وفي بعض فشلي... نبوغ!!

  • 12/10/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

«الذي لا يفشل أبداً، لن يكون من الأغنياء في يومٍ من الأيام» هكذا يقول سبير جون، والمتصفح في تاريخ أشهر العظماء على مرِّ التاريخ يجد أنهم ذاقوا مُرَّ الفشل والهوان مرات ومرات في حياتهم، اتهمهم الناس بالضعف وقلة الحيلة، وبالبلاهة والبلادة، وأول من أساء إليهم «مُعلمُوهم»، مما اضطر بعضهم إلى ترك المدرسة، الكثير من العظماء أكملوا تعليمهم على أيدي آبائهم وأمهاتهم وأجدادهم، أدركوا مبكراً أن الإحباط جرحٌ أليمٌ ينتهي بصاحبه سريعاً، لذا فقد وقفوا صامدين أمام كلَّ محاولةٍ بائسةٍ للقضاء عليهم، فانتصروا على أنفسهم أولاً ثم على المحيطين بهم، وجعلوا من الإحباطات «سلَّماً»، فكان أول من أشاد بنجاح البعض منهم هم «مُعلِّموهم» الذين قالوا لهم ذات يوم: ( يا غبي، أخرج من المدرسة، واترك مقعدك الدراسي لطالبٍ آخر يستحقه أكثر منك)!! 1- «ألبرت اينشتاين» صاحب النظرية النسبية:- كان يأتي دائماً مُتأخراً في العلوم والرياضيات، ويُذكر أنه رسب في مادة الرياضيات ثلاث سنوات، وأعدَّه مُعلِّموه بأنه بطيء التعلم!! 2- «إسحاق نيوتن»: - اختارهُ د .مايكل هارت بوصفه ثاني أكثر الأشخاص تأثيراً في البشرية، طُرِد نيوتن من المدرسة، فلجأ حزيناً تحت الشجرة التي سقطت منها التفاحة الشهيرة، والتي منها كانت بداية سؤاله عن سبب الظاهرة، وكان هذا إيذاناً ببدء فصلٍ جديدٍ من فصول تقدم الحضارة البشرية. 3- «عبدالرحمن الجريسي» : عاش يتيماً بسيطاً في كفالة جدته، فقد تُوفي والده وعمره «سنتان»، لم يُكمل الصف الخامس الابتدائي بالمدرسة، ولكنه استطاع الحصول على دورات في إدارة الأعمال والحاسب بالإضافة إلى دورات لدراسة اللغتين الإنجليزية والإيطالية، استطاع أن يؤسس امبراطورية مالية تمتد من الأجهزة الكهربائية مروراً بالأثاث والعقارات وصولاً إلى البنوك! مؤسسة «بيت الرياض» هي إحدى مُنشآته التي تعرَّضت لخسائر عدة في بداياتها، فتعلَّم معنى الفشل والنجاح، من محل بسيط للأثاث أسس «الجريسي» إمبراطوريةً تجارية تضم آلاف الموظفين، ومن راتب كان يستلمه (عشرون ريالاً فقط) في الشهر إلى ثروةٍ تُقَدَّر بما يُقارب (ملياري دولار) !! ذاع صيته داخل وخارج وطنه، ومنحته إحدى جامعات كاليفورنيا «الدكتوراة الفخرية» في فلسفة الاقتصاد تقديراً لإسهاماته الإنسانية والعلمية والثقافية محلياً وعالمياً. 4- «عباس العقاد» :- كان يتردد مع والده على مجالس علماء الأزهر، فأحبَّ القراءة وتعلَّم نُظُم الشعر وأقبل على تثقيف نفسه ثقافةً واسعةً، لم يُكمِل تعليمه بعد حصولِهِ على الشهادة الابتدائية، مرَّ بضائقةٍ مالية مما اضطره إلى إعطاء بعض الدروس ليحصل على قوت يومه، غلب «فن المقالة» على انتاجه، فكان من أشهر أعماله (سلسلة العبقريات) التي تناولت بالتفاصيل سِيَر أعلام الإسلام مثل:- عبقرية محمد، عبقرية عمر، عبقرية خالد.. وقد تجاوزت كتُبُه «مائة كتاب وآلاف المقالات» فتبوأ مكانة عالية في النهضة الأدبية الحديثة. 5- «سليمان الراجحي» :- أشهر من نار على علم، لا يوجد من لا يعرفه في داخل الوطن وخارجه، وُلِد لأسرةٍ فقيرة مُتدينة، ترك المدرسة وهو في الصف الثاني الابتدائي، دخل ميدان العمل مبكراً وهو صغير ليساعد أهله في المعيشة: كان يجمع الخشب المتناثر من الجِمال التي تحمله عندما تحتك ببعضها، وكان يقوم بجمع الجلة وبيعها (الجلة: روث الإبل اليابس) وباع الجاز وكان يربح من هذا العمل قرشاً ونصف القرش! ثم انتقل إلى شراء الحلوى وبيعها في السوق على لوحٍ من خشب يضعها عليه، ثم صار يحمل أمتعة الناس وينقلها مُقابل نصف قرش، وصنع الطائرات الورقية من سعف النخيل وباعها، وتنقَّل في أعمال كثيرة كالطبخ وصب الشاي والخدمة، تعرَّض في حياته لخسائر مالية بلغت نحو مليار ريال (بعضها من جراء تجميد المال) وبدأت الخسائر تتقلَّص حتى تلاشت تماماً! من أقواله : كنتُ أخرج من المنزل قبل الفجر والساندوتش في جيبي وأدخل مكتبي قبل الموظفين بساعتين، ويقول:- التاجر يجب أن يهتم بالهللة قبل الريال، وبالريال قبل الألف، وبالألف قبل المليون، ولو كان الأسبوع 9 أيام لقضيتها في العمل، فالعمل صحة ونشاط وهو يُذهب الحُزُن من النفس، لم أكن أُعطي أحداً مفتاح مكتبي، فأنا الذي أفتحه وأنا الذي أُغلقه! انتهى قوله. وماذا بعد:- وقفة تأملية مع الذات، فهل يُدرك أبناؤنا أن :- معظم العظماء والقادة في العالم بنوا مستقبلهم بأنفسهم، وأنهم كانوا من أسرٍ فقيرةٍ جداً! آن الأوان أن يُدرك أبناؤنا أن أقصى طموحهم ينبغي أن لا يكون حصراً في: ( شهادة ووظيفة ومكتب إداري) وحسب!!

مشاركة :