قال بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني أمس إن الحكومة البريطانية لا يمكنها توفير حماية كاملة للجميع من توابع الاضطراب الاقتصادي العالمي الذي تسببت فيه جائحة كوفيد - 19 والحرب في أوكرانيا لكنها ستفعل ما بوسعها للمساعدة. وبحسب "رويترز"، أضاف طارحا وثيقة موجزة عن البرنامج التشريعي لحكومته "بينما يتعين علينا أن نحافظ على تمويلاتنا العامة في وضع الاستدامة، ولا يمكننا توفير حماية كاملة للناس من آثار الأحداث العالمية، فحيث يكون بوسعنا تقديم العون سنفعل". يأتي ذلك في وقت أظهرت فيه بيانات لكونسورتيوم بريطاني لتجارة التجزئة ومذكرة من شركة "كيه بي إم جيه" للخدمات أن مبيعات التجزئة البريطانية تراجعت في نيسان (أبريل) الماضي في ظل خفض المستهلكين لنفقاتهم بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة. وانخفض إجمالي المبيعات بنسبة 0.3 في المائة في نيسان (أبريل) الماضي مقارنة بالعام الماضي، فيما يعد أول تراجع منذ كانون الثاني (يناير) 2021. وبحسب "الألمانية"، قالت هيلين ديكنسون الرئيسة التنفيذية للكونسورتيوم إن ارتفاع تكلفة المعيشة أضر بثقة المستهلكين وقيد الإنفاق. من جهة أخرى، رفع مطار هيثرو في لندن من توقعاته لحركة الركاب لهذا العام من 45.5 مليون راكب إلى نحو 53 مليون راكب. وذكرت وكالة بي ايه ميديا البريطانية أن هذه الزيادة التي تبلغ نسبتها 16 في المائة تأتي بعد نيسان (أبريل) القوي حيث استخدم 5.1 مليون راكب المطار الواقع في غرب لندن. وقال المطار إن المسافرين للخارج لأغراض الترفيه والأشخاص الذين يستفيدون من القسائم التي منحتها شركات الطيران تعويضا عن الرحلات الملغاة بسبب جائحة كورونا هم القوى الدافعة لتعافي الطلب، الذي من المتوقع أن يستمر خلال فصل الصيف. وتعني توقعات المطار أن عدد الركاب سيصل إلى 65 في المائة من مستويات ما قبل جائحة كورونا هذا العام. وأكد المطار أن هذه التوقعات تعد "تقييما منطقيا". إلى ذلك، ردا على تقارير تفيد بأن المملكة المتحدة يمكن أن تمزق بروتوكول أيرلندا الشمالية - الذي كان جزءا من اتفاق خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي "بريكست" - قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن التكتل لم يتطلع إلى إعادة التفاوض بشأن الاتفاق، لكنه سيعمل على إيجاد حلول في إطار الاتفاق. ووفقا لوكالة الأنباء البريطانية "بي آيه ميديا"، قال المتحدث باسم المفوضية دانييل فيري: "نحن على دراية بالقضايا المتعلقة بتنفيذ البروتوكول في أيرلندا الشمالية. نبذل أقصى ما بوسعنا، منذ اليوم الأول، من أجل التوصل لحلول مرنة". وأضاف: "نحن مستعدون لمواصلة العمل من أجل ذلك مع المملكة المتحدة لإيجاد حلول مشتركة حتى نتمكن من معالجة هذه القضايا مرة واحدة وإلى الأبد". في حين، حذر المستشار الألماني أولاف شولتس الحكومة البريطانية من إنهاء قواعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الخاصة بأيرلندا الشمالية. وقال شولتس أمس عقب اجتماع مع رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو في برلين: "لقد وجدنا طريقا جيدا لأيرلندا الشمالية. ولا ينبغي لأحد أن يتجاوز أو يكسر أو يتعامل بأي طريقة مختلفة مع القواعد التي اتفقنا عليها سويا". وذكر شولتس أن الأمر يتعلق بقضية معقدة لا تخص فقط العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، بل أيضا التنمية السلمية في المنطقة. وقال: "أعتقد أن هذه لوائح جيدة تم الاتفاق عليها على نحو مشترك". من جانبه، قال دي كرو: "إذا تم إلغاء هذه الاتفاقية، فأعتقد أن النظام بأكمله سيتم إلغاؤه". وكانت صحيفة "تايمز" البريطانية قد ذكرت في وقت سابق أن لندن ألغت الاتفاقية المعروفة باسم "بروتوكول أيرلندا الشمالية" في معاهدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وكتبت الصحيفة أن وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس لم تعد ترى أي جدوى من المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، وتريد بدلا من ذلك رفع جميع ضوابط البضائع بين بريطانيا وأيرلندا الشمالية.