تعتبر حصوات المرارة واحدة من أشهر أمراض الجهاز الهضمي وأكثرها شيوعاً وعادة ما تسبب قلقا للمريض وللطبيب لتشابه أعراضها مع العديد من أمراض المعدة والاثنى عشر والقولون، ويؤكد د. عمرو المستكاوي استشاري مناظير الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي بالرياض،أن حصوات المرارة تعتبر من المشاكل الصحية الشائعة وخاصة في السيدات، ولكنها تصيب الرجال أيضا ً وعادة ما تظهر بعد سن الأربعين ولكن يتم تشخيص حالات كثيرة في سن أصغر. ويوضح د.عمرو المستكاوي في حواره الصحفي: أنه يتم في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تشخيص حوالي مليون حالة سنوياً ويتم إجراء استئصال المرارة والحصوات في حوالي نصف هذا العدد، وتتكون الحصوات في كثير من أعضاء الجسم الأخرى مثل: حصوات الحالب والكليتين وحصوات المثانة والبروستات والغدد اللعابية، مشيراً إلى أن حصوات المرارة هي تجمعات مرضية لمكونات العصارة الصفراوية ومن حيث الحجم قد تكون  الحصوات صغيرة جدا بحجم حبة الأرز وقد تكون أكبر من ذلك أو كبيرة جداً بحجم المرارة نفسها وفي كثير من الأحيان مجرد سائل سميك يطلق عليه طين المرارة (Biliary Mud )، وفيما يلي نص الحوار مع د. عمرو المستكاوي استشاري مناظير الجهاز الهضمي بمستشفيات الحمادي بالرياض. كيف تتكون حصوات المرارة؟ – العصارة الصفراوية (The Bile) هي عصارة تفرز في الأساس من خلايا الكبد وذلك لافراز مخلفات عملية التمثيل الغذائي بالجسم وبعض المواد المراد اخراجها من الجسم وتفرز من الكبد إلى القنوات المرارية، ومنها إلى المرارة لتخزينها لحين وقت الوجبات حيث تنقبض المرارة لإفراغ السائل إلى الامعاء الدقيقة لاستكمال عملية الهضم لأن بها مواد مسؤولة عن هضم الدهون بالطعام. والعصارة الموجودة داخل المرارة عبارة عن سائل فيه العديد من المواد الذائبة، وهذه المواد الصلبة مثل: الكلسترول والأملاح الصفراوية والصبغات الصفراوية وعند زيادة تركيز هذه المواد الصلبة فإنها قد تترسب وتتجمع مكونةحصوات، وفي الحالة الطبيعية فإن هذه الأجسام لا تترسب ولا تكون حصوات. وما الأسباب التي تؤدي تكوين حصوات المرارة؟ – زياده كثافه العصارة الصفراوية بسبب قلة السوائل أو زيادة مدة احتباسها في المرارة بسبب وجود بطء في الإفراغ المنتظم للسائل  المراري،وأمراض القنوات المرارية التي تنقل العصارة الصفراوية من الكبد إلى الأمعاء ببعض الالتهابات أو ضيق بالقنوات، والأمراض التي يزيد فيها تكسير خلايا الدم الحمراء، وهناك عوامل مساعدة في تكوين حصوات المرارة حيث تصيب حصوات المرارة عادة النساء أكثر من الرجال،وقد تزيد مع استعمال حبوب منع الحمل مما قد يشير إلى دور الهرمونات في ذلك، ويزداد ظهور حصوات المرارة عند ذوي الوزن الزائد مقارنة بالناس ذوي الوزن الطبيعي، وتزداد الإصابة بحصوات المرارة في ما بعد سن الأربعين عادة. وما أبرزالاعراض؟ _يمكننا تقسيم الصورة الإكلينيكية لحصوات المرارة إلى أربعة أقسام وهي: أ -الحصوات الساكنه (Silent  (عدم وجود أعراض وعلامات: يحدث في كثير من الناس أن  يكون لديهم حصوات بالمرارة دون أن تسبب لهم أي مشكلات صحية ولايتم اكتشاف وجودها إلا أثناء الفحص بموجات فوق الصوتية أوبأشعة العادية للبطن عند الفحص لأسباب أخرى بالجسم. ب- أعراض خفيفة: ألم خفيف بين الحين والآخر في المنطقة اليمنى أعلى البطن مع أعراض مثل: عدم الارتياح للأطعمة ذات الدهون، وزيادة انتفاخ البطن مباشرة بعد الأكل، والإحساس بالشبع المبكر والغثيان الخفيف. ج – حالة التهاب المرارة الحاد: وفي هذه الحالة تؤدي حصاة المرارة إلى التهاب حاد بجدار المرارة، ويكون هنالك ألم شديد بالبطن وغثيان وقيء شديد وارتفاعى في درجه الحرارة. د- حالة التهاب المرارة المزمن: وفيها يشعر المريض بألم أقل ولكنه أطول مدة وأكثر تكراراً مع صعوبة في الهضم. وكيف يتم التشخيص؟ _أولاً: الصورة الإكلينيكية للمريض وهو ألم شديد أسفل الصدر الأيمن وقد يؤدي إلى إحساس بألم في الكتف الأيمن أوالظهر وغالباً ما يصاحبها إحساس بالقئ أوقئ ويكون الألم شديداً لايحتمل في حالات الالتهاب الحاد. ثانياً: يعتبر جهاز فوق الموجات الصوتية هو الفحص الأنسب لتشخيص حصوات المرارة ذلك لأن بعض حصوات المرارة قد لا تظهر بأشعة أكس العادية أو الأشعة المقطعية. المضاعفات: -التهاب المرارة الحاد والمزمن. -انتقال الحصاة إلى القناة للصفراوية مما قد يسبب إنسداد هذه القناة وبالتالي ظهور الإصفرار الانسدادي أو التهاب البنكرياس الحاد أو المزمن. -قد تكون حصاة المرارة سبباً في تجمع الصديد في المرارة أو انفجار وهو ما قد يؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة. إلتهاب المرارة الحاد ( Acute Cholecystitis) ونعني به حدوث إلتهاب حاد في جدار المرارة، وغالباً ما يكون إلتهاب حاد علي الالتهاب المزمن وعادة ما يكون بسب وجود حصاة أدت إلى انسداد القناة الواصلة من المرارة أو القناة الصفراوية وعادة ما يكون هناك انسداد بعنق المرارة ويسمى ذلك بالتهاب المرارة الحصوي الحاد ويزيد في مرضى السكر والحمل زيادة الوزن وأمراض القلب. وأعراض وعلامات الالتهاب الحاد ألم حاد شديد في المنطقة اليمنى أعلى البطن قد يصل إلى الكتف الأيمن أوالظهر وما يفرق ألم إلتهاب المرارة الحاد عن المغص المراري هو استمرار الألم لأكثر من 6 ساعات في حالة التهاب المرارة الحاد وشدة الغثيان والقيء والإعياء مع ارتفاع قليل في درجة الحرارة وغثيان وقيء. -ويظهر بالفحص السريري للمريض ألم عند الضغط في المنطقة اليمنى أعلى البطن وزيادة درجة الحرارة وزيادة نبضات القلب وقد يكون هنا صفار العينين والجلد قد يكون موجوداً في 15% من المرضى. وكذلك وجود علامة مرفي (Murphy’s sign) وهي تعني عندما يوضع الطبيب يده في المنطقة اليمنى أعلى البطن ثم يطلب من المريض أن يأخذ شهيق عميق والمريض لا يستطيع إكمال هذا الشهيق بسبب الألم. ومما تقدم ذكره من أعراض وعلامات قد لا يكون موجوداً في كبار السن أو مرضى السكري المصابين بالتهاب حاد في المرارة فربما فقط ألم خفيف في المنطقة اليمنى أعلى البطن لذلك فإن هناك حذر ومراعاة خاصة يجب أن يقوم بها الطبيب عندما يكون المريض كبيراً في السن أو لديه مرض ارتفاع السكر لمده طويلة، ومع ذلك ليس كل ألم حاد في المنطقة اليمنى أعلى البطن معناه وجود التهاب حاد في المرارة والصعوبة التي عادة ما يواجها طبيب الجهاز الهضمي وأطباء الأمراض الباطنية هو إذا كان هذا الألم الحاد في المنطقة اليمنى أعلى البطن سببه التهاب المرارة الحاد أم انه لأسباب أخرى عديدة تسبب مثل هذا الألم الأمر الذي يجعل الحاجة لعدد من الفحوصات والأشعة مهم جدا. وما هي الأسباب أوالأمراض الأخرى التي تسبب مثل هذا الألم؟ – من هذه الأمراض التهابات وتقرحات المعدة والأثني عشر، والتهاب الكبد الفيروسي الحاد، والتهاب البنكرياس الحاد والمزمن، وألم حصوات الكلية اليمنى والمغص الكلوي الحاد ومنها أسباب نادرة الحدوث، مثل الجلطة باوردة أو شريان البطن وأيضاً انسداد الوريد البابي والتهاب المرارة المزمن (Chronic Cholecystitis) التهاب المرارة المزمن ينتج عن تكرار نوبات من التهاب المرارة الحاد أدت إلى زيادة سمك جدار المرارة الأمر الذي يؤدي إلى انكماش المرارة وعدم قدرتها على أدى وظيفتها وهي الانقباض والتفريغ المنتظم للعصارة الصفراوية كاستجابة لدخول الطعام للأمعاء الدقيق وهذا يؤدي إلى تجمع هذه العصارة وعدم استفادة الجهاز الهضمي منها في هضم وامتصاص المواد الدهنية لذلك نجد المريض بالتهاب المرارة المزمن يشتكي من وجود عدد من الأعراض عندما يأكل وجبة دهنية مثل الدهون والحلوى والشحوم. وماذا عن أعراض إلتهاب المرارة المزمن؟ – يظهر المرض عادة عند النساء أكثر من الرجال ويزيد ظهوره بعد سن الأربعين وتعتبر حصوة المرارة وتعرض المريض لنوبات إلتهاب المرارة الحاد من العوامل المساعدة على ظهور التهاب المرارة المزمن والتي من أعراضها الآتي: ألم خفيف مزمن ومتكرر في المنطقة اليمنى أعلى البطن، وصعوبة وتأخر في الهضم، وزيادة غازات البطن، وعدم الارتياح بعد الانتهاء من أكل الطعام، وعدم الارتياح لأكل المواد الدهنية، والشعور بالغثيان بعد تناول الطعام. وما العلاج المناسب لذلك؟ – علاج حصوات المراره غالبا مايكون علي النحو التالي: – العلاج الدوائي والمتابعة، وغالباً يستخدم في المرضي الذين لديهم الألام خفيفة وسوء هضم ويتركز العلاج علي التقلقل من الأعراض وليس علاج الحصوات لأنه لا يوجد علاج للحصوات كالتفتيت كما في حالات حصوات الكلي ولكن لتخفيف الألم وتحسين الهضم  فقط، أما المرضى الذين يكتشوفنها بالصدفة وليس لديهم أعراض فيكفيهم المتابعة فقط من حين لآخر طالما هي ساكنة ولايوجد أعراض لها. -أما العلاج الجراحي، غالبا ما يحتاج العلاج الجراحي في المرضي الذين لديهم نوبات متكررة بآلام المرارة مع وجود إلتهاب حاد أم مزمن من المرارة وخاصة المرضي الذين لديهم حصوات أقل من 1مم مما يخاف معه تحرك الحصوات ونزولها إلى القناة المرارية مما يؤدي إلى إنسداد القناة المرارية أوإلتهاب بالبنكرياس مما يفضل عرضهم على جراح لأخذ الرأي الجراحي في إستئصال المرارة.