العواصم – الوكالات: احتدمت المعارك امس في جنوب أوكرانيا وشرقها، في حين يُتوقع أن تتسارع عمليات إيصال الأسلحة الأمريكية إلى كييف بعدما فعّل الرئيس الأمريكي جو بايدن آلية رمزية يعود تاريخها للحرب العالمية الثانية. واستُهدفت مدينة أوديسا بالصواريخ، وأحصى الجيش الأوكراني سبع ضربات ما تسبب بسقوط قتيل وخمسة جرحى. واضطر رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال للاحتماء أثناء زيارة مفاجئة له إلى هذه المدينة الواقعة في جنوب البلاد. أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية صباح أمس أن الروس «يواصلون تحضير عمليات هجومية في منطقتَي ليمان وسيفيرودونيتسك» الواقعتين في دونباس، مضيفةً أن عمليات القصف المدفعي والغارات الجوية تتواصل على مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول. أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني ايرينا فيريشتشوك أمس أن أكثر من ألف جندي أوكراني منهم مئات الجرحى لا يزالون داخل المصنع. وأفاد حاكم منطقة لوجانسك (شرق) سيرجي جايداي عن «معارك كثيفة جدًا تدور حول روبيجني وبيلوجوريفكا» الواقعتين ضمن نطاق منطقته. ويعتمد الأوكرانيون إلى حدّ كبير على المساعدة العسكرية الأمريكية التي بلغت قيمتها نحو 3,8 مليارات دولار منذ بدء النزاع. ويُفترض أن تُسهّل أكثر بتوقيع الرئيس جو بايدن الاثنين قانونًا من شأنه تسريع إيصال الأسلحة إلى أوكرانيا (Ukraine Democracy Defense Lend-Lease Act). يسترجع هذا القانون آلية تبنّاها الرئيس الأمريكي الأسبق فرانكلين روزفلت عام 1941 وكان يرمي إلى مساعدة أوروبا في مقاومة هتلر، ويعطي الرئيس الأمريكي صلاحيات موسّعة لدعم جهود الحرب في أوروبا. ويُحتمل أن يصوّت الكونجرس الأمريكي على منح نحو 40 مليار دولار إضافية لأوكرانيا في الساعات القليلة القادمة. من جانبها أكدت مديرة أجهزة الاستخبارات الأمريكية أفريل هينز أمس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن ينهي حرب أوكرانيا بعملية دونباس إذ إنه عازم على «إقامة جسر برّي إلى منطقة ترانسنيستريا» المولدافية الانفصالية. وقالت «تفيد تقييماتنا بأن بوتين يعد لنزاع مطوّل في أوكرانيا ينوي من خلاله تحقيق أهداف تتجاوز دونباس». وأضافت أمام مجلس الشيوخ إن «بوتين يرى على الأرجح أن لدى روسيا إمكانيات ورغبة في مواجهة التحديات تتجاوز تلك التي يتمتع بها خصومه، ويعوّل على الأرجح على تراجع تصميم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مع تدهور الأوضاع في ما يتعلق بنقص الغذاء والتضخم وأسعار الطاقة». وبحسب الاستخبارات الأميركية، قرار بوتين تركيز عمليات قواته للسيطرة على منطقة دونباس «هو تحوّل مؤقت» من ناحية أخرى قالت ماتيلدا بوجنر، رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمراقبة حقوق الإنسان في أوكرانيا، امس الثلاثاء، إن عدد القتلى المدنيين خلال الحرب الدائرة منذ ما يقرب من 11 أسبوعاً أعلى بالآلاف من العدد الرسمي البالغ 3381 قتيلاً. وقالت بعثة الأمم المتحدة، التي تضم 55 مراقباً في أوكرانيا، إن معظم القتلى سقطوا بأسلحة تفجيرية تترك أثرها في منطقة واسعة مثل الصواريخ والضربات الجوية.
مشاركة :