كتبت: فاطمة علي بشراكة علمية بين قطاعي الطب الحكومي والخاص ينعقد مؤتمر الخليج لطب النوم في نسخته الثالثة يوم الخميس القادم؛ إذ ستنطلق اعماله برعاية الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة ومشاركة نخبة من الاستشاريين والمتخصصين المحليين بالإضافة إلى متحدثين دوليين من 9 دول عربية وإقليمية. صرح بذلك لــ «أخبار الخليج» العميد بروفيسور هشام يوسف آل ريس استشاري الأنف والأذن والحنجرة والمدير العام للشئون الطبية بمستشفى الملك حمد الجامعي، موضحا بأن جلسات المؤتمر لهذا العام ستعقد افتراضيا وبالتعاون مع مستشفى الملك حمد الجامعي ومركز الغريب لطب النوم وبمشاركة فاعلة لأول مرة من مجمع السلمانية الطبي والمستشفيات الحكومية واعتماد الهيئة الوطنية لتنظيم المهن الصحية «نهرا». وأشار الى أن 19 متحدثا سيثرون جلسات المؤتمر التي ستبث افتراضيا عبر منصة «زووم» بأوراق وأبحاث علمية حديثة وسيطرحون أحدث ما توصل اليه العلم في مجال طب النوم، كما سيقدمون 38 محاضرة نظرية 27 منها محاضرات عملية وتوضيحية لعمليات جراحية متعلقة بالاختناق الليلي، فيما ستمنح هيئة المهن الصحية «نهرا» 22 ساعة تدريب معتمدة للمشاركين، مشيرا إلى أن ما يميز نسخة هذا العام هي مشاركة طيف كبير من الخبراء الدوليين من 9 دول عربية وإقليمية منها الهند، مصر، اسبانيا، المانيا، ايطاليا، سنغافورة، والصين، كذلك مشاركة خليجية من السعودية و 5 أطباء بحرينيين. وحول البرنامج العلمي للمؤتمر قال العميد بروفيسور هشام يوسف ان جلسات اليوم الأول ستطرح معلومات عامة عن الاختناق الليلي وجوانب تشخيصية وطرح دراسات ذات العلاقة منها دراسة مختبرات النوم وعمليات المناظير التشخيصية اثناء النوم المستجلب بالأدوية، وأيضا الفوائد التشخيصية للرنين المغناطيسي لتحديد اماكن التضيقات في مجرى سريان الهواء العلوية، كما سيتم تناول مواضيع مركزة حول ارتباط السمنة كمسبب مهم واساسي لمرض الاختناق الليلي كذلك العلاقة الثلاثية المتعدية بين مرض الاختناق الليلي والسمنة ومرض السرطان، موضحا بأن الايام الثلاثة التالية فسيتم التركيز فيها على السبل الجراحية المختلفة لعلاج الاختناق الليلي على مختلف المستويات. وحول علاقة فيروس (covid19) ومرض الاختناق الليلي أوضح العميد بروفيسور هشام أن بعض الدراسات بينت أن مرضى الاختناق الليلي الذين لا يخضعون للعلاج اكثر عرضة للإصابة بالفيروس، واحتمالية اصابتهم بمضاعفات تستلزم الادخال للعناية المركزة وايضا الوفاة تكون اكبر مما يستوجب المراقبة المكثفة لهؤلاء المرضى والعلاج الاستباقي وذلك لوجود حالة من الالتهاب المزمن بالجسم واضطرابات الهرمونات والاوعية الدموية وقصور الاوكسجين.. وبدوره أشار استشاري الانف والحنجرة الدكتور عبدالرحمن الغريب المتخصص في طب النوم عضو اللجنة العلمية للمؤتمر بأن طب النوم بات عنوانا بارزا لدى مقدمي الخدمة الصحية سواء الأطباء او المختصين للعديد من التخصصات الطبية فهو مرتبط بشكل مباشر بالعديد من الامراض الجسدية والنفسية إذ ربط العلماء بين اضطرابات النوم ومنها الاختناق الليلي بارتفاع ضغط الدم أو زيادة مستوى هرمونات القلق أو عدم انتظام ضربات القلب، كما ان الحرمان من النوم يضعف الوظيفة المناعية بما في ذلك نشاط الخلايا المناعية القاتلة للبكتيريا بالجسم، إذ أن النوم يمنح الجسم القدرة على محاربة السرطان. وأفاد الغريب بان الأطفال الذين يعانون من اضطرابات النوم يواجهون مشاكل في اكتساب المعلومات مما يؤدي الى تعثرهم اكاديميا وينعكس سلبا على تحصيلهم العلمي، موضحا بأن الحرمان من النوم المزمن قد يسبب زيادة في الوزن عن طريق تخزين الكربوهيدرات وتغّير مستويات الهرمونات التي تؤثر في الشهية كما يؤثر على تركيز الشخص مما يعني الوقوع في العديد من الأخطاء والحوادث. وأكد ان تشخيص اضطرابات النوم بشكل مباشر يعد بمثابة المدخل السحري والصحيح لعلاج الكثير من المشاكل الصحية التي تؤثر بالسلب على الصحة العامة، وتقف خلف الكثير من الإصابة بأمراض العصر المنتشرة كضغط الدم، وأمراض القلب، وداء السكري والإصابة بالجلطات. وحول العلاجات المطروحة لعلاج الاختناق الليلي أوضح الغريب بان التوصية الأولية من الأطباء قد تكون بتغييرات نمط الحياة مثل فقدان الوزن أو الإقلاع عن التدخين، كذلك بعض العلاجات غير الجراحية ومنها جهاز ضخ الهواء الذي يقوم بوظيفة ضخ الهواء بدرجات ضغط متفاوتة تقوم بفتح طرق التنفس ومنع انغلاقها وبالتالي منع الاختناق والشخير أثناء النوم، كذلك جهاز تقديم الفك السفلي الذي يعمل على منع انزلاق اللسان والفك للخلف وبالتالي منع الاختناق وتحسين التنفس أثناء النوم. ومن جانب آخر أوضح استشاري ورئيس دائرة الانف والاذن والحنجرة بمجمع السلمانية الطبي الدكتور لؤي العكري بأن اضطرابات النوم تكون في بعض الأحيان مرضا ظاهرا وخفيا في كثير من الأحيان، مشيرا الى أن الاضطرابات لا تقف عند حد التقليل من جودة النوم فقط بل تمتد إلى ما هو أبعد فقد أثبتت الكثير من الدراسات ارتباط النوم بأمراض العصر الحديث كضغط الدم، ومشاكل في المخ والقلب، وداء السكري والإصابة بالجلطات، وغيرها من الأمراض. وتطرق الدكتور العكري الى الطرق الجراحية لعلاج الاختناق الليلي والتي تكون عبر عدة مداخلات جراحية تتم وفق احتياج واستجابة المريض، وبعد إجراء فحص شامل ودراسة وتحليل نتائج اختبارات النوم واجراء تنظير الأنف والبلعوم وتحديد أسباب الاختناق وإمكانية حلها جراحيا، مشيرا الى أن القاعدة الأساسية هي ضرورة إجراء فحص وتقييم شامل للمريض، وتشخيص أسباب الشخير والاختناق، هذا بالإضافة إلى إجراء اختبار الشخير والاختناق اثناء النوم والذي من خلاله يمكن معرفة وقياس طاقة الوظائف الحيوية للإنسان وتحديد درجة الإصابة، وبالتالي وضع خطة العلاج المناسب سواء بالطرق الجراحية أو الدوائية أو عن طريق استخدام جهاز ضخ الهواء. وأشار الى أن المؤتمر سيسلط الضوء بشكل مستفيض في دورته لهذا العام على مرض الاختناق الليلي وعلاجاته على خلاف النسختين الماضيتين التي تناولت اضطرابات النوم بصورة عامة، موضحا بأنه وخلال فترة التحضير للمؤتمر كانت جائحة كورونا قائمة ولم يكن المنظمون متأكدين من الوضع العالمي لكوفيد 19 بحلول الشهر الحالي، كما أن الحضور الافتراضي يسمح لشريحة اكبر للمشاركة محليا وعالميا دون تحمل عناء السفر وكلفته.
مشاركة :