ ‬توحيد‭ ‬القدس‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬مناسبات‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬فيها‭ ‬قد‭ ‬تؤدي‭ ‬الى‭ ‬إشعال‭ ‬الوضع‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬وكذلك‭ ‬هنالك‭ ‬الأعياد‭ ‬اليهودية‭ ‬الطويلة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬آب‭/ ‬أغسطس‭ ‬وحتى‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/ ‬أكتوبر‭ ‬القادم،‭ ‬والتي‭ ‬ستكون‭ ‬مناسبات‭ ‬لإذكاء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التفجر‭.‬ جميعنا‭ ‬يرى‭ ‬حرب‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬على‭ ‬المسجد‭ ‬الأقصى،‭ ‬فهي‭ ‬تؤيد‭ ‬وتحمي‭ ‬المقتحمين‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لفرض‭ ‬سيادتها‭ ‬على‭ ‬المكان‭. ‬فالصلاة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬يوما‭ ‬هي‭ ‬الهدف‭ ‬الأول،‭ ‬حيث‭ ‬يتمثل‭ ‬الهدف‭ ‬في‭ ‬السيادة‭ ‬والسيطرة‭ ‬والملكية‭ ‬والمرجعية‭. ‬والحل،‭ ‬بإجماع‭ ‬إسرائيلي،‭ ‬إحكام‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬البقعة‭ ‬المقدسة‭.‬ ‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬فإن‭ ‬وحده‭ ‬الوجود‭ ‬الفلسطيني‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬ومواصلة‭ ‬الهبات‭ ‬الشعبية،‭ ‬هو‭ ‬الضمان‭ ‬لكبح‭ ‬المخططات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬خطورتها،‭ ‬ولخلق‭ ‬بيئة‭ ‬ضاغطة‭ ‬يمكن‭ ‬استثمارها‭ ‬سياسيا‭ ‬ودبلوماسيا‭ ‬فلسطينيا‭ ‬وعربيا‭. ‬ فقد‭ ‬أثبتت‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬أن‭ ‬البيانات‭ ‬والمناشدات،‭ ‬مهما‭ ‬بلغت‭ ‬شدة‭ ‬لهجتها‭ ‬لا‭ ‬تردعها‭ ‬كدولة‭ ‬احتلال‭ ‬عن‭ ‬ممارساتها‭ ‬ومخططاتها‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬عمومًا،‭ ‬وفي‭ ‬القدس‭ ‬المحتلة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭. ‬وهي‭ ‬‮«‬دولة‮»‬‭ ‬لا‭ ‬تفهم‭ ‬سوى‭ ‬منطق‭ ‬القوة‭.‬

مشاركة :