- يعتمد علاج مرض الذئبة على نوعه وأعراضه وشدته. الذئبة الحمراء هو مرض روماتيزمي مزمن، يصيب الجهاز المناعي للجسم ويؤثر على بعض الأجهزة الحيوية اذا لم يتم السيطرة عليه وعلاجه مبكرا. وفي الحوار التالي يكشف لنا الدكتور عبدالخالق العريبي استشاري الأمراض الروماتيزمية بمستشفى الكندي عن طرق التشخيص للسيطرة عليه وأحدث طرق العلاج. * ما هو مرض الذئبة الحمراء؟ مرض الذئبة هو أحد الامراض الروماتيزمية المناعية الذاتية التي تحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي انسجة وأعضاء جسم المريض وسمي هذا المرض بالذئبة الحمراء كترجمة حرفية للمسمى اللاتيني للمرض (lupus) اي الذئب، نسبة لأكثر العلامات المميزة للمرض وهو ظهور طفح في الوجه على الوجنتين يشبه إلى حد كبير ما يظهر على وجه الذئب. * هل هناك أنواع لمرض الذئبة الحمراء؟ للذئبة الحمراء أربعة أنواع مشهورة وهي: أ. الذئبة الحمامية الجهازية (SLE): وهي أكثر أشكال الذئبة شيوعًا، وهذا ما يعانيه معظم الناس عندما يشيرون إلى مرض الذئبة الحمراء. ب. الذئبة الحمامية الجلدية: وهذا النوع يقتصر على الجلد فقط، حيث يمكن أن يسبب العديد من أنواع الطفح الجلدي. ج. الذئبة الحمامية الناجمة عن بعض الادوية، ويمكن ان تزول تماما بعد إيقاف هذه الادوية. د. الذئبة الوليدية: وهي احد أشكال الذئبة الحمراء التي تصيب المواليد الجدد من النساء المصابات بالذئبة الحمراء أو متلازمة شجرن نتيجة عبور اجسام مضادة عبر المشيمة من الأم إلى الجنين خلال الحمل، مما يسبب ظهور طفح جلدي على الطفل أو خلل في كهرباء القلب، لا سمح الله. * هل هي وراثية؟ نعم هناك علاقة وراثية في بعض الحالات، فقد وجد ان المرض ينتشر بمعدل ثلاث مرات اكثر في النساء ذوات البشرة الملونة -كالأمريكيين من أصل إفريقي، واللاتينيين، والآسيويين، والأمريكيين الأصليين، وسكان جزر المحيط الهادئ- أكثر من النساء الأخريات. وتشير الأبحاث إلى أن مرض الذئبة يصيب امرأة واحدة من أصل 537 امرأة شابة من أصول إفريقية. كما ان إصابة احد أفراد الأسرة من الدرجة الأولى يمكن ان يزيد من احتمالية المرض لدى بقية أفراد الأسرة كالأخوات مثلا. * ما أعراض الذئبة الحمراء ومضاعفاته؟ اعراض المرض واسعة ومختلفة جدا من شخص لآخر من حيث الشكل أو الشدة أو التنوع أو التوقيت، فقد تظهر علامات المرض فجأة أو تتطور ببطء، وقد تكون خفيفة أو شديدة، وقد تكون مؤقتة أو دائمة، وقد تسوء فترة من الوقت، ثم تتحسن أو تختفي تمامًا بعض الوقت ثم تعاود الظهور. * قد يؤثر الالتهاب الناجم عن مرض الذئبة الحمراء على مناطق كثيرة من الجسم، مما يؤدي الى ظهور أعراض واسعة ومتعددة حسب مكان الإصابة، لكن اكثر الأعراض شيوعًا هي الإعياء والتعب الشديد والحمى، آلام المفاصل والعضلات، الطفح الجلدي خصوصا على شكل فراشة على الوجه بحيث يغطي الخدين وجسر الأنف أو الطفح الجلدي في أي مكان آخر من الجسم، الندبات والآثار الجلدية التي تظهر أو تتفاقم عند التعرض للشمس (حساسية ضوئية)، ظاهرة رينود وهي تحول أصابع اليدين أو القدمين إلى اللون الأبيض أو الأزرق ثم الأحمر عند التعرض للبرد أو أثناء فترات التوتر، ضيق في التنفس أو الم في منطقة الصدر عند إصابة الرئتين أو القلب، جفاف العيون عند مصاحبتها لمرض شجرن، الصداع والارتباك وضعف الذاكرة. أما بالنسبة للمضاعفات فهي عديدة خصوصا في حالات تأخر التشخيص والعلاج، منها: - الفشل الكلوي وهو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة بين المصابين بالذئبة. - خلل في وظائف المخ والجهاز العصبي المركزي يؤدي إلى الصداع الشديد والدوار وتغيرات السلوك ومشكلات في الرؤية والإصابة بالجلطات أو الصرع وخلل في الذاكرة وصعوبة في التعبير عن الأفكار. - مشاكل في الدم والأوعية الدموية بما في ذلك فقر الدم وزيادة خطر حدوث نزيف أو تجلط الدم. - إصابات الرئتين كالتهاب بطانة الصدر (ذات الجنب)، مما قد يجعل التنفس صعبا ومؤلمًا، وحدوث نزيف في الرئتين أو جلطات أو حدوث التهابات رئوية شديدة ومتكررة. - خلل في وظائف القلب نتيجة التهاب عضلة القلب أو الشرايين أو غشاء القلب (التهاب التامور)، وقد يؤدي إلى حدوث جلطات قلبية مفاجئة. * كيف يتم تشخيص مرض الذئبة الحمراء؟ وهل التشخيص المبكر مهم؟ في كثير من الأحيان يصعب تشخيص مرض الذئبة الحمراء مبكرا. وذلك لعدة أسباب منها أن علامات واعراض المرض قد تختلف اختلافًا كبيرًا من شخص لآخر، أو قد تتداخل مع أعراض العديد من الامراض الأخرى من حيث الشكل والاستجابة المؤقتة لبعض العلاجات، أضف إلى ذلك انه لا يوجد اختبار دم واحد يمكنه يقينا تشخيص مرض الذئبة، لذلك فتشخيص المرض يحتاج إلى مزيج من العلامات والأعراض والتاريخ المرضي للمريض، والفحص الاكلينيكي السريري، والاختبارات المخبرية للدم والبول والخزعة النسيجية، واختبارات التصوير الإشعاعي المختلفة. * وتشمل اختبارات الدم والبول: فحص دم الشامل، معدل الترسيب، معدل البروتين التفاعلي، واختبارات الدم لتقييم مدى أداء الكليتين والكبد، اختبار الأجسام المضادة للنواة (ANA) التي ينتجها الجهاز المناعي، وعوامل الروماتيزم الآخرين كعامل الروماتويد وغيره. وفي حال ثبتت إيجابية اختبار ANA، فقد ينصحك طبيبك باختبار الأجسام المضادة الأكثر تحديدًا كاختبار anti-dsDNA وغيره. * إذا اشتبه الطبيب في أن مرض الذئبة قد أثر على رئتيك أو قلبك، فمن الافضل عمل الأشعة السينية للصدر، الأشعة التلفزيونية للقلب، أما لو كانت تحاليل الدم أو البول قد اشارت إلى إصابة الكلى، فمن الضروري أخذ عينة صغيرة (خزعة) من أنسجة الكلى بواسطة إبرة رقيقة تحت الأشعة التلفزيونية لتحديد مدى ونوع التأثير على الكلى واختيار العلاج المناسب لذلك. * ويعتبر التشخيص المبكر أفضل الطرق لتفادي تفاقم المرض ومنع حدوث المضاعفات. كما انه يسهل العلاج بأقل الأدوية. ورغم ان اغلب الحالات كانت تحول لطبيب الروماتيزم متأخرة نسبيا، الا انه مع التطور الطبي وزيادة الوعي لدى المرضى فهناك العديد من الحالات التي تم تشخيصها في وقت مبكر. * ما هو علاج الذئبة الحمراء؟ يعتمد علاج مرض الذئبة على علاماته وأعراضه ونوعه وشدته من حيث انه محدود في الجلد فقط أو موجود في الدم أو أثر على احد الأجهزة الحيوية في الجسم كالكلى أو الرئتين مثلا. كما انه يجب شرح الادوية ومناقشتها مع المريض قبل تناولها لمعرفة المغزى من العلاج. وهناك العديد من العلاجات المستخدمة في السيطرة على مرض الذئبة الحمراء، ولكن أكثر الأدوية شيوعًا هي: 1. الادوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية و الستيرودية: وهي تستخدم في اغلب الحالات مدة محدودة لعلاج الألم والتورم والحمى المصاحبة لمرض الذئبة. 2. الأدوية المعدلة للمرض: والتي تسيطر على الخلل في الجهاز المناعي. وتعتبر أساس العلاج لمرض الذئبة الحمراء ومنها الادوية المضادة للملاريا (هيدروكسي كلوروكين (plaqunil)، والآزوثيوبرين (Imuran)، الميكوفينولات (CellCept) والميثوتريكسيت (methotrexate) وغيرها. 3. الأدوية البيولوجية المعدلة للمرض: كعقار بيليموماب (Benlysta). والذي يتم إعطاؤه عن طريق الوريد او تحت الجلد. أما عقار الريتوكسيماب (Mebtera) فقد يكون مفيدًا في حالات محددة من الذئبة المقاومة للعلاجات التقليدية. وهناك دراسات في مراحلها النهائية لعقار (Stelara) يعطى تحت الجلد سيكون له دور فاعل -إن شاء الله- في بعض حالات الذئبة الحمراء.
مشاركة :